- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
مازال الموقف الفلسطيني الرسمي يتراوح مكانه ، ولازال الخطاب السياسي لمواجهة عملية الضم على كافة الصعد والمستويات سواءً الرسمية أو الفصائلية ..هَمْ فوق هَمْ ! بسبب غياب الرؤية الوحدوية الجامعة وضياع الهدف الوطني ، وتشتت المواقف والجهود نتيجة الانقسام ، وعدم الارتكاز على المحددات الفلسطينية ذات المحتوى الوطني في مواجهة مخططات الاحتلال.
طالعنا القرارات الصادرة عن اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح ، والذي للأسف لم تأت بجديد ، ولم تحدد مخرجات واقعية لمواجهة خطة الضم ، فكل ما تم الاستناد عليه هو الرفض الشفوي المتوج بقرارات مستهلكة لا تتعدى حدودها في التأكيد على قضايا مفرغ منها ، وتم تداولها مرات عديدة باجتماعات سابقة ، والتي هي بالأصل قرارات مؤجلة وموجبة التنفيذ صادرة عن الشرعية الدولية ، ناهيك عن الخوض في التمسك بخيار السلام الذي أصلاً لم يتخل عنه شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته ، والذي أصبح خياراً فلسطينياً ليس له طعم أو مذاق في ظل نسف دولة الاحتلال لعملية السلام برمتها ووأد فكرة حل الدولتين.
على الجانب الاخر، والذي لا يبتعد كثيراً في محتواه الوطني للخطاب السياسي من كافة الفصائل والأحزاب الفلسطينية في مواجهة عملية الضم ، فإن موقف الفصائل ليس بأحسن حال من الموقف الرسمي المتمثل في السلطة الفلسطينية ، فالخطاب السياسي لكافة الفصائل يعتبر موقفاً صامتاً غير فاعل ، ولا يصل إلى حد المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها في مواجهة للخطة الاستعمارية التي تتلخص في تمرير "صفقة القرن" بشكل متسلسل و متدرج ، والتي كانت البداية منذ إعلان القدس المحتلة عاصمة موحدة لدولة الاحتلال.
يبقى هنا الخيار الأوحد للرهان من أجل مواجهة عملية الضم ، هو الخيار الشعبي والجماهيري ، والتي تراهن عليه كافة مكونات العمل الفلسطيني سواءً الرسمية أم الفصائلية ، والذي للأسف يتم الرهان عليه في كل المعارك من أجل احداث عملية توافق وتدارك ! ، ولكن في الواقع الخيار الجماهيري يحتاج إلى مقومات وعملية استنهاض من السلطة الفلسطينية ومن كافة الأحزاب قبل الرهان عليه لخوض معركة المواجهة مع الاحتلال كما كان على الدوام ، فمن أهم تلك المقومات لكسب الرهان على الخيار الجماهيري ، وجوب تحقيق المصالحة الوطنية والفتحاوية بشكل فوري وعاجل، ودعم شعبنا اقتصادياً ومادياً ، لأن المعركة القادمة تحتاج لعقول ناضجة وسياسات وازنة وبطون ممتلئة ، حتى لا يكون الخطاب الفلسطيني لمواجهة الضم.. هَمْ فوق هَمْ !