غزة: عقب الدكتور سفيان أبو زايدة على ما جرى أمس من قصف متبادل بين المقاومة و"إسرائيل":
أولًا: ليس هناك حلول عسكرية للوضع في غزة، خاصة لدى "إسرائيل"، وبالتأكيد ليس لدى حماس والفصائل الفلسطينية، لذلك لا يفكرون به، أحد الأسباب لذلك هي لأن لحم غزة مر ليس من السهل أكله أو ابتلاعه.
ثانيًا: طالما غزة لا تنعم بالسلام ولا تنعم بالأمن ولا تنعم بالاستقرار ولا يفك الحصار ولا تحل مشاكلها المستعصية ستبقى تنغص وتخيف وتزعج كل من حولها أو من يقترب منها.
ثالثًا: مع كل جولة من جولات المصالحة الفاشلة ومع استمرار الإجراءات العقابية يزداد الشعب الفلسطيني تمزقًا . تبتعد غزة أكثر عن الضفة والقدس تغرد لوحدها، وفي نفس الوقت تقترب غزة أكثر إلى أحضان المجتمع الدولي .
رابعًا: رغم الجولة الأخيرة التي تعتبر الأعنف منذ عدوان ٢٠١٤ إلا أن حماس و"إسرائيل" قريبين جدًا للتوصل إلى تهدئة أقل شيء لخمس سنوات ولكن هذا لن يتم قبل إغلاق ملف الأسرى بين الطرفين. لذلك هذا الشهر سيكون حاسم جدًا.
خامسًا: نجاح هذه التهدئة واستقرار الوضع في غزة وإعادة اعمارها وفكفكة أزماتها واحتياجاتها الإنسانية من الأفضل وطنيًا أن يكون من خلال السلطة وبدعم دولي وإقليمي، لكن إذا ما رفضت السلطة أن تكون جزء من هذه الترتيبات وإعادة الاعمار قد لا يكون هذا الرفض كافي لتعطيل العملية، لكن هذا يعتمد على "إسرائيل" و أمريكا والمجتمع الدولي، ومدى التعاون المصري مع هذه الترتيبات.
سادسًا وأخيرًا: أي ترتيبات قادمة وقائمة على أساس تهدئة مقابل فك الحصار وإعادة الاعمار ومعالجة مشاكل غزة المزمنة من كهرباء وماء ومعابر ...الخ ليس بالضرورة مرتبط بشكل مباشر بما يسمى صفقة القرن، لأن ما تتضمنه هذه الصفقة تعمل "إسرائيل" على تنفيذه، خاصة في الضفة الغربية والقدس منذ انهيار عملية السلام. الفلسطينيون بانقسامهم وتشرذمهم يساعدون في الإسراع في تحقيق "إسرائيل" لأهدافها التي يقودها اليمين الإسرائيلي في هذه المرحلة.