وصلني مقال اليوم عن طريق مجموعة واتس آب حمساوية تدعي الحياد بطريقة ساذجة، كتبه شخص على ما يبدو ان له شأن قدير عند تلك المجموعة الإعلامية التي تمتلك ايضاً موقعاً صحفياً بنفس التوجه، واسم الكاتب محمد حميد. ويتسأل فيه الكاتب عن "التيار الإصلاحي وخطوات التطبيع العربية....سؤال مشروع" !
ويسرد الكاتب تصويراً للأحداث الإخبارية الجارية كأي محطة إخبارية او موقع اخباري بدون أي جديد او تحليل عميق، ويطيل السرد لسبب خفي عني كون أن المعلومات التي يسردها في المقال المتعلّق بتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ليس لها علاقة بمضمون الفقرات الأربع الأولى، وللحق فإن الكاتب لا يدعي أي علاقة بين التيار والاحداث بل انه لا يذكر حتى اسم التيار خلال سرده الاخباري المكرر الطويل.
ويذكر الكاتب اسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح لأول مرة بخامس فقرة مع ان عنوان المقال الطويل يحمل اسم التيار!!! ومن ثم يُكمل فقرته الخامسة بما هو معروف ومكتوب عن التيار بمئات المواد من ادبيات تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح.
وفي الفقرة السادسة يقدم الكاتب اول "فكرة" او "خاطرة" في مقاله الطويل، فيتسأل عن التحدي الذي يواجهه تيار الإصلاح "وتوجهة الفكري" في اقدام دولة الامارات العربية المتحدة على خطوات تطبيعية دون الالتفات الى مبادرة السلام العربية ....بل أكثر من ذلك يطالب الكاتب التيار بإصدار موقف من هذا!!! وهنا أقول عجبي! لقد انهمكت بقرأت ستة فقرات من المعلومات التي يعرفها القاصي والداني لآتي في نهاية المطاف الى تسأل جاهل وكاتب كسول لم يكلف نفسه عناء مراجعة بيان تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح حول الخطوات الإماراتية، ورفض التيار الواضح كل الوضوح لاي عملية تطبيع او تقارب مع دولة الاحتلال خارج إطار مبادرة السلام العربية، والتي اقرتها الدول الإسلامية ايضاً بمن فيها ايران؟ وهل يعقل أن يكتب الأخ حميد مضمون الصحافة العبرية في مقاله الطويل ولا يبحث في قرأة بيان التيار نفسه في الموضوع الذي عنون مقاله به؟
والخلاصة أن التيار أخذ مواقف متقدمة على الجميع من ناحية رفض خطوات تقدم عليها الدولة المضيفة لقيادته، من باب احترامه لنفسه، واحترامه للشعب الفلسطيني وحقوقه، وايضاً من باب احترامه للدولة المضيفة، التي ابى التيار الا ان يكون صادقاً في موقفه الوطني الرافض لخطوتها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وهنا انتهز هذه الفرصة التي منحني أيها الأخ حميد لأطالب من الاخوة في حماس الخروج ببيان يرفض التطبيع القطري الإسرائيلي القائم من عام 96 والتعاون العسكري التركي الإسرائيلي منذ عام 1949 كونها اول دولة إسلامية اعترفت بالاحتلال. أم كنتم تظنون أن السفير العمادي يدخل غزة من ايريز على ظهر دبابة او أن السفارة التركية في إسرائيل هي مركز أبحاث إسلامية، وجنودها الذين يتدربون في معسكرات الاحتلال وعلى طائراته هم دعاة؟
التيار اخذ خطوة متقدمة وعلى الباقي اللحاق به ولن نسمح أن نكون "عنزة ولو طارت"