كتب - علي أبو عرمانة: يصادف اليوم الحادي عشر من يوليو/تمز، الذكرى الثانية والسبعين لمجزرة اللد، التي تُعَدّ أشهر مذبحة قامت بها عصابات البالماخ الصهيونية ضد الفلسطينيين بقيادة إسحاق رابين، لإخماد ثورة عربية قامت في يوليو عام 1948م ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 10 يوليو 1948م، عيّن رئيس وزراء الاحتلال آنذاك، ديفيد بن جوريون، يغال ألون قائدًا للهجوم على مدينتي اللد والرملة، وإسحاق رابين نائبًا له، وأمر يغال ألون بقصف المدينة من الجو، وكانت أول مدينة تهاجم على هذا النحو.
تبع القصف الجوي، هجوم وحدة الكوماندوز الصهيونية بقيادة إسحاق رابين على مدينة اللد في مساء 11 يوليو 1948م، تسبّب بمغادرة بقايا متطوعي جيش الإنقاذ المرابطين بالقرب من المدينة، التي تلقت الأوامر بالانسحاب من قائدها البريطاني جلوب باشا، وأصبحت المدينة تحت وابل من قذائف المدفعية وإطلاق النار الكثيف على كل شيء يتحرك في الشوارع، فاحتمى الأهالي بمسجد دهمش، إلا أن الصهاينة اقتحموا المسجد وواصلوا إطلاق النار وأعدموا كل من تواجد داخله.
وأصدر قادة الاحتلال تعليمات بإطلاق الرصاص على أي شخص يُشاهَد في الشارع، وفتح جنود البالماخ نيران مدافعهم الثقيلة على جميع المشاة، وأخمدوا بوحشية هذا العصيان خلال ساعات قليلة، وأخذوا يتنقلون من منزل إلى آخر، يطلقون النار على أي هدف متحرك، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 250 عربيًّا.
وفي اليوم التالي، قاد موشيه دايان طابورًا من سيارات الجيب التي كانت تقل عددًا من الجنود المسلحين بالبنادق والرشاشات من طراز ستين والمدافع الرشاشة، وطاف طابور العربات الجيب في الشوارع الرئيسية للمدينة مطلقا النيران على كل شيء يتحرك.
تناثرت جثث العرب، رجالاً ونساء، بل جثث الأطفال في الشوارع في أعقاب هذا الهجوم، وتجوَّلت العربات في المدينة مرة أخرى، وأخذت تعلن من خلال مكبرات الصوت التحذيرات المعتادة.
وفي يوم 13 يوليو أصدر قادة الاحتلال أوامر نهائية عبر مكبرات الصوت، حدَّدت فيها أسماء جسور معيَّنة طريقًا للخروج.
وبلغت حصيلة القتلى جراء الإرهاب الصهيوني 426 شهيدًا منهم 176 قتيلاً في مسجد دهمش في المدينة، وفي رواية أخرى بلغوا 335 شهيدًا، 80 منهم في مسجد دهمش، فيما أشارت روايات أخرى أن عدد الشهداء بلغ 1300 شهيدا.
ويعود التضارب في أعداد الشهداء، إلى إقدام القوات الصهيونية على إحراق جثامين الشهداء أمام بوابة المقبرة بعد تكديسها فوق بعضها.