غزة- محمد جودة: عادت العمليات الفردية البطولية، لساحة المواجهة بين جنود الاحتلال "الإسرائيلي" والشبان الفلسطينيين، لتنطلق في قطاع غزة، بعد توقفها منذ العام 2007، لتلتحق بالقدس والضفة الفلسطينية حيث النموذج السائد للعمل المقاوم منذ هبة القدس في العام 2015، ومن المعلوم أن عمليات المقاومة الفردية تثير مخاوف "الإسرائيليين"، وتؤرق أجهزة استخبارات الاحتلال بكافة تشكيلاتها.
فالعمليات الفردية، في قطاع غزة، "نشطت بشكل واضح في الأونة الأخيرة بالتسلل إلى داخل المناطق الحدودية والاشتباك المباشرمع جنود الاحتلال في أربع عمليات خلال فترة وجيزة".
أرعبت الإسرائيليين
يعلق الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طلال الشريف، على العمليات الفدائية الفردية قائلا: "إن العمليات الفدائية الفردية في الضفة الفلسطينية المحتلة، تختلف عن العمليات التي حدثت مؤخرا في قطاع غزة"، مشيرا: "في الضفة ومبكرا منذ (انتفاضة القدس)، كانت العمليات نتاج تطور حالة مدنبة من العصيان، ورد على تغول المستوطنين، وقد أرعبت الإسرائيليين كثيرا نتيجة للتداخل الجغرافي بين مناطق يسكنها عرب ومناطق يسكنها يهود".
توازي أحداث "العصيان"
وأضاف الشريف لــ"الكوفيـة"، استمرت العمليات الفردية البطولية بالضفة الفلسطينية، بوتيرة واحدة، "توازي أحداث العصيان وردود الفعل، واستمرار المظاهرات نتيجة لاقتحامات المستوطنين للمقدسات، ومنع الصلاة أحيانا خاصة في (القدس والمسجد الأقصى، والبوابات الاليكترونية)، وأخذت العمليات تتشابه وتراجعت في العدد لكنها مستمرة".
مواجهة بين المقاومين وجيش الاحتلال
وأشار الشريف بأن الوضع في قطاع غزة مختلف من ناحية بيئة الاشتباك، التي في الغالب خالية من وجود المدنيين الإسرائيليين، واذا كان الحدبث بعيدا عن مسيرات العودة على السياج الفاصل، فهي أي العمليات الأخيرة كانت مواجهة بين المقاومين وجيش الاحتلال وأجهزة الأمن.
إجراءات انضباطية وفتاوي إعلامية
واضاف، العمليات الفردية في قطاع غزة، هي "بدايات وليست بالشكل المكثف كما في الضفة الفلسطينية، لتحليل أسبابها ومنطلقاتها وإمكانية استمرارها من عدمه، لكن من وجهة نظري كما ظهر من (ما تبعها من إجراءات انضباطية، وفتاوي إعلامية)، إن كانت تلك (الفتاوي) حقيقية صادرة عن جهة تنظيمية، فهي توحي بـ(التمرد عن غرفة العمليات المشترك) التي اتفقت الفصائل على مسؤوليتها عن العمل المقاوم".
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الكل الفلسطيني
في ذات السياق قال المحلل السياسي الدكتورحسام الدجني، إن "ما يجري من عمليات فردية، سواء كانت في (القدس أو الضفة أو قطاع غزة)، هي إنعكاس طبيبعي لما يعيشه المواطن وانعكاس طبيبعي لحالة الغضب الشديد في أوساط الشعب الفلسطيني لما تقوم به إسرائيل من تقويض ومن استهداف لكل شيئ فلسطيني".
وأضاف الدجني لــ"الكوفية"، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يستهدف المقاومة وحدها، بل يستهدف أيضا السلطة الفلسطينية والرئيس عباس ويستهدف الأرض الفلسطينية والهوية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وكل ما يجري في ظل إنسداد الأفق السياسي و في ظل إنحياز المجتمع الدولي لإسرائيل، و في ظل إنشغال الإقليم، يدفع المواطن الفلسطيني لكي يقوم بالتعبير عن نفسه، كون اصل العلاقة مع الاحتلال هو الإشتباك ، فـ"يقوم بالإشتباك و يقوم بهذا الدور في ظل حسابات الفصائل الفلسطينية، سواء كان في غزة (الإلتزام بالتهدئة و في رام الله الإلتزام بالتنسيق الامني)".
الاحتلال قد يلجأ لشن حرب في غزة
وأشار المحلل بأن "العمليات تعبر عن حالة غليان (قد تتطور)،و قد يكون محدد الميدان هو عامل اساسي في إتخاذ (نتنياهو لقرار الحرب)، لاسيما لو ادرك أن فرص نجاحه في الإنتخابات ضئيلة".
لذلك قد يذهب ويهرب تجاه "شن حرب ليؤجل هذه الإنتخابات الإسرائيلية، ويبقى على رأس الحكومة، ولكن حتى اللحظة لا نستطيع ان نقول ان هذا السيناريومرجح، مضيفا: "أعتقد ان إسرائيل ستبقى تلوح بشكل كبير بهذه الورقة، ورقة العدوان على غزة، دون ان تذهب إليها حتى ترضي اليمين المتطرف و حتى لا تدخل في مواجهة مع المقاومة، و اعتقد ان المقاومة في نفس المعادلة، لذلك (سوف ترواح الأمور مكانها وسيكون هناك تصعيد محدود)، ولكن يبقى الميدان المحدد المهم الذي من الممكن ان يأخذ الامور عكس ما تشتهي لا المقاومة ولا (إسرائيل)".