غزة – عمرو طبش: نجح المهندس الفلسطيني تامر أبو مطلق، في تحويل جفت الزيتون، الذي يعتبر من مخلفات عملية عصر الزيتون إلى حطب قابل للاشتعال على شكل قوالب، حيث يعتبر صديقا للبيئة ويتم استعماله للتدفئة في فصل الشتاء، الطهي، وعدة استخدامات أخرى، من خلال الة قام بصناعتها هو ومهندسين.
قال المهندس تامر أبو مطلق "25 عاماً" لـ"الكوفية"، إنه استطاع هو وزملاؤه صناعة آلة بموارد محلية داخل قطاع غزة بمشاركة حدادين، تعمل على تحويل جفت الزيتون الى حطب، موضحاً أن صنع الالة في غزة لم يكن سهلاً، خاصةً أنه يوجد شُح في الموارد المستخدمة في الصناعة، إذ أنه استغرقت الصناعة مدة ستة شهور لتكون جاهزة للعمل.
وأوضح، أنه بعد نجاح صناعة الآلة، بدأوا في العمل أخذ الجفت من معاصر الزيتون لتحويله الى حطب، متابعاً أنهم تمكنوا في العام الماضي بإنتاج حوالي 300 طن من جفت الزيتون، بحيث تكون جاهزة للاستخدام في مجال التدفئة والطهي، مؤكداً أن هذا العام سيعملون على إنتاج أربعة أضعاف من كمية العام الماضي، ونشرها في الأسواق المحلية.
وبين أبو مطلق أن شكل المنتج الذي يخرج من الآلة، عبارة عن شكل أسطوانة بقطر 4 إنشات، وطول 20 سنتيمتار، مشيراً إلى أن هذا المنتج يكون صالح للاستخدامات المنزلية وخاصة في فصل الشتاء الذي يزداد عليه الطلب بشكل كبير، وأفران الطينة، ولمربي الدواجن والماشية.
وأضاف، أنه يوجد فرق بين حطب جفت الزيتون، وحطب الأشجار، بحيث أن مدة اشتعال الجفت تكون ثلاث ساعات بينما، حطب الأشجار تكون ساعة واحدة، بالإضافة إلى أن رماد جفت الزيتون يستخدم في صناعة حجارة البناء، خاصةً أن قطاع غزة يعاني من شُح في أدوات البناء بسبب الحصار الإسرائيلي، موضحاً أن صناعة الحطب من الجفت يحمي البيئة من خلال تقليص كميات قطع الأشجار.
وتابع أبو مطلق، أن سعر طن حطب الأشجار يقدر بمبلغ 700 شيقل، مقارنةً بجفت الزيتون يبلغ سعر الطن منه بـ350 شيقلا، مؤكداً أن هذا المشروع يوفر فرص عمل لـ 10 عمال بشكل مباشر، خاصةً أن قطاع غزة يعاني من انتشار البطالة، بالإضافة الى ثلاثة مهندسين الذين يقومون بصناعة تلك المنتج.
وكشف عن أهم الصعوبات التي واجهتهم، ومن أهمها أنهم كانوا غير قادرين على استيراد آلة جديدة من الخارج نظراً للحصار المفروض على قطاع غزة، وغلاء سعرها الذي يقدر بـ30 ألف دولار، في ظل انتشار البطالة وعدم توفر فرص عمل كافية للخريجين.
ويطمح أبو مطلق في تطوير المشروع وإنتاج أكبر عدد ممكن من جفت الزيتون، لتشغيل المخابز والمصانع على الطاقة البديلة والآمنة والصديقة للبيئة، منوهاً إلى أنهم قاموا بتجربة جفت الزيتون على عدة محامص للمكسرات، وقد أعطي نتائج إيجابية وممتازة، حيث كان أوفر بكثير من استخدام الغاز في عملية التحميص.