لأول مرة تعلن إسرائيل بشكل علني عن قيامها بقصف سوريا منطقة "المزة"بالذات وبحجة إحباط عملية خطط لها "الحرس الثوري الايراني" عبر "قوة القدس" و قوات شيعية متعدده من "حزب الله" والعراق، كانت موجهة ضد إسرائيل، حتى أنهم حددوا الزمان ب "يوم الخميس"، والسيناريو الذي أعلنه الناطق بإسم الحيش الاسرائيلي: بأنهم أحبطوا عملية "إيرانية" من خلال حوامات وطائرات بلا طيار كانت سترسل للعمق الاسرائيلي للقيام بعملية هدفها الرد على قصف إسرائيل لمخازن الصواريخ في قاعدة للحشد الشعبي العراقي داخل الأراضي العراقية، حتى أن المحلل الاسرائيلي رون بن يشاي قال: إن سبب تبني هجوم الامس على دمشق يهدف إلى ردع إيران من التفكير مستقبلاً في القيام بعمليات ضد إسرائيل، وإيصال رسالة بأن الإستخبارات الإسرائيلية تعرف بتفاصيل ما يخططون، إضافة إلى أن الإعلان جاء بهدف إبلاغ الروس بما يخطط له الإيرانيون وأن عليهم إيقافهم ومنعهم، وأخيراً إيصال رسالة للقائد "خامينئي" بأن " قاسم سليماني" فشل في معادلة الرد والردع.
كل هذه التقديرات قد تكون عناصر ثانوية أمام الهدف الأساسي متمثلا في الضوء الاخضر الامريكي والاقليمي في توجيه ضربات متعددة للمحور الإيراني خاصة بعد الهجوم السوري على "إدلب وحماة" بدعم إيراني وروسي مما يؤسس لمرحلة إنتهاء الارهاب الامريكي - العثماني الأردوغاني المتأسلم، وهذا يتقاطع مع رغبة نتنياهو الانتخابية خاصة بعد هجوم ليبرمان عليه وغانتس في موضوع المواجهة مع غزة.
إن ما يجري بعد إسقاط الطائرتين الإسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية في لبنان، هو إستدعاء من نتنياهو لحرب ستتطور على مستوى الإقليم ككل وبدعم من سيد البيت الأبيض ومن حوله من المتطرفين لعلمهم أن الكونغرس الأمريكي سيدعم إسرائيل ولن يدعم "ترامب".
حرب الشمال التي بشر بها "النبي" الجديد في إسرائيل "يحزقيا الجديد" نتنياهو قاب قوسين أو أدنى، وهي قادمة لا محالة ويبدو أنها أقربُ من رمش العين سياسيا.
سيرد محور إيران "المقاومة" على ما قامت به إسرائيل من قصف، وأعتقد هذه المرة المسألة أصبحت منتهية فقد زادت الأمور عن حدها، والروس سيتولون. "تركيا أردوغان" ومن معهمم في إدلب، في حين محور المقاومة سيتولى "إسرائيل" ومن معها.
أخطأ نتنياهو التقدير، وأخطأ "ترامب" والفيصل هو المواجهة التي ستتدحرج لتشمل جبهة الشمال ككل ومعها غزة، وقد تصل للخليج العربي إذا أخطأ "ترامب" ومن معه التقدير.
وإذا أراد "نتنياهو" وقف التدهور الشامل، فعليه أن لا يرد على الرد، وغير ذلك، فما هو إلا إستدعاء من "نتنياهو" بدعم من متطرفي البيت الابيض للحرب وعليه أن يتحمل النتائج.
والنصر قادم لا محالك، وهذه فرصة، فهل سيتم إستغلالها؟
الجواب لدى السيد نصر الله.