الدعم والتأييد والمساندة لموقف أو دولة دون أحقية أو سند قانونى يسمى انحيازا ويعنى الانضمام إلى فريق أو رأى أو نظرية، ورفض ما سواهم دون مبررات، وهذا ما يتطابق مع ممارسات الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا حاليا تجاه قضية العرب فلسطين، التى بدأ اختلاقها وعد بلفور قبل 100 عام، بإقامة دولة لليهود بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الأرض الفلسطينية، وبعدما كشف الانحياز الغربى عن وجهه القبيح وتحالفت فرنسا وبريطانيا مع إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ولم تمض أكثر من عشر سنوات حتى عاودت إسرائيل عدوانها واحتلت كامل الأراضى الفلسطينية وأخرى عربية فى مصر والأردن وسوريا عام 1967.. واستمرت على مدى 6 سنوات استنادا على الانحياز الأمريكى الغربى لموقف إسرائيل حتى كانت المفاجأة وتحقق أول نصر عسكرى للعرب عام 1973، باستعادة سيناء بكاملها، وساد الاختلاف فى الرؤى والتوجهات السياسية بين الدول العربية، واختفت القضية داخل أدراج الحكومات والمنظمات الدولية، ولم يبق لها سوى أعمال الكر والفر بين رجال المقاومة الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلى، ورغم محاولات توحيد قوى الشعب لتقرير مصيره، فقد حدث الانقسام الداخلى وتبعثرت الأوراق..
وكان عام 2018 يمثل خطرا بالاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل فى مارس الماضى ونقل السفارة الأمريكية إليها فى 14 مايو بمناسبة الذكرى الـ 70 للنكبة، وكانت الإدارة الأمريكية الأشرس فى انتهاك حقوق الفلسطينيين والسعى لتصفية القضية.. وإيقاف تمويل الأونروا وإسقاط حق عودة اللاجئين وإلغاء المستوطنات من قضايا الحل النهائى.. وإغلاق مكتب المنظمة الفلسطينية وطرد رئيس بعثتها بواشنطن وعائلته. وأصدر الكنيست قانون القومية الذى يجعل الأراضى المحتلة دولة لليهود فقط.
ويبقى التساؤل.. هل يتوقف الانحياز الأمريكى لإسرائيل ومتى؟.. والإجابة تتطلب توافر الإرادة العربية والإسلامية، واستخدام قدراتها ومقوماتها وإمكاناتها، لضمان تأييد كافة المنظمات والهيئات الدولية الفاعلة فى مجال الحريات العامة وحماية حقوق الإنسان ليصبح 2019 عام استقلال الشعب الفلسطينى وإقامة دولته.
الأهرام المصرية