غزة الكوفية: ولد هشام شرابي في يافا سنة 1927، وعاش طفولته بين يافا وبين عكا في دار جدّه.
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة "الفرندز" للبنين في رام الله وأكمل دراسته في "الانترناشونال كولدج" في بيروت، وتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1947.
نشاطاته السياسية:
خلال وجوده في الجامعة الأمريكية، في بيروت انضم إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث كان رفيقًا لأنطون سعادة، وبعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ظل مسؤولاً عن فرع الحزب السوري القومي الاجتماعي حتى عام 1955 حيث انسحب منه.
هجرته
هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد إعدام أنطون سعادة في بيروت، وعمل هناك أستاذًا لتاريخ الفكر الأوروبي الحديث في جامعة جورج تاون في واشنطن، ظل ينشر مؤلفاته باللغة الإنجليزية للدراسات الجامعية إلى حين حرب الأيام الستة عام 1967، التي انتقل على إثرها إلى بيروت عام 1970 وعمل في مركز التخطيط الفلسطيني وأستاذًا زائرًا في الجامعة الأمريكية في بيروت، ولكنه رحل بسبب أحداث الحرب الأهلية في لبنان.
أعماله:
ساهم في إنشاء عدد من المؤسسات التي تُعنى بشؤون الوطن العربي والقضية الفلسطينية، منها مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومركز التحليلات السياسية حول فلسطين في واشنطن وصندوق القدس الذي هو منظمة فلسطينية تقدم منحا دراسية للطلاب الفلسطينيين.
له العديد من المؤلفات، منها:
مقدمات لدراسة المجتمع العربي (1975) تناول فيه : سلوكنا الاجتماعيّ، وبنية العائلة في المجتمع العربيّ، الاتِّكاليَّة، العجز، التَّهرُّب، الوعي والتَّغيير، الإنسان العربيّ والتَّحدِّي الحضاريّ، المثقَّف العربيّ والمستقبل.
المثقفون العرب والغرب (1981) تُرجم إلى العربية أثناء وجوده في بيروت
النظام الأبوي 1988
النقد الحضاري للمجتمع العربي 1991
الرّحلة الأخيرة.
الجمر والرّماد.
الفترة الأخيرة من حياته حتى وفاته:
مع توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تمكن هشام شرابي من زيارة يافا وكان من المتحمسين للاتفاق المذكور، لكنه لم يلبث أن تحول إلى أحد أهم المعارضين له فيما بعد. وفي عام 1998 توقف عن العمل في جامعة جورج تاون وانتقل إلى العيش في بيروت حيث توفي في 13 يناير 2005 بمرض السرطان.
اقتباسات لهشام شرابي
ان أشياء قلة تجعل عيشنا محتملا، وأحيانا تسبغ عليه جمالا ومعنى، وأهمها الصداقة والحب والفنّ والمطالعة والعمل.
وعلى الصعيد النفسي – الاجتماعي، ومستوى النظرية والممارسة يتخذ هذا التخلف أشكالا عدة تتميز عن بعضها بعضا بصفتين مترابطتين: اللاعقلانية والعجز؛ اللاعقلانية في التدبير والممارسة، والعجز في التوصل إلى الأهداف. اللاعقلانية في التحليل والتنظير والتنظيم، والعجز عن الوقوف في وجه التحديات والتغلب عليها. إنه التخلف المتمثل في شلل المجتمع العربي ككل: تراجعاته المستمرة، في انكساراته المتكررة، في انهياره الداخلي.
إذا أردنا لمجتمعنا العربي أن يتجاوز أزمته المتفاقمة، وأن يسترجع قواه ويدخل ثانية في مجرى التاريخ، فلا بد له من القيام بعملية نقد حضاري يمكنه من خلق وعي ذاتي مستقل واستعادة العقلانية الهادفة
المجتمع العربي شهد حتى القرن العشرين حركتين اجتماعيتين أساسيتين فقط ، عملتا على تجاوز هوية العائلة/ العشيرة وتطلعاتها، أي ثورة النبي الكريم في القرن السابع في دعوتها إلى إحلال أمة الإسلام مكان القرابة القبلية، ثم الحركة القومية العربية في دعوتها إلى جمع عرب القرن العشرين تحت راية عقيدة علمانية في وطن قومي واضح الحدود الجغرافية
الاضطهاد في المجتمع العربي ثلاثة أنواع اضطهاد الفقير و اضطهاد الطفل و اضطهاد المرأة
معرفة الذات، فالمعرفة الذاتية هي الشرط الأساسي للتغيير الذاتي ، في الفرد كما في المجتمع، ولا تكون هذه المعرفة مجرد معرفة نظرية، بل معرفة نقدية قادرة على اختراق الفكر السائد، والنفاذ إلى قلب القاعدة الحضارية التي ينطلق منهاالسلوك الاجتماعي وينبغ منها فكرنا وقيمنا وأهدافنا – و الوعي الصحيح هو الوعي القادر على كشف الواقع وتعريته حقيقته، وما عملية الكشف هذه إلا عملية النقد الهادفة لتغييره"
في المجتمع العربي يريد المثقفون ايصال "الحقيقة" الى ذوي السلطة، وهؤلاء يرفضونها.. فهم لا يريدون "حقيقة" المثقفين ولا فلسفتهم، بل ولاءهم الشخصي
اعتقادي أن مجتمعنا سيتحول يوماً إلى مجتمع حديث فعلاً، وأننا سنتمكن من تجاوز النظام البطركي وبنيته المتخلفة لنبني عالماً عربياً جديداً، عالماً حراً مستقلاً يعيد لنا كرامتنا الانسانية، شعباً وأفراداً".
كم هو صعب أن يكون الإنسان امرأة في هذا العالم العربي المتخلف
أن المثقفين العرب غرباء عن الفكر النسائي ومن أن قضية المرأة قضية سياسية ترتبط بالمجتمع ولم تحسم قضيتها بحثياً ومدنياً على الرغم من أنها طرقت منذ أوائل القرن الماضي
من المؤلم جدا أن نعترف أننا ما زلنا دولا وإدارات ومجتمعات وجامعات ومفكرين ومثقفين ومحللين في وضع مأساوي بسبب التشرذم وعدم امتلاك الرؤية التي تؤسس لخطابات تهبنا إمكانية ممارسة ما هو مطلوب.. لاغتنام الفرصة التاريخية".