- قصف جوي إسرائيلي في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة
- القناة 12 الإسرائيلية: إطلاق أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل منذ ساعات الصباح
كتبت – ميرفت عبد القادر: "لكل ثورةٍ حكيم ولثورتِنا الفلسطينية حكيمٌ واحد وهو جورج حبش"، بهذا الكلمات الخالدة وصف الزعيم الرمز ياسرعرفات، الثائر الراحل جورج حبش، الذي جمع بين مهنة الطب وسلك طريق النضال، أماهو فيعرّف نفسه بـ"إسلاميّ التربية، مسيحيّ الديانة، اشتراكيّ الانتماء".
جورج حبش، السياسي الفلسطيني الذي جمع بين الطب والثورة، أحد أعمدة المقاومة الفلسطينية في ستينات وسبعينات القرن العشرين، ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأمينها العام حتى عام 2000، والمؤسس الأول لحركة القوميين العرب.
الفلسطيني الذي جمع بين الطب والثورة
ولد جورج حبش في ٢ أغسطس/آب ١٩٢٦ في مدينة اللد، لعائلة من الروم الأرثوذكس، وهاجر من فلسطين إبان نكبة 1948، ليصل إلى بيروت، ويدرس الطب في الجامعة الأمريكية هناك، ويتخصص في طب الأطفال، ومن ثم انتقل للعمل في العاصمة الأردنية عمّان والمخيمات الفلسطينية حتى ١٩٥٧
.
مؤسس الجبهة الشعبية وحركة القوميين العرب
أسس جورج حبش، حركة القوميين العرب، وهي مجموعة من قياديي القوميين العرب وبعض المنظمات الفلسطينية التي كانت منتشرة في حينه، ولعبت حركة القوميين العرب دوراً كبيراً في التحركات الجماهيرية والمظاهرات في الشارع العربي بعد فك الوحدة بين سوريا ومصر عام 1961م.
وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان رأس الهرم فيها، أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
وشارك حبش في التأسيس، رفاقه وديع حداد، ومصطفى الزبيري المعروف بأبو علي مصطفى، ووديع حداد، وأحمد اليماني، وحسين حمود "أبو أسعد".
تولى حبش منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وآمن بالمقاومة وتبنت الجبهة الكفاح المسلح وقامت بعدة عمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وانفردت في عمليات خطف الطائرات ونسف المطارات واقتحام ونسف السفارات واغتيال نوعي القيادة الإسرائيلية.
إسرائيل تعترف: لم نستطع اغتيال "حبش"
أُصدر في حقه عدة أحكام بالاعتقال خاصة بين الأعوام ١٩٥٨ و١٩٦٣، وكان هدفًا لجهاز الإستخبارات الإسرائيلي.
واعتبرت "معاريف" أن الموساد الإسرائيلي فقد أيام مجده، وضربت مثلا على ذلك بوفاة حبش طبيعيًا، بالإشارة إلى أنها لم تستطع اغتياله".
وأضافت "معاريف"، أن "العمليات التي نفذت في عهد جورج حبش، كانت أكثر العمليات العسكرية فعالية، على غرارما شهده مطار بن غوريون عام 1972 واغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي".
وحاول الموساد الإسرائيلي عام 1973 اختطاف حبش حين اعترضت مقاتلات إسرائيلية طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار بن غوريون، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين خطأ المعلومات الاستخبارية، وأن الدكتور حبش لم يكن على متنها.
وفيما كان يتوجه، حبش للعلاج في فرنسا عام 1992، بعد موافقة الحكومة الفرنسية، تحولت زيارة علاجه إلى قضية سياسية كبيرة، وتم احتجازه من قبل القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب، بضغط من اللوبي الصهيوني حيث احتشد الآلاف من اليهود في ساحة المستشفى، وطلبت إسرائيل من فرنسا تسليمه لها، بينما أرادت الحكومة الفرنسية تحويله للقضاء بتهمة الإرهاب، إلا أن المحاولات فشلت في النيل من حبش، بتدخل من الجزائر، وتحركات ياسر عرفات التي كانت محركا رئيسيا للإفراج عنه.
موقف تاريخي
في عام 1976 أقيم مهرجان تضامني في بيروت عندما وقعت أحداث يوم الأرض في الجليل والنقب الفلسطيني المحتل، قام عريف الحفل وقال الآن مع كلمة فلسطين وقدم القائد جورج حبش ليلقي الكلمة، وكان حاضرًا الزعيم الخالد ياسر عرفات، فصعد الحكيم إلى المنصة وأخذ الميكرفون من العريف وقال "في مثل هذا اليوم وفي حضرة التضامن مع شعبنا، لفلسطين كلمة واحدة ولا يلقيها إلا زعيم الثورة الفلسطينية الأخ أبو عمار وقدم الميكرفون له"، فضجت القاعة بالتصفيق.
