غزة - عمرو طبش: "حلا، علاء" طفلان من عائلة الشريف في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اختفت براءتهما مع الوجع والألم المتواصل جراء إصابتهما بتشوهات خلقية في جسدهما لحظة الولادة، التي أوقفت هرمون النمو عندهما، ليكسو وجهيهما شحوب لم تستطع إخفائه ابتسامة الطفولة لا تفارقهما.
كفاح الشريف، والدة الطفلين، تحكي لـ"الكوفية" تفاصيل معاناتهما، فتقول إنها أنجبت طفليها "حلا وعلاء"، بتشوهات خلقية منذ الولادة، وأجمع عدد من الأطباء على أن أيامهما في الحياة معدودة، لكن الله أراد أن يبقيا على قيد الحياة.
وأوضحت، أن طفلتها حلا صاحبة الـ"6 سنوات"، تعاني من نقص هرمونات النمو، حيث أن حجمها ووزنها الذي لا يتعدى 6 كيلو غرامات، لا يتناسبان مع عمرها.
وأضافت الشريف، أن ابنتها حلا يوجد لديها تشوهات أخرى في الجسم منها، قصر في جميع أطرافها، وحجم الرأس أكبر من حجم الجسم، وشكل الجسم غير مناسب لعمرها، منوهةً إلى أنها تجد صعوبة في الحركة خارج المنزل، وخاصة عند ذهابها إلى المدرسة، نظراً لحجمها الصغير.
وأشارت إلى أن طفلتها تحتاج إلى هرمونات النمو التي ستساعدها في نمو حجمها ووصوله إلى الوضع المناسب، وتقوية عظامها التي لا زالت حتى اللحظة ضعيفة، مبينةً أن طفلتها منذ الولادة كانت تأخذ جرعات من إبر النمو التي ساعدتها نوعا ما في تحسن حالتها الصحية، ولكن بسبب الوضع الاقتصادي لا يستطيع والدها توفير تلك الإبر لها.
أما طفلها علاء، الذين يبلغ من العمر عاماً ونصف العام، فقد ولد بعيوب خلقية كشقيقته منذ لحظة الولادة، ولكنه لا يستطيع الحركة من مكانه أبداً نظرا لضعف عظامه التي تكاد أن تنكسر مع أي حركة، حيث أن وزنه يصل 4 كيلوغرامات، وأكملت أن ابنها علاء يعاني من ضعف المناعة التي تتسبب له دائماً بالمرض والإعياء الشديد، حيث يحتاج إلى إبر هرمونات النمو كشقيقته التي ستساعده على حل جزء كبير من مشاكله التي يعاني منها، وأهمها القدرة على الحركة والمشي.
ونوهت الشريف، إلى أنها ذهبت إلى جميع المستشفيات والأطباء منذ ولادة طفليها، للبحث على علاج يساعدهما في النمو، مؤكدةً أنها وجدت علاج هرمون النمو والكالسيوم، ولكنه غير متوفر في المستشفيات بقطاع غزة إلا في المستشفيات في الخارج، موضحة أنها لا تستطيع شراء ذلك العلاج نظراً لغلاء سعره، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها.
وبينت أن طفليها يحتاجان الى جرعتين من هرمون النمو في كل أسبوع، تصل تكلفة الجرعة الواحدة إلى 100 دولار أمريكي، مشيرةً إلى أنها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة لا تستطيع توفير تلك الجرعات لهما، منوهةً إلى أنه في حال لم يتم توفير تلك الجرعات ستزداد حالتهما سوءًا.
وطالبت الشريف، المسؤولين وأصحاب القرار النظر بعين الرحمة في طفليها، وتقديم المساعدة العاجلة لهما بتوفير العلاجات اللازمة لإنقاذ حياتهما.