- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
القاهرة: أوضح الوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور، أن الانتخابات الفلسطينية القادمة ماهي إلا فخ سياسي، لأنها تهدف لإعادة إنتاج سلطة المرحلة الانتقالية وتأكيد الارتباط بالاحتلال، مؤكدًا على أن وحدة حركة فتح مصلحة وطنية.
وقال، في تصريحات لقناة "الغد" الإخبارية، اليوم الأحد، إن "استمرار خلاف فتح الكبير وإنهاك الحركة الوطنية وضعف منظمة التحرير هو ردم للثورة الفلسطينية، بينما هناك طرف آخر يقوى ويجد كل الدعم بكل أشكاله ويحضر لمرحلة ما بعد الانتخابات، ويسعى لأن يكون الطرف المقبول في المنطقة، أمريكيا وإسرائيليا على طريقة التعايش"، في إشارة إلى حركة حماس.
وأضاف عصفور، أن "فتح إن لم تنتبه فسندفع الثمن، وبدلا من أن نكون قاعدة الانطلاقة سنكون رادمة الانطلاقة"، متمنيًا أن يكون ما حدث رسالة إلى قيادة فتح والرئيس محمود عباس وكوادر فتح وتيار الإصلاح، لينتبهوا إلى أن المؤامرة تستهدف حركة فتح وروح الشهيد المؤسس ياسر عرفات.
وعقب عصفور على الفيلم الوثائقي "الرواية المفقودة" الذي عرضته قناة "الكوفية"، أن العودة إلى مربع الخلاف بين دحلان وعباس، يتمثل في عدة جوانب أهمها، أن القيادي الفلسطيني محمد دحلان يرغب في أن يؤكد أنه غير متهم وأن ينهي هذا الملف قبل الدخول لمرحلة جديدة، وتبيان الحقيقة وما الذي حدث وكيف تم، وذلك من أجل وضع نهاية لملف لم يخدم حركة فتح بكل مكوناتها، بل أن المستفيدين منه هم خصوم وأعداء حركة فتح".
وشدد عصفور على أن النائب محمد دحلان؛ أحد أبناء حركة فتح وأحد صناع الشبيبة التي لها مجد خاص داخل الحركة، ولا بد لهذا الملف أن يفتح من أجل وضع نهاية له.
وأضاف، "لا بد من أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار لطي حلقة لم تكن بيضاء في تاريخ حركة فتح، وهي ضمن الظواهر التي أدت إلى إنهاك فتح والحركة الوطنية، وأدت إلى سيطرة الجهات التي تعمل على أن تكون بديلًا للمنظمة فكرًا وحضورًا وأهدافًا وسياسة، وبرغم كل ما تطرحه من شائعات وشعارات، ولكن جوهرهم السياسي يؤكد أنهم يريدون أن يرثوا تنظيم فتح الذي بدأ يهرم".
ولفت الوزير الفلسطيني السابق، إلى أن تنظيم فتح بحاجة إلى تجديد حيويته وشبابه ودوره من خلال إعادة التفكير الجدي بهذه المرحلة.
وفى سياق انتخابات تجديد المرحلة الانتقالية ووقتها، يشير عصفور إلى أنه شخصيًا يرى أنها ضارة بالمسألة الوطنية الفلسطينية، وأنها عمل لا يجوز، لافتًا إلى أن الوضع العام الفلسطيني وقتها كان منهكًا عقب حرب 4 سنوات مع إسرائيل التي قامت بتدمير كل بناء السلطة وحاصرت الدولة ودمرتها بشكل عام.
وأضاف عصفور، "في الوقت نفسه كانت الجهة الأخرى، في إشارة لحماس، بالانتخابات مدعومة بشكل غير عادي من أطراف عربية وغير عربية، لأنه كان يتم تحضيرها كبديل لفتح".
ونوه عصفور إلى أن الرئيس أفشل الانتخابات وقتها لمدة أسبوعين، ثم أصدر مرسومه بالانتخابات بناء على قرار غير فلسطيني، وبحسب ما قاله بصوته في أحد الاجتماعات، أنه كان يعلم أن فتح ستخسر الانتخابات".
وأكد، أن الرئيس محمود عباس، اتخذ قرار الانتخابات بمفرده وبقرار شخصي وأن خطابه "الخروج من غزة" تم قبل أن يعرض على اللجنة المركزية، مقررًا ذلك بعد خروج شارون من غزة، وهو الخروج الذي تم بدون تنسيق مع الرئيس، لافتًا إلى أنها رسالة تفيد بأن الشريك القادم ليس الرئيس محمود عباس ولكن جهة أخرى.
وفي ذات السياق، أوضح أن قطر تلعب دورًا رئيسيًا في إنهاك الحركة الوطنية، لافتاً إلى أن قطر تبرز من خلال محاولاتها إنهاك الحركة الوطنية.
وقال، إن " قطر تبرز الآن مجددًا من أجل إعادة إنتاج المرحلة الانتقالية وهي التي أجبرت حماس أمس الأول؛ على أن تقبل بالانتخابات من أجل إعادة إنتاج المرحلة الانتقالية".
وأضاف، " تهدف حماس إلى قطع الطريق على أن يعلن الرئيس دولة فلسطين وبالتالي يصطدم مع المشروع التهويدي والمشروع الأمريكي البديل، ولهذا السبب تدخلت قطر الآن من أجل إقناع حماس بالانضمام لمشروع إعادة تمديد المرحلة الانتقالية أو ما يعرف بسلطة أوسلو".
وأردف، "سلطة أوسلو انتهى مفعولها عمليًا منذ العام 2000 أو 2001"، موضحًا أن هناك فخا جديدًا تنصبه قطر ستدفع فلسطين ثمنه، إن لم تنتبه باقي الفصائل الفلسطينية الوطنية.
واستطرد، "إذا لم تنتفض فتح وتعيد وحدتها بشكل حقيقي، فستمثل الانتخابات القادمة شبه نهاية الحركة الوطنية الفلسطينية والثورة الفلسطينية في ذكرى انطلاقها، لأنها انتخابات لإعادة إنتاج سلطة المرحلة الانتقالية وتأكيد الارتباط بالاحتلال".
وأكد عصفور، أن استمرار خلاف فتح ، يعزز طرف آخر يقوى ويجد كل الدعم بكل أشكاله ويحضر لمرحلة ما بعد الانتخابات، لافتًا إلى أن "الإسلامويين" بشكل عام لا توجد لديهم أي أهداف وطنية بل أن أهدافهم من الممكن أن تتضارب مع الأهداف الوطنية.
يذكر أن الفيلم الوثائقي "الرواية المفقودة" الذي عرضته قناة الكوفية، كشف قصة الخلاف بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقائد محمد دحلان، فيما كشف التحقيق الاستقصائي الذي يتضمنه الفيلم، تفاصيل محاولة اغتيال القائد دحلان.