وكان حبش دائما يردد القول، "نختلف مع أبو عمار ولا نختلف عليه".
الجلطة القلبية تنهي حياة جورج حبش
تعرض حبش، لعدة مشاكل صحية، عانى منها، لتدهور صحته، وينقل لتلقي العلاج إلى مستشفيات العاصمة عمّان، التي كان يقيم فيها.
وفي 26 يناير/كانون الثاني 2008 أصيب بجلطة قلبية، توفي على إثرها، ليشيعه الآلاف، إلى مثواه الأخير، ليدفن في مقبرة سحاب بالعاصمة الأردنية عمان.
مدرسة عريقة
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، د. مريم أبو دقة، في تصريح خاص لـ "الكوفية"، إن "مدرسة الحكيم مدرسة عريقة متجذرة، لقائد ملهم للثورة والشعب بالمعنى الوطني والعروبي والأممي، جسد فيها الديمقراطية بمعناها الإنساني والسياسي والاجتماعي ، ينهل منها الثوريون العلم والسلوك والاخلاق والتعددية والديمقراطية والانسانية".
وأضافت أبو دقة، أن " الدكتور حبش كان ينتمي كل الانتماء لشعبه ووطنه وأرضه أهدافه، ممسكًا بالثوابت الوطنية، والوحدة الوطنية التي كان يعتبر تجسيدها هو الأساس في أي حركة تحرر تحت الاحتلال، ونقطة الانطلاق لمواجهة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف القضية الفلسطيني، ومشروعها العربي النهضوي، وخطورتها على السلم العالمي، وليس كفلسطينيين فقط".
وأشارت أبو دقة، أن الشعب الفلسطيني، في هذا الوقت العصيب من انقسام فلسطيني وعمليات شطب للقضية بحاجة إلى حكمة الحكيم، لتوحيد الصف الفلسطيني وحماية المشروع الوطني، ومنظمة التحرير وأدائها بما يليق بمرحلة التحرر الوطني، وسط هجمة إسرائيلية وأمريكية غير مسبوقة، وعمليات الشطب للقضية الفلسطينية".
ورأت أبو دقة، أن "من الوفاء لروح الرفيق الدكتور جورج حبش، أن تجمعنا البوصلة الفلسطينية، نحو عدو واحد وهدف واحد ووطن واحد ومصير واحد باتجاه الحرية والاستقلال وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة، الحق الاصيل الذي لايسقط بالتقادم".
ولفتت أبو دقة، أن جورج حبش، شكل مثلًا ونموذجا في التخلي عن منصبه القيادي ليترك المجال لرفاقة في الاستمرار وتواصل الأجيال، مسلمًا إياها لرفيق دربه أبو على مصطفى.
واختتمت أبو دقة حديثها لـ"الكوفية"، قائلةً" الثوريون لايموتون، وسيبقى الحكيم خالدا فينا، على مر السنين حتى أن نحقق النصر الأكيد على أعدائنا وفي مقدمتها إسرائيل وكل من يدعمه في الوقت الصعب والكارثي والتآمرالذي يحل بالقضية الفلسطينية".
يورّث الثورة في أقواله المأثورة
كانت لكلمات الحكيم جورش حبش، مفعول السحر في إشعال لهيب الثورة الفلسطينية، وتوريث للأجيال القادمة.
وهذه كانت أبرز مقولات الحكيم:
"سنجعل من كل حمامة سلام قنبلة، نفجرها في عالم السلام الإمبريالي الصهيوني الرجعي".
"نحن لا نبرئ كل من لا يرفع إصبع الاتهام في وجه مضطهدي الشعوب". "تستطيع طائرات العدو أن تقصف مخيماتنا وأن تقتل شيوخنا وأطفالنا وأن تهدم بيوتنا ولكنها لن تستطيع أن تقتل روح النضال فينا".
"رفاقنا الحقيقيون هناك في سجون العدو وعندما يخرجون سوف ترون ذلك".
"قسماً ببرتقال يافا وذكريات اللاجئينَ.. سنحاسب البائعين لأرضنا والمشترينَ".
"إنّ السلطة السياسية تنبع من فوهات البنادق".
"عارٌ على يدي إذا صافحت يداً طوحت بأعناق شعبي".
"إن المقاتل غير الواعي سياسيا، كأنما يوجه فوهة البندقية إلى صدره".
وستبقى كلمته الشهيرة "ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة" و"على جماجم وعظام شهدائنا نبني جسر الحرية"، باقية وحاضرة في وجدان الفلسطينيين، جيلا بعد جيل، حتى يعود الحق إلى أصحابه.