- قصف جوي إسرائيلي في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة
- القناة 12 الإسرائيلية: إطلاق أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل منذ ساعات الصباح
كتب – علي أبو عرمانة: "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن، وأن أحافظ على الدستور والقانون، وأحافظ على مصالح الشعب الفلسطيني وسلامة أراضيه وتحقيق آماله الوطنية، والله على ما أقول شهيد"، بهذه الكلمات دشن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مرحلة جديدة على طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في الثاني عشر من شهر فبراير/شباط عام 1996، أدى الرئيس الرمز ياسر عرفات اليمين الدستورية على نسخة من القرآن الكريم في مقر المجلس التشريعي بمدينة غزة ، كأول رئيس للسلطة الفلسطينية، لتنهال عليه التهاني من كافة أنحاء العالم، ويعلن رسميا قيام أول سلطة فلسطينية.
مؤامرة كبرى
قال وزير المفاوضات الأسبق والسياسي الفلسطيني حسن عصفور، إن "الرئيس ياسر عرفات كان أول زعيم يؤسس أول سلطة في تاريخ الشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية عام 1994"، مشيرا إلى أنه "لأول مرة في تاريخ فلسطين يصبح هناك سلطة فلسطينية ذات مؤسسات، وانتخب لها رئيس".
وأكد عصفور، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، أنه "كان بالإمكان أن نستكمل بناء الدولة الفلسطينية، ولكن حجم المؤامرة فاق حدود الإمكانيات في حينه، خاصة وأن الشعب الفلسطيني عمليا كان وحيدا في تصديه للمؤامرة الكبرى التي بدأت بين عامي 2000 و2004 لتدمير الكيانية الفلسطينية، وتهيئة المسرح مجددا لتكريس حالة الانقسام السياسي والكياني الفلسطيني، لتعود الأمور لما كانت عليه قبل تأسيس السلطة، وعمليا لما قبل عدوان 1967".
وأوضح، أن "الرئيس عرفات بذل جهودا كبيرة من أجل تطوير السلطة إلى أن تصبح كيانا متكاملا، ولكن للأسف كان هناك مؤامرة علنية أدت لاغتياله"، لافتا إلى أنه "عمل شيئا تاريخيا من خلال تأسيس أول سلطة في التاريخ الفلسطيني".
تدمير الحلم
وحول الجهات التي دمرت حلم بناء الدولة الفلسطينية، بين عصفور، أن "القوى الأساسية التي دمرت حلم عرفات في بناء الدولة الفلسطينية، كانت إسرائيل والولايات المتحدة، وما دون ذلك سواء فلسطينيا أو عربيا فقد كانت أدوات تخدم الأهداف الأمريكية–الإسرائيلية، كل بطريقته"، موضحا أن "الأطراف الفلسطينية مهما كانت، فهي أدوات صغيرة كانت تعمل لصالح الخصم".
وأكد، أن "شخصيات فلسطينية و فصائل بعينها، عملت كل جهدها لتدمير هذا الكيان خدمة لأهداف غير وطنية، وللأسف جزء منها كان واضحا في تآمره ودوره التخريبي".
وتابع، أن "إسرائيل دمرت السلطة عمليا من خلال حرب عسكرية وليس فقط مؤامرات سياسية"، مضيفا، "عندما فشلت المؤامرات في كسر شوكة الحركة الوطنية الفلسطينية ومكونات السلطة، لجأ الزعيم ياسر عرفات إلى المواجهة العسكرية المباشرة والتي استمرت 4 سنوات، وهي المواجهة الأطول خلال الصراع العربي الإسرائيلي".
وشدد عصفور، على أن "استشهاد الخالد عرفات مؤامرة اغتيال علنية وصريحة ورسمية وتعتبر جريمة حرب، وللأسف مرت دون أي سؤال من ورثة أبو عمار، وهذه بحد ذاتها مؤامرة".
تفكيك السلطة
وأردف، "بعد ذلك تم تفكيك السلطة، والتي بدأت بشكل صريح خلال مؤامرة الانتخابات الفلسطينية عام 2006 والتي مهدت لأحداث الانقلاب عام 2007، ثم تكريس الفصل السياسي والأن الفصل الجغرافي من خلال صفقة ترامب، وبتأييد بعض القوى الفلسطينية، سواء كان ذلك عن دون وعي أو غياء سياسي".
وأوضح، أن "حلم بناء الدولة الفلسطينية مثلما كانت أو كما يجب أن تكون تحتاج لبعض الوقت، وانتخاب رئيس جديد للشعب الفلسطيني، أبعد من أن يتحقق على أرض الواقع، فالمسألة يشوبها الكثير من التعقيدات"، مشددا على حاجة الدولة الفلسطينية لرئيس منتخب.
واختتم عصفور، تصريحاته لـ"الكوفية"، بالتأكيد على أن "خيار بناء الدولة وانتخاب رئيس جديد هو حق للشعب الفلسطيني لا يجب اسقاطه، ولا يجوز التخلي عنه، لأن ذلك يدعم المشروع الصهيوني وداعمه الأول الولايات المتحدة الأمريكية، وأدواته المحلية سواء فلسطينيا أو عربيا".
فراغ كبير
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور هشام عبد الرحمن، أن "ذكرى حلف الرئيس عرفات اليمين الدستورية، لها دلالاتها وخصوصيتها"، مشيرا إلى أنها تعني إقامة أول سلطة وطنية في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وقال عبد الرحمن، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، إنه "وعلى الرغم من مرور كل تلك السنوات على هذه الذكرى، ندرك تماماً أن غياب ياسر عرفات ترك فراغا كبيراً في الساحة الفلسطينية، بل إن حالة الانقسام الفلسطيني، وسيطرة حماس على قطاع غزة بقوة السلاح، ما كانت لتتم لو كان موجودا بفضل شخصيته الكاريزمية، وقدرته على نسج خيوط تواصل مع الجميع، سواء داخل فتح أو مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى، مهما بلغت الخلافات".
وأوضح، أن "الذكري وفي هذا الوقت بالتحديد تعيد للأذهان رفض ياسرعرفات التوقيع على الحل المطروح في كامب ديفيد عام 2000م، والذي اعتبره عرفات منقوصا، ولا يلبي من وجهة نظره السقف الذي يطمح له الفلسطينيين وهو إقامة دولة على أراضي عام 1967 بما فيها، القدس الشرقية ".
وشدد على أنه "عندما استبدلت كوفية ياسرعرفات وبدلته العسكرية، ببدلة وربطة عنق خَلَفِه محمود عباس، تغيرت ملامح الحلم الفلسطيني، بل قد يكون أن حل الدولتين قد انتهى إلى الأبد"، مشيرا إلى أن صفقة ترامب تشكل تحديات كبيرة للقيادات الفلسطينية بمختلف أطيافها.
إنهاء الانقسام ضرورة وطنية
وبين، أن "وحدة الشعب الفلسطيني وانسجام مكوناته مع بعضها البعض تشكل الضمانة الرئيسية لتخطي هذه المرحلة بأمان وسلام، وهنا لابد من القول أن حال القضية الفلسطينية مرتبط طرديا عادة بحال حركة فتح، ودون التقليل من شأن أي من الفصائل والأحزاب الأخرى".
وأضاف عبد الرحمن، أن "حركة فتح هي التي تستطيع أن تشعل الضوء في نهاية النفق، لذا لابد من العمل بقوة وعزم لاستعادة فتح ودورها الريادى ووحدتها التي تشكل صمام الأمان للشعب الفلسطيني كله:، داعيا إلى إنهاء الانقسام بأ سرع وقت يمكن، فكل متطلبات استعادة زمام المبادرة في الميدان يمكن توافرها.
استحضار روح عرفات
وطالب بوضع رؤية استراتيجية محسوبة جيدا من قبل القيادات الفلسطينية لإعادة ترتيب الصفوف واستنهاض الطاقات، فليس سرا أنه لو كان الشعب الفلسطيني محاطا بمواطن القوة على اختلاف أشكالها، لما تجرأ ترامب ولا نتنياهو على هذا الفعل".
واختتم عبد الرحمن تصريحاته لـ"الكوفية"، بالتأكيد على ضرورة استحضار روح الزعيم ياسر عرفات وثوريته بترجمة الرفض الفلسطيني لصفقة ترامب إلى خطوات عملية لمقاومة الاحتلال بكافة الطرق الممكنة والعمل على افشالها حفاظاً على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
اليوم وبعد مرور 24 عاما على تأسيس الزعيم الراحل ياسر عرفات، أول سلطة فلسطينية، لا يزال الشعب الفلسطيني يتطلع لتحقيق أحلامه بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.