- إصابتان في استهداف طائرة مسيّرة (كواد كابتر) مواطنين بمنطقة الزنة شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة
لا يكف الوسطاء الثلاثة.. أمريكا ومصر وقطر، عن مواصلة العمل، وهم يعرفون أكثر من غيرهم.. أن جهدهم المواظب والمواكب للحرب، يرتطم مع كل جولة بجدار المستحيل.
الوسطاء العرب، يعملون على معالجة المقتلة الفادحة في غزة، ورصيدهم في العملية.. الجغرافيا المصرية المفترض أن تكون مؤثرة، والعلاقات القطرية المتميزة مع حماس، غير أن الطرف الأمريكي الشريك المزدوج في القتال والوساطة، لا يقدم الكثير والفعّال لإنجاحها، ما يضع الوسطاء العرب أمام استحالة النجاح ما دام شريك الوساطة هو في الوقت ذاته شريك الحرب وأهدافها.
المفترض أن تجري الوساطة بين إسرائيل وحماس، وهنا بيت القصيد ومكمن الفشل، ذلك أن الوسطاء المتعطشين لتقدمٍ يوفر ولو هدنةً محدودةً ومؤقتة، يواجهون سياسة إسرائيلية تبدو إيجابية في مسألة الاشتراك في الوساطة، بإرسال الوفود، ولكنها "إقتحامية" بتوسيع نطاق الحرب، ووضع العقبات الجدية أمام أي تقدمٍ مفترض لجهد الوسطاء.
يعاني الوسطاء العرب من انعدام التوازن بين القوى التي تخوض الحرب، فهي ليست مجرد حرب مواجهة بين محتلين ومقاومين، بقدر ما هي حرب تلقي فيها أمريكا بكل الثقل تحت عنوان دعم إسرائيل المبدئي في الحفاظ على أمنها، وشراكتها مع إسرائيل في أهداف الحرب، وهذا يُظهر الدور الأمريكي في الوساطة على حقيقته، "مجاملة من لا يريدون الحرب بإدّعاء السعي لوقفها.. وتقديم كل الإمكانيات لإسرائيل كي تستمر فيها حتى تحقق أهدافها".
في هذه الحالة يمكن قراءة واقع الوساطة واحتمالاتها وهي في كل الحالات تمشي في طرق كل نهاياتها مغلقة.