واشنطن: أقرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي الأسبوع الماضي بالإجماع مشروع قانون لتقييد المناهج الدراسية، حتى لا يتم تعليم الأطفال الفلسطينيين «شيطنة» إسرائيل.
ووافقت اللجنة أيضًا بالإجماع على تعديل من الجمهوري أوغست لحظر "الادعاءات بأن إسرائيل تمارس الفصل العنصري" من المناهج الدراسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أو مدارس السلطة الفلسطينية التي تمولها الولايات المتحدة.
وبحسب موقف اللجنة، "يجب ألا تتضمن المناهج الدراسية الفلسطينية وجهة نظر هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بأن إسرائيل تمارس الفصل العنصري".
ورعى "قانون السلام والتسامح في التعليم الفلسطيني" التائب براد شيرمان -ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا- الذي جرت المناقشة والتصويت عليه يوم الأربعاء الماضي، 14 سبتمبر/8أيلول 2022، حيث اتسمت حجة شيرمان لدعم حظر الفصل العنصري بالسطحية والانضباط لنقاط صاغتها "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة – إيباك"، اللوبي الإسرائيلي القوي الذي يعتبر الداعم المالي والانتخابي الأول للنائب شيرمان.
وقال النائب شيرمان في حجته لتبني مشروع القانون ، إنني "أعتقد أن هذا التعديل دقيق ... قد يكون هناك من يقول - أو على الأقل قابلت بعض الأشخاص الذين قد يزعمون - أن إسرائيل دولة فصل عنصري، وأريد دحض هذا الاستنتاج المتطرف".
ويدعي شيرمان في نص رعايته للقانون ، "نريد حل الدولتين، وهذا يعني أنه ستكون هناك دولة واحدة لشعب ما عدا دولة أخرى لشعب آخر، وهذا ليس فصل عنصري، كان الفصل العنصري نظامًا شريرًا في جنوب إفريقيا عمل العالم بأسره على تدميره، لذا فإن تسمية إسرائيل دولة فصل عنصري ما هي إلا دعوة لبذل جهد عالمي لتدمير إسرائيل، الحقيقة أن هناك حدودا بين إسرائيل ومصر، إذن الشعب المصري مفصول عن إسرائيل بحدود، إنهم يعيشون بمعزل عن إسرائيل في مصر هذا لا يختلف عما نراه في أوروبا".
ويدعي شيرمان في حجته غير المنطقية ، أنه "لم يطلق أحد على هولندا دولة فصل عنصري، لأن لها حدودًا مع ألمانيا، ويعيش الهولنديون في الغالب على جانب واحد من الحدود ويميل الألمان إلى العيش على الجانب الآخر من الحدود، ولكل منهما ولايات مختلفة لأناس مختلفين، وبالطبع هناك بعض الألمان يعيشون في هولندا وبعض الهولنديين يعيشون في ألمانيا وحقوقهم محمية، لذا فإن القول بأن أولئك الذين يريدون دولة يهودية تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة فلسطينية يحتضنون شرور الفصل العنصري هو القول بأن كل حدود دولية تقريبًا تشكل فصلًا عنصريًا، لأنها تقسم الناس إلى دول مختلفة".
من جهته قال الباحث والكاتب فيليب وايس في تعليقه غلى حجة شيرمان، "هناك العديد من الأسباب التي أعتقد أن هذه الحجة هي ضرب من السخافة والهراء، حيث توجد اليوم دولة واحدة فقط على الأرض هي إسرائيل، والولايات المتحدة تفعل كل ما في وسعها لمنع جهود فلسطين للاعتراف بها كدولة".
ويضيف وايس، أن " الحدود التي رسمها المجتمع الدولي عام 1947 ومرة أخرى عام 1949 هي مجرد رغبات، ولم يتم احترامها، واحتلت إسرائيل الأراضي المخصصة لفلسطين "الضفة الفلسطينية المحتلة" ودخل 750 ألف يهودي إسرائيلي إلى تلك الأراضي، اليهود هناك يخضعون لمجموعة قوانين منفصلة عن الفلسطينيين، مع وجود طرق وجدران منفصلة تخترق القرى الفلسطينية، كما يخضع الفلسطينيون لقانون عسكري".
ويعتبر وايس أن هذا النظام الإسرائيلي برمته نظام فصل عنصري في حقيقته، وهذا ما تقوله منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومؤسسة الحق وبتسيلم ومجموعات حقوقية أخرى، بالإضافة إلى أصوات قيادية من بينها الرئيس الأمريكي السابق، جيمي كارتر، والباحثة في معهد كارنجي، زها حسن، ناهيك عن العديد من الجماعات البروتستانتية، بما في ذلك كنيسة المسيح المتحدة والكنيسة المشيخية".
ويقول وايس "علاوة على ذلك، بدأ تقرير هيومن رايتس ووتش عن "الفصل العنصري" لعام 2021 في عام 2018 عندما أقرت إسرائيل مشروع قانون الدولة القومية الذي أعطى اليهود حقوقًا أعلى في الأرض واللغة والقوانين، ووضع الفلسطينيين الإسرائيليين في موقع المواطنة الهامشية".
يذكر أن "بتسيلم" الإسرائيلية قالت في تقرير لها "إن إسرائيل هي عبارة عن نظام فصل عنصري في كل الأرض التي تسيطر عليها إسرائيل (1948-1967)، وحل الدولتين، غير مطروح على الطاولة في السياسة الإسرائيلية".
بدورها ادعت النائبة، كاثي مانينغ، أن الشباب الفلسطيني تخلوا عن "القبول والتسامح" بسبب الكتب المدرسية، وأضافت إنه في رحلتها الأخيرة لإسرائيل، "التقينا بشباب فلسطينيين أصيبوا بخيبة أمل عميقة بشأن إمكانية السلام مع جيرانهم الإسرائيليين ، لأن مناهجهم تتضمن محتوى يديم معاداة السامية وضحية الفلسطينيين واستشهادهم" - نصوص "تشيطن أو يسيء توصيف إسرائيل".
وعلقت لارا فريدمان من "مؤسسة سلام الشرق الأوسط" في واشنطن على القرار بأن "الكونغرس يسعى إلى إنكار فكرة أن للفلسطينيين أي مظالم مشروعة ضد إسرائيل".
ويعتقد وايس أن مشروع القانون هذا والأهمية في اللجنة يعطي ذريعة مريحة للكونغرس بأن السبب الأساسي لاستمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو الكراهية الفلسطينية غير العقلانية لإسرائيل.
وتعتقد لارا فريدمان أن المجموعة المناصرة لإسرائيل في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأيريكي من الديمقراطيين، تهدف في نهاية المطاف محاصرة وعزل التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي مثل النائبة إلهان عمر، والنائبة رشيدة طليب، والