- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
الأغوار - ميسون البرغوثي: 720 ألف دونم من الأرض الخصبة، أي نحو ربع مساحة فلسطين، يسيطر الاحتلال عليها بكافة مواردها الطبيعية، لو أنها تحت السيادة الفلسطينية لكنا نعيش بدون أي مساعدات خارجية، وكانت عصب الحياة الفلسطينية وأكبر مواردها الطبيعية.
الأغوار الفلسطينية الممتدة من بيسان وحتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبًا؛ ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا، تسيطر إسرائيل على 400 ألف دونم منها بذريعة استخدامها كمناطق عسكرية مغلقة.
يقول الخبير الاقتصادي د. هيثم دراغمة، إن خسائر الفلسطينيين لعدم سيطرتهم على الأغوار تبلغ نحو 5 مليارات دولار، نصفها جراء عدم السيطرة على البحر الميت والمشارف عليه حيث لا يتاح لنا الاستثمار فيها، خاصة في هناك الصناعات الاستخراجية من البحر الميت أو السياحة الدينية والعلاجية.
أطماع اقتصادية
يضيف دراغمة، في تصريحات خاصة لـ"الكوفية"، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعلل بأن الأغوار مناطق حدودية مع سوريا والأردن ولبنان، وأنها تريد حماية أمنها وحدودها، لكن الحقيقة والمغزى من ذلك هو اقتصاد هذه المنطقة، الذي يدر على إسرائيل مليارات الشواقل سنويا، خاصة من مجال الزراعة حيث تقوم دولة الاحتلال بزراعة مساحات شاسعة من الأغوار بالتمور والعنب نظرا لخصوبة المنطقة.
ويؤكد دراغمة، أن مطامع الاحتلال في الأغوار واضحة، سياسية واقتصادية بحجج أمنية، والحديث عن مؤتمرات اقتصادية عالمية لدعم الفلسطينيين ماليا واقتصاديا لسنا بحاجة له، وكل ما نريده هم السيطرة على أرضنا ومواردها، حينها لن نحتاج أي دعم خارجي لأن ذلك يعود على خزينة الدولة الفلسطينيين بمليارات الشواقل.
وكما يقول دراغمة، تعرضت الأغوار لعمليات سرقة وتهويد من خلال سياسة الاحتلال في هدم المنازل والآبار الزراعية ومصادرة الأراضي وممارسة التمييز العنصري، في محاولة من جيش الاحتلال والمستوطنين لتهجير المواطنين ومن ثم السيطرة عليها بالكامل..
بوابة زراعية ووجهة سياحية
عارف دراغمة، موثق الانتهاكات الإسرائيلية في الأغوار، يقول لـ"الكوفية"، إن الاحتلال يحاول من خلال ممارساته واعتداءاته وانتهاكاته في الأغوار تشريد المواطنين وطردهم وتكبيدهم خسائر وأضرارا في أراضيهم الزراعية ومحاصيلهم التي يعتمدون عليها في حياتهم المعيشية، خاصة استخدام سياسة الإخطارات بالهدم أو المصادرة والتدريبات العسكرية التي تتلف المحاصيل الزراعية وتحتجز نحو 400 ألف دونم من الأراضي بحجة التدريبات وأنها مناطق عسكرية مغلقة ينتج عن ذلك خسائر مادية قد تصل إلى أربعة ملايين شيقل سنويا.
رئيس مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين عبد الرحمن التميمي، قال إن الهدف من سيطرة إسرائيل على الأغوار ليس أمنيا، بل هو اقتصادي، معتبرا هذه المنطقة بوابة اقتصادية بحتة تدر مئات الملايين من الدولارات، خاصة في المجال الزراعي إلى جانب ثروات البحر الميت التي تدر الملايين أيضا.
وأضاف التميمي، لـ"الكوفية"، أن أرباح الاحتلال من الزراعة والسياحة في الأغوار وثروات البحر الميت تصل إلى مليار دولار سنويا.