غزة - عدلي أبوطه: لم يستسلم الجريح جلال أبو حية، صاحب الـ 40 عامًا، للإعاقة التي لحقت به بفعل رصاصة أطلقها نحوه جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في مسيرات العودة يوم الرابع عشر من مايو/أيار من العام الماضي قرب الحدود الشرقية لمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة وأدت لإصابته بشللٍ نصفي، فواجه تلك الإعاقة بكل صلابة وإبداع فلم تمنعه من ممارسة حياته اليومية وهو على كرسي متحرك ينتقل به بين زوايا ورشته المتواضعة ويقوم بصناعة السيوف والخناجر بأدوات بسيطة.
يقول جلال لـ"الكوفية"، أصبت برصاصة في الظهر بمنطقة "العمودي الفقري"، خلال ممارسة عملي مع طواقم الدفاع المدني في إنقاذ المصابين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق محافظة خان يونس وأدت لإصابتي بشلل نصفي في الأطراف السفلية من الجسم.
موهبة قبل الإصابة
يقول الأربعيني أبو حية، "كانت لدي موهبة صناعة السيوف منذ الصغر، فقد كنت أرسم الأشكال على الورق وأقوم بقصها، وتطورت الموهبة مع مرور الأيام إلى أن توقفت عن صناعتها في الفترة الأولى من الإصابة، موضحًا أنه لاقى تشجيعًا ودعمًا من الأهل والأصدقاء واستطاع العودة للعمل في صناعة السيوف والخناجر بعد إصابته.
ويعمل أبو حية على بيع ما يتم صناعته من سيوف وخناجر من خلال التسويق له على مواقع التواصل الاجتماعي، فأغلب البيع يكون للمؤسسات التي تهتم بالتراث القديم وبعض العائلات التي تضعها في الديوان كرمز يدل على العدل وتستخدمها في الأفراح كتراث فلسطيني.
صعوبات وتحديات
عن أبرز الصعوبات التي واجهها جلال، يوضح، أن بعض الصعوبات كانت تواجهه قبل الإصابة بسبب قلة الإمكانات، وعدم تفرغه العمل كونه كان يعمل موظفًا في جهاز الدفاع المدني، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
أما عن صعوبات ما بعد الإصابة، فكان أكبر ما واجهه هو إصابته بالشلل النصفي الذي أقعده على كرسي متحرك، مؤكدًا أن تحدي كل الصعوبات وأصبح محترفًا في تلك الصناعة.
ويطالب الجريح جلال المؤسسات الأهلية والجمعيات المعنية بذوي الإعاقة بضرورة الاهتمام بهم بتوفير الإمكانات التي تساهم في تطوير مواهبهم، موجهًا رسالته لمن أصيب بنفس إعاقته أن يتحدوا الإعاقة ويعلموا على إبراز مواهبهم ولا تكون الإعاقة سببًا في إيقاف مسيرة حياتهم.