نابلس: رامز صبحي: "جبل النار.. ملكة فلسطين غير المتوجة.. عش العلماء"، وغيرها من ألقاب أطلقت على مدينة نابلس، قلب فلسطين النابض بالمقاومة، التي تربط شمال فلسطين بجنوبها وشرقها بغربها، والتي وصفها جيش الاحتلال بـ"مصنع الشهداء والمقاومين"، ليبرر حصاره لأكبر المدن الفلسطينية سكانًا حيث تضم 56 قرية، خلال الانتفاضة الثانية.
المدينة المقاومة للمحتل، لم تكتفِ فقط بصناعة الشهداء والمقاومين، وإنما اشتهرت أيضًا بصناعة الصابون القديمة، وبالكنافة النابلسية، التي تعتبر من أشهر الحلويات الشرقية في بلاد الشام، بالإضافة إلى بعض المنتجات الزراعية مثل الزعتر النابلسي والجبن النابلسي، كما أنها تتمتع بموقع جغرافي مهم فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية وجبال نابلس، وتعد حلقة في سلسلة المدن الجبلية من الشمال إلى الجنوب، وعلى الدوام كانت ولا زالت نابلس، مركزًا للنضال الوطني والقومي حيث لعبت دورًا كبيرًا في مقاومة المحتل والغزاة، لتصبح كغيرها من مدن فلسطين المحتلة، كل شبر فيها مقاوم، وفيما يلي نرصد أبرز العمليات الفدائية في "جبل النار":
إعلان رفض الانتداب
احتضن "جبل النار"، المؤتمر الفلسطيني الخامس من 20 إلى 24 أغسطس/آب في عام 1922، والذي أعلن خلاله، الفلسطينيون رفض الانتداب وإصدار طوابع عليها شعارات فلسطينية ومقاطعة اليهود في البيع والشراء، تلاه مؤتمر أخر عقد في نفس المدينة بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول عام 1931 سمي بمؤتمر التسليح، حيث طالب بالاستقلال والوحدة العربية ودعا إلى مقاطعة حكومة الانتداب وتسليح عرب فلسطين إن لم تستجب لذلك.
عملية حاكم نابلس
عمليات المقاومة في نابلس، لم تقتصر على ضرب مواقع الاحتلال ومستوطناته عند الخطوط الحدودية، ولا بالتسلل إلى معسكرات جنوده، بل طالت قياداته العليا، فعلى سبيل المثال، نفذ مقاومون عملية ضد الحاكم العسكري لمدينة نابلس، الذي لعب دور المحتل، ودور الجلاد في آن، فنال عقابه على الدورين هذين، وذلك في الثامن ديسمبر/كانون الأول عام 1973.
وألقى المقاومون قنابل يدوية في وضح النهار على سيارة حاكم نابلس العسكري، العقيد أليعازر سكاف، مما أسفر عن إصابته وسائقه بجروح خطيرة، كما شوهد عدد كبير من المصابين من بين الجنود المتجولين والذين كانوا وقتها قرب السيارة.
طريق نابلس طولكرم
قام مقاومون فلسطينيون، في السادس عشر من شهر فبراير/شباط عام 1986، بزرع عبوة ناسفة كبيرة على الطريق الممتد بين نابلس وطولكرم وتحديدًا عند مفترق قرية بلعا بالقرب من عنبتا، وعند وصول باص يحمل عددًا كبيرًا من جنود الاحتلال قامت المجموعة بتفجير العبوة مما أدى إلى تدمير الباص وقتل وجرح من فيه.
نابلس مصنع المقاومين
بداية من عام 2000، وتحديدًا مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي قتل خلالها، 1069 إسرائيليًا في أراضينا المحتلة، فرضت قوات الاحتلال حصارًا شديدًا على نابلس، وشن ضربات عسكرية على المدينة، الذي وصفها بأنها "مصنع للإرهابيين"، على حد تعبيره وقتها، في محاولة منه لإخماد الانتفاضة.
عملية حاجز "دير شرف" بنابلس
ولكن عبثًا كانت محاولة الاحتلال، إجهاض العمليات الفدائية ففي 29 أبريل/نيسان عام 2001، توجه الاستشهادي "جمال الناصر" من مدينة نابلس، باتجاه حاجز دير شرف إلى الغرب من مدينة نابلس، وفجر سيارته المفخخة موقعًا العديد من الجنود الإسرائيليين ما بين قتيل وجريح.
عملية مستوطنة "أرئيل"
وفي العام التالي تمكن الاستشهادي "محمد البسطامي" من مدينة نابلس، بتاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول، من التسلل إلى مستوطنة أرئيل القريبة من نابلس بالضفة المحتلة، ثم قام بتفجير حزامه الناسف وسط جمع من الجنود ما أسفر عن مقتل جنديان وإصابة 20 آخرين بجراح مختلفة.
عملية حاجز الحمرا
نجح المقاتل في كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رأفت أحمد نعيم بني عودة "أبو جواد"، في 20 أغسطس/آب عام 2006، من التسلل في وضح النهار إلى حاجز بقاعوت (الحمرة) الواقع شرق نابلس، وفي غفلة من عناصر الحاجز قام البطل بإطلاق النار على أحد الجنود الإسرائيليين، ودار بعد ذلك اشتباك بين جنود الحاجز و"أبو جواد"، دام فترة من الوقت استشهد في نهايته الفدائي الفلسطيني البطل بعد أن نفذت ذخيرته، واعترف الاحتلال بالعملية البطولية، ونقلت صحيفة هآرتس على موقعها الالكتروني باللغة الانجليزية، وقتها أن المقاتل الفلسطيني استطاع الوصول إلى الحاجز بسلاحه، وقتل الرقيب أول بجيش الاحتلال، روي فرجون.
عملية مستوطنة "حفات جلعاد"
قتل الحاخام الإسرائيلي "رزيئيل شيبح"، في عملية إطلاق نار بطولية وقعت قرب مستوطنة إسرائيلية محاذية لمدينة نابلس شمال الضفة المحتلة بتاريخ 9 يناير/كانون الثاني عام 2018، وذكرت القناة العاشرة العبرية، وقتها أن أكثر من 20 رصاصة أطلقت على سيارة المستوطن الإسرائيلي قرب مستوطنة "حفات جلعاد"، وأن المستوطن وصل للمستشفى بدون أي نفس أو نبض أو أي أثر للحياة.
عملية بركان
في السابع من أكتوبر عام 2018 نفذ الشهيد أشرف نعالوة، عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل إسرائيليَين وإصابة ثالث بجروح خطيرة، في المنطقة الصناعية بركان قرب مستوطنة أرئيل شمال الضفة المحتلة.
ما سبق ذكره بعض من العمليات الفدائية التي شهدتها مدينة نابلس "جبل النار"، ضد المحتل الإسرائيلي، وفي الحلقة القادمة نستعرض عمليات فدائية في مدينة فلسطينية أخرى، كل شبر فيها مقاوم.