غزة – محمد عابد: تحدى إعاقته بقلم رصاص، وريشة وألوان مائية وريشة، وقرر ألّا تشكل الإعاقة عائقا أمام طموحه، محمد يونس الدلو، الذي أمضى طفولته وشبابه قعيدًا باحثا عمّا يُطلق طاقاته ويجسد عشقه للحياة والتميز والإبداع، فقرر أن يشق طريق النجاح ويحقق وجوده وكينونته وتميزه في مجتمع قطاع غزة، الذي أصبح مضمارًا يتنافس فيه الموهوبون.
أبدع في مجال رسم الإنمي
قرر الدلو أن يرسم كل ما هو جميل ومميز ليجسد أجمل اللوحات، فأبدع في مجال رسم "الإنمي" الكرتون، لينتصر به على مرض ضمور العضلات والالتهابات الصدرية والكسور المختلفة التي عايشها منذ ولادته بقوة عزيمته وإصراره، وليخرج من عزلته إلى النور، بمساعدة بعض الأصدقاء له.
نجحت بإثبات تفوقي في الدراسة
"الكوفية" التقت بالفنان محمد الدلو، والذي تحدث عن ظروف مرضه، قائلًا "أنا أعاني منذ الولادة من مرض ضمور في العضلات وهذا المرض كان السبب في أني أصبحت جليس المنزل دون حركة، فقط عدد من أصابع اليد تتحرك، وهذا المرض حال دون إكمال دراستي الثانوية، فقد كنت أمضي في المستشفى أوقاتًا أكثر من تلك التي أقضيها في البيت، خصوصا في ظل تفاقم معاناتي من مشاكل صحية أخرى زادت من تلك المعاناة، ولكن اعتناء عائلتي الكبير بي وحرصها على دعمي ودمجي في مختلف الأنشطة المجتمعية أشعرني بالقوة في مواجهة المرض وتحديه فتوجت إلى المدرسة كما الطلبة الآخرين (الأصحاء) ونجحت بإثبات تفوقي في الدراسة حتى الثانوية العامة، ووقتها أصبت بوعكة صحية أجبرتني على المكوث في المستشفى لفترة طويلة حالت دون إكمال دراستي الثانوية، فقد كانت التوجيهي أسوأ مرحلة بحياتي، بسبب تفاقم الأوضاع الصحية التي أدت لتوقف تعليمي ما تسبب بتدهور حالتي النفسية حيث بقيت حبيسا في منزل عائلتي لمدة طويلة زادت على سنتين، لم أستطيع خلالها الجلوس على المقعد المتحرك والخروج من المنزل.
استطعت تنمية موهبتي في الرسم من خلال الإنترنت
وتابع الدلو، "رغم ذلك إلا أنني استطعت تنمية موهبتي في الرسم من خلال الإنترنت حيث كنت أتعلم من اليوتيوب وفيسبوك وأطبق بشكل عملي على الورق"، مشيرا إلى أن أسرته وفرت له الأدوات التي تلزمه للرسم ودعمته وشجعته باستمرار، ووسط هذا التشجيع كانت الفكرة تطاردني بكل لحظة فبدأت أنشر رسوماتي الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي أو عن طريق أقاربي الذين يعلمون بموهبتي، فكانت مشاركتي الأولى في معرض أقامته الكلية الجامعية في غزة، وختاما بإقامة أول معرض لي الأربعاء 4 /11/2015 والذي أطلقت عليه "اسم الأنمي حياتي- في قرية الفنون والحرف بغزة".
الأنمي حياتي
وأرجع الدلو سبب اختياره هذا الاسم "الأنمي حياتي"، إلى أن بدايته في نشر رسوماته كانت بصفحة خاصة له على موقع فيسبوك اسمها "الأنمي حياتي" فقرر أن يكون يحمل أول معارضه اسمها.
ويؤكد محمد، أن الإعاقة لم تكن لتثنيه عن الاستمرار في تطوير موهبته في الرسم، بل على العكس كانت سببا في إبداعه وتميزه، مشيرا إلى أنه يجلس يوميا في المنزل ممسكا بقلمه الرصاص وورقة بيضاء ويبدأ برسم لوحات واقعية يتحدى بها مرضه، ويوصل من خلالها رسالته للعالم، بأنه وبالإرادة ليس هناك مستحيل.
لا يوجد شيء اسمه مستحيل
ويطمح الدلو إلى أن تصل لوحاته الفنية إلى المعارض الدولية والعالمية، ووجه رسالة إلى كل أصحاب المواهب في العالم أن يحاولوا تنمية مواهبهم والعمل على أنفسهم بشكل مميز، وأنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل أو غير ممكن.