غزة- محمد عابد: اعتصمت عائلة الطفلة نسمة أبو قمر أمام مقر وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين (الأونروا) وسط مدينة غزة، وذلك لـ"المطالبة بعلاج ابنتهم نسمة بعد تعرضها لحادث عرضي أدى لاصابتها أثناء ساعات الدوام المدرسي، حين طلبت منها احدي المُدرسات بأن تمسك بيدها أحد أطراف شادر (بلاستيكي) كانت الوكالة قد وضعته في فناء المدرسة خلال ألعاب الصيف، ولم تقم برفعه قبل بدء الدوام المدرسي لهذا العام كما هو متعارف عليه، لتهب عاصفة رعدية، قامت بسحب الطفلة نسمة أبو جزر البالغة من العمر أحد عشر عاماً، وتحملها إلي السماء مسافة توازى ارتفاع خمسة طوابق عن سطح الأرض، وتلقي بها أرضا وسط فناء المدرسة، أمام حالة من الذهول التي أصابت المُدرسات والطالبات في المدرسة، ومنذ ذلك اليوم ونسمة ترقد في المستشفي، وقد أصابها تبول لا إرادي، وفقدت النطق، وكذلك قصر حاد في القدم، ومنذ ذلك الحين و(وكالة الغوث تتنصل من عائلة أبو قمر بزعم أنها لا تقوم بصرف تعويض للمصابين في الحوادث الطبيعية ولا تتكفل بعلاجهم".
"الكوفية" شاركت عائلة أبو قمر الاعتصام وانفردت بالتغطية الإعلامية
ناجي أبو قمر والد الطفلة نسمة قال لـ"الكوفية" أن "ابنته نسمة تعانى الآن من تبول لا إرادي وقصر في القدم، وفقدان النطق، نتيجة تعرضها لحادث خلال تواجدها في المدرسة، حيث تم نقلها إلي المستشفي وتم علاجها علي التأمين الصحي الخاص بعائلتها، مضيفا: بعد خروج ابنتي من المستشفي بسبب انتهاء علاجها، قمنا برفع قضية ضد الوكالة ولكن لم يستجب لنا أحد بحجة أن الوكالة لا تقدم العلاج للحالات التي تُصاب نتيجة الحوادث الطبيعية".
وتابع والد نسمة، "سوف نعتصم هنا أمام مقر الوكالة في مدينة غزة حتى نلتقي بالقائم بأعمال الوكالة، في محاولة لشرح الصورة له ولكي نستطيع الحصول علي حق ابنتنا في العلاج".
لم نتمكن من الحصول علي تحويلة للعلاج
من جانبها قالت والدة الطفلة نسمة لـ"الكوفية، "ما جري لابنتي صباح يوم 21/7/ 2017 خلال وجودها في المدرسة، كانت نسمة عريف النظام لفصلها، خلال الطابور الصباحي قامت احدي المُدرسات أو بواب المدرسة، بالطلب من نسمة أن تُمسك بيدها طرف شادر كانت قد وضعته وكالة الغوث في فناء المدرسة خلال فترة ألعاب الصيف، كي لا يلعب به بقية الطالبات في المدرسة، إلي أن يتم ربط هذا الشادر في جسم صلب، وفي دقيقة هبت عاصفة رعدية قامت بسحب نسمة وطارت بها في الهواء لتصل بها علي علو يزيد علي ارتفاع الخمسة طوابق وألقتها في فناء المدرسة، وسط حالة من الخوف والذهول في صفوف الطالبات والمدرسات".
وتابعت والدة نسمة، "حين تم نقل نسمة الى المستشفي، وصف الأطباء حالتها بالخطيرة جداً، وبعد قرابة خمسة عشر يوماً علي بقاء نسمة في العناية المكثفة تم نقلها إلي قسم جراحة المخ والأعصاب، وحين خرجت نسمة من المستشفي، لنتفاجأ بقصر حاد في القدم، وأنها أصبحت تتبول بشكل لا إرادي، وكذلك فقدت القدرة علي النطق، وبدأنا بالسعي لعلاج نسمة من هنا وهناك، ولكن بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها لم نتمكن من الحصول علي تحويلة للعلاج بالخارج، وبقيت نسمة علي هذا الحال".
رفع قضية علي وكالة الغوث
وأردفت والدة نسمة وقالت: "قررنا رفع قضية علي وكالة الغوث لنتمكن من الحصول علي تعويض لعلاج نسمة في أحد المستشفيات، ولكن الوكالة رفضت التكفل بعلاجهان بسبب أن الوكالة لا تتكفل بعلاج مصابي الأحداث الطبيعية، وقمنا برفع دعوي قضائية ولكن الوكالة رفضت استقبال المحامي الخاص بنا، ولم نستطيع الحصول علي تحويلة مرضية من خلال السلطة الفلسطينية (بسبب عدم وجود واسطة لنا أولاً) وبسبب أن الحادث الذي تعرضت له نسمة يجب علاجه علي نفقة وكالة الغوث".
وناشدت والدة الطفلة نسمة أبو قمر كل المسئولين وأصحاب الضمائر الحية بضرورة الوقوف بجانب ابنتهم، لتتمكن من الحصول علي حقها في العلاج، والتعامل مع قضية ابنتهم علي أنها قضية أبنائهم جميعا، وطالبت أبو قمر وكالة الغوث بضرورة معاملة ابنتهم بروح القانون لا بنصه".