غزة_محمد جودة: انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، الانتخابات الإسرائيلية الثانية خلال العام الجاري، وتعتبر الانتخابات اليوم هي الحاسمة في ظل المنافسة الشديدة بين الحزبي الأكبر (الليكود وأزرق أبيض).
ويرى مراقبون أن جملة من التوقعات باتت تظهر، في ظل حالة من السيولة السياسية والحزبية التي تعيشها الساحة الداخلية الإسرائيلية، والتي تفتح الباب على تكهنات وتوقعات متعددة، تغلب عليها ترجيحا ببقاء نتنياهو بالسلطة وحتى سيناريو الفوضى السياسية.
ويواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معركة انتخابية حاسمة ومنافسة شديدة، يعمل ويصارع بشراسة من أجل البقاء السياسي، حيث يخشى من انتهاء هيمنته المستمرة على الساحة السياسية منذ أكثر عشر سنوات.
نتنياهو يدعو لاجتماع عاجل لحزب "الليكود"
بعد ساعات من انطلاق العملية الانتخابية، عبر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن صدمته إزاء ضعف الإقبال في معاقل اليمين على انتخابات الكنيست، في مقابل الإقبال العالي من اليسار، داعيا لاجتماع طارئ لحزبه في هذا الصدد.
ونشر نتنياهو صورا لعملية التصويت في مركزين انتخابيين، أحدهما شبه خال والآخر مزدحم، معلقا بقوله إن "نسبة التصويت عالية في معاقل اليسار ومنخفضة بمعاقل اليمين، إنها كارثة"، داعيا أنصاره لـ"التوجه للتصويت وإلا ستتشكل حكومة يسارية تضم أحزابا عربية".
تغريدة نتنياهو تكتيكية
من جانبه قلل الكاتب والمحل السياسي أكرم عطالله، من تغريدة نتنياهو، مضيفا لــ"الكوفية" تغريدة نتنياهو تكتيك انتخابي، لجأ نتنياهو إلى تصريحات مماثلة في انتخابات العام 2015 وفي الانتخابات التي أجريت أوائل العام الحالي، من أجل ثني الناخب الإسرائيلي اليميني على سرعة التصويت، وتخويف الناخبين من تقدم اليسار والقائمة العربية.
منافسة شرسة
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة تشتد منذ الساعات الأولى لفتح صناديق الاقتراع، بين حزب أزرق أبيض، بقيادة بيني جانتس رئيس أركان الجيش السابق، وحزب الليكود اليميني، بقيادة بنيامين نتنياهو.
تقدم حزب الجنرالات
وفي تعليقة على الانتخابات الحاسمة واستطلاعات الرأي الأخيرة قال المحلل السياسي أكرم عطالله لــ"الكوفية"، هناك خطأ ما لدى من يتابعون الانتخابات الاسرائيلية باستعجال التخلص من بنيامين نتنياهو خصوصاً من الفلسطينيين والعرب، فالاستطلاعات التي تنتشر تشير لتقارب بين حزب أزرق أبيض الذي يضم مجموعة من الجنرالات يتقدمهم رئيس الأركان السابق بني غاتس وبين حزب الليكود الذي يقود حكومات اسرائيل بشكل متواصل منذ أكثر من عشر سنوات.
وأضاف عطالله، أن استطلاعات الرأي أشارت الى تقارب شديد بين الحزبين الكبيرين في اسرائيل وأحياناً كما تشير آخرها الى تقدم لحزب الجنرالات بمقعد أو مقعدين ووفقاً لهذا التقدم يجري الاعتقاد أن ذلك يعني أن الحزب الذي يتقدم سيتم تكليفه بتشكيل الحكومة وبهذا ينتهي المستقبل السياسي لنتنياهو وقد يذهب للسجن وهذا التفسير لا ينطبق مع ما يجري داخل اسرائيل وطبيعة تشكُّل النظام السياسي فيها.
وأوضح المحلل السياسي، أن الحسابات في دول "إسرائيل"، "حسابات كتل برلمانية، وليست حسابات أحزاب، لذا ليس من الضروري أن يتم تكليف الحزب الأول بمهمة تشكيل الحكومة، وقد حصل ذلك بعد انتخابات 2009 عندما تفوق حزب كاديما برئاسة تسيفي ليفني بواقع 28 مقعدا على حزب الليكود الذي حصل على 27 مقعداً وحينها تم تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.
تقليد متبع في "إسرائيل"
السبب في ذلك أن هناك تقليد متبع في اسرائيل بعد اعلان النتائج وهو أن الرئيس الاسرائيلي يستقبل الكتل الانتخابية تباعاً لتهنئتهم بالفوز ويجري سؤال تلك الكتل عن مرشحهم المفضل لتشكيل الحكومة ويقوم الرئيس بإجراء حساب من الأكثر أصواتاً قد تمت تزكيته من تلك الكتل الفائزة ليكلفه بتشكيل الحكومة وما حصل مع ليفني قبل عشر سنوات في انتخابات الكنيست الثامنة عشر أن الأحزاب العربية كعادتها تعتذر عن تسمية مرشح وأن الأحزاب الدينية شاس ويهدوت هتوراة لم ترشح ليفني لأسباب دينية لأنها امرأة وهذا محرم في التوراة بل قدمت نتنياهو كمرشح ليحصل زعيم الليكود على أصوات أعلى من زعيمة كاديما حينها أعطاه الرئيس الإسرائيلي كتاب التكليف حكومة اسرائيل.
نتنياهو يستغيث.. عودة واليسار سينجحان في إسقاطي
استغاث رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالمستوطنين، عبر فيدو بث مباشر، له على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، حذرهم خلاله، قائلًا "إذا لم تذهبوا للتصويت، فإن رئيس القائمة العربية أيمن عودة سينجح في إسقاطي".
بينما عرضت وسائل الإعلام العبرية، شريط فيديو لنتنياهو في محطة الحافلات المركزية في القدس المحتلة يقول فيه:" هل تريدون غانتس رئيسا للوزراء؟ هل تريدون حكومة يسارية؟".
وأعلن نتنياهو أن النتائج ستكون قريبة، وحث المستوطنين بقوة على التصويت وقال إن على "كل مواطن إسرائيلي التصويت".
وعقد حزب الليكود اجتماعا طارئا الساعة 2:00 ظهرا، بسبب ارتفاع نسبة التصويت لدى أحزاب اليسار والقائمة العربية المشتركة بزعامة أيمن عودة.
قد يوصي ليبرمان بنتنياهو لتشكيل
وأشار المحلل أكرم عطالله، لــ"الكوفية" أن الانتخابات الإسرائيلية هذه المرة قد يتشابه الأمر بما سبقها ويتقدم حزب أزرق أبيض لكن الكتلة اليمينية التي سترشح نتنياهو أكبر كثيراً من الكتلة التي سترشح بني غانتس فالاستطلاعات الأخيرة حتى الان التي نشرتها قنوات التلفزيون الثلاث في نهاية الاسبوع الماضي والتي تتشكل من الليكود واليمين الجديد وشاس ويهدوت هتوراة فإن معسكر اليمين الذي يضم أحزاب الليكود وكذلك يمينا وحزب يهدوت هتوراة وأيضا شاس سيحصل بين 58 أو 59 مقعدا هؤلاء بالقطع سيوصون نتنياهو حتى وان لم يوصي ليبرمان وبالمقابل فان غانتس لا يملك سوى حزبه أزرق أبيض والمعسكر الديمقراطي وحزب العمل – غيشر على وهؤلاء يقفون عند 44 مقعد وباعتبار أن العرب لن يوصون بحزب الجنرالات وان لمح بذلك زعيم المشتركة أيمن عود، لكن ذلك سيجد معارضة شديدة من باقي المشتركين في القائمة وكذلك موقف غانتس الرافض لضم العرب لحكومته لأسباب قوميةأ مضيفا: "قد يوصي ليبرمان بنتنياهو لتشكيل الحكومة حتى يجعل نتنياهو مكلفاً ومضطرا لمفاوضته والتودد اليه ويكون ليبرمان صاحب الكلمة العليا في ابتزاز زعيم حزب الليكود مرة اخرى كما حصل في الربيع الماضي".
توقعات باعادة تكليف "نتنياهو" مجددا
وتوقع عطالله أنه سيعاد تكليف نتنياهو من جديد بإقامة حكومة ولكن كيف ستكون؟ يتوقف هذا الى حد ما على نتائج الانتخابات التي تجري منذ صباح اليوم مقاعد اضافية لكتلة اليمين، هذا يعني تجاوزها للحد الذي يمكنها وحدها من الاعلان عن حكومة أو ضم ليبرمان اليها بتنازل يقدمه نتنياهو او الأحزاب الدينية لليبرمان أو أن يقدم الأخير هذا التنازل حتى لا يبدو في نظر الإسرائيليين معيقا دائما ليتسبب بجولة ثالثة أو كما يطالب ليبرمان بحكومة مشتركة كل ذلك يتعلق بالنتائج لكن ما هو شبه مؤكد هو أن نتنياهو من سيتسلم كتاب التكليف.
كتلة اليمين تهيمن على المشهد السياسي في "إسرائيل"
وأضاف عطالله أن كتلة اليمين تهيمن على المشهد السياسي في "إسرائيل" وقد حسم النظام السياسي نفسه لصالح اليمين وبدأ ذلك واضحاً في العقد الأخير بشكل لا يدع مجالاً للشك وان كان العقد الذي سبقه أيضاً يمينياً لكن الأخير كان أكثر وضوحاً بتواصل حزب الليكود بلا انقطاع لذا فان التقدير الأرجح وفقاً لنتائج الاستطلاعات الأخيرة هو أن كتلة نتنياهو التي تقترب من 58 مقعد هي الأوفر حظاً وبذلك لن يسقط نتنياهو بتلك السهولة لن يسقط بالانتخابات فقط سيسقط بلوائح الاتهام والمحاكم وليس في صندوق الاقتراع.
نتنياهو يواجه تحديًا قويًا
هذا وفتحت صناديق الاقتراع في "إسرائيل"، صباح يوم الثلاثاء، أبوابها للمرة الثانية خلال خمسة أشهر، لإجراء انتخابات تشريعية يسعى خلالها، بنيامين نتنياهو، إلى تمديد فترة ولايته كرئيس للوزراء، لكنه يواجه تحديًا قويًا من رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، وتحالفه الوسطي "أزرق أبيض "، كما من القائمة العربية المشتركة، برئاسة أيمن عودة، التي تسعى للحصول على عدد من المقاعد يكون من شأنه تعقيد مهمة تشكيل حكومة يمينية متطرفة.
وأعلن نتنياهو أن النتائج ستكون قريبة، وحث المستوطنين بقوة على التصويت وقال إن على "كل مواطن إسرائيلي التصويت".