غزة: محمد عابد: زين علم فلسطين، وصور الزعيم الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار"، والراحل أبو علي شاهين، منزل الشهيد يوسف حسين موسي, منفذ احدي العمليات البطولية شرقي مخيم المغازى وسط قطاع غزة، 24/11/2007، الذي التقت "الكوفية" بعائلته، بعد أن قطعت السلطة الفلسطينية، راتب الشهيد الذي يتم صرفه لهم.
وتحدثت عائلة الشهيد لـ"الكوفية"، عن ظروف قطع راتب الشهيد الذي يتقاضاه والده ووالدته، معربين عن استيائهم وغضبهم الشديدين تجاه تمادي السلطة في رام الله من سياسة قطع الرواتب التي طالت أخيرا الآلاف من الموظفيين عائلات الشهداء والأسرى.
قطع راتب عائلة أحد شهداء الوطن
قال الحاج حسين موسي لـ "الكوفية":"تفاجآنا بقطع راتب مخصص أبننا الشهيد، منذ قرابة الأربعة أشهر، ولم يكن يخطر في بالنا أن يتم قطع راتب أحد شهداء الوطن في يوم من الأيام،لأن هذا الراتب الذي أقدم عباس علي قطعه حق له وليس منة أو منحة من عباس عليهم, كباقي عائلات الشهداء، ولا يمكن لأحد أن يمن عليهم به".
وأضاف الحاج موسي:" قمنا بالتواصل من خلال أحد الأصدقاء برام الله، في محاولة لاستفسار عن سبب قطع الراتب، ولكن لم يعطينا أحد أي إجابة شافية، وحين تحدثنا مع مؤسسة الشهداء والجرحى أبلغونا بأنهم متوقفون عن العمل في غزة، ومكاتبهم ستبقى مغلقة خشية من ردة فعل الناس، ونصحونا بالتواصل مع رام الله مجددًا في محاولة لإعادة الراتب ولكن دون جدوى، ومنذ ذلك الحين لم يتم الرد علينا في موضوع الراتب، ولم يتم التحدث معنا، خاصة ونحن أصبحنا في شهر رمضان المبارك، ولا نستطيع تدبير أمور حياتنا بأقل القليل، والظروف الاقتصادية في قطاع غزة صعبة جدًا، والجميع يعاني والسلطة تعي هذا الكلام جيدًا، ولكنها تمعن وتزيد من عقوباتها علي قطاع غزة ".
وختم الحاج حسين موسي حديثه مناشدًا الرئيس محمود عباس وقيادة السلطة، أن ينظروا لهم بعين الشفقة، خاصة أنه وزوجته مرضي يعانون الأمرين من ضغط وسكر وغضروف، وفي الأصل الراتب لا يكفي ولكنه يسد رمق جوعهم ويصرف للأدوية، وهو حق لهم، والأرزاق بيد الله وحده ".
السلطة تحرم عائلة الشهيد من العلاج
من جانبها قالت والدة الشهيد يوسف موسي لـ"الكوفية"، إنهم لا يوجد لديهم أي مصدر دخل ثابت، وأنهم يعيشون على ما يتقاضونه من راتب ابنهم الشهيد، حيث تحصل العائلة على مبلغ 1400 شيكل فقط، وهو مبلغ لا يسد احتياجاتهم ومطالبهم الضرورية، ويصرف علي الأدوية والعلاج فقط، إلي أن قامت السلطة بقطع الراتب، وهم علي أبواب شهر رمضان والجميع يعرف شهر رمضان واحتياجاته ومستلزماته الكثيرة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشوها في غزة.
وأضافت والدة موسي أنها:" لديها 6 بنات متزوجات، ولديها قرابة الـ 23 حفيدًا، لو فكرت في عمل إفطار خاص بهم فإنها بحاجة إلي راتب شهر كامل لإتمام تلك العزيمة، قائلة: " في ظل قطع راتبنا والله لم نتحرك من منزلنا، ولا نستطيع الإيفاء بالتزامات الحياة اليومية، وكذلك لا نستطيع شراء الأدوية الخاصة بنا".
وأكدت والدة الشهيد موسي، أن رواتب الشهداء يجب أن تكون حق مقدس، لا يسمح لأحد المساس به، فهو كرامة من كرامات الشهيد لعائلته, ولكن السلطة لا تعرف هذا الكلام ولا تفهم معناه.
من جانبها ناشدت السلطة الفلسطينية، بضرورة إعادة راتبهم الذي أقدمت علي قطعه لأنه مصدر وزقهم الوحيد وهي وزوجها كبار في السن لا يقويا علي العمل في أي شئ.
يذكر أن السلطة الفلسطينية في رام الله، أقدمت منذ يناير المنصرم علي قطع رواتب قرابة 3000 من مرتبات الشهداء والأسري داخل سجون الاحتلال، مما ساهم في تفاقم معاناة ذوي الشهداء والأسرى، في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها قطاع غزة.