بروكسل: عقداجتماع أمس الجمعة في بروكسل بين للقادة الأوروبيون لمناقشة الاستفزازت التركية بدول المنطقة والبحر المتوسط.
وقال رمضان أبو جزر، مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، إن هذه القمة الأولى التي يصل إليها القادة الأوربيون وهم على إجماع لمواجهة الاستفزازات التركية.
وأوضح أبو جزر، أن الأولوية أمام القادة الأوربيين هي مناقشة أزمة كورونا وتفشي الفيروس في أوروبا مرة أخرى، وبدرجة أقل ملف تركيا، فهو ليس أولوية في هذه القمة بالذات.
وذكر، أن تركيا حاولت وضع الملف التركي كأولية لدى الأوروبيين عندما حاول أردوغان بتصريحاته النارية واللغط الذي سيطر على تصريحات وزير الخارجية التركي مع وزير خارجية السويد، ومحاولة إفشال الإجماع الأوروبي بموضوع العقوبات على تركيا في القمة القادمة في ديسمبر/كانون الأول.
وأكد، أن القادة الأوروبيين لم يغيروا أجندتهم، فقد أعربوا عن التضامن الكامل مع اليونان وقبرص، وأبلغوا رغبتهم بشكل مباشر عبر خطاب الاتحاد وعبر البرنامج المخصص لهذا النقاش بضرورة وقف الاستفزاز التركي.
وأشار إلى أن ألمانيا لا زالت ترى أنه يوجد مجال للحوار مع تركيا، وأن أوروبا غير معنية بصدام مع تركيا وغير معنية بتدمير الاقتصاد التركي لأن المواطن هو من سيدفع الثمن، وأوروبا لا زالت معنية بتحسين أداء تركيا ووقفها من الاستفزازات التي يقوم بها النظام التركي سواء في شمال سوريا أو العرق أو شرق المتوسط وليبيا ومؤخرا إقليم قره باغ.
وتابع ،"وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أعرب عن غضبه من التصرفات التركية وهذه لأول مرة".
وتأتي هذه القمة لأول مرة في ظل تقارب الموقف الألماني والموقف الفرنسي في مواجهة الاستفزازات والانتهاكات التركية.
وأضاف، "كانت ألمانيا دائما تدعو إلى الحوار قبل إجراء عقوبات على تركيا، وهي تعي جيدا أن العقوبات ستؤثر بشكل مؤلم على الاقتصاد والشعب التركي أكثر من النظام السياسي".
وأشار إلى أن هناك ملفات أخرى غير اليونان والتنقيب على الغاز، بل هناك ملف الابتزاز الذي مارسته تركيا لسنوات عبر ملف اللاجئين وفتح الحدود وتصدير الإرهابيين، وتحدي لمخرجات برلين من أردوغان الذي وقع على الاتفاق في ليبيا، ومن ثم قام بإرسال المليشيات والمسلحين إلى ليبيا وانتقدته برلين وقتها، والآن يقوم أردوغان بإرسال المسلحين والمرتزقة إلى إقليم قره باغ لمساندة أذربيجان، وقام باجتياح شمال سوريا وانتقده مجلس الأمن وقام أيضا بقصف العراق.
الدول الأوروبية قامت بالتهديد بفرض عقوبات على تركيا ثم قامت بتفعيلها ومن ثم وضعت جدول زمني لتنفيذها، والهدف من العقوبات ردع النظام التركي والعمل على التراجع لوقف الاستفزازات التركية.
وأوضح أن، اليونان وقبرص تضغطان على الاتحاد الأوروبي للإسراع في تنفيذ هذه العقوبات، لكن القيادة الأوروبية ترى أنه لا زال هناك وقت أمام أردوغان للتراجع عن هذه الاستفزازات والعودة على طاولة المحاورات مع دول الجوار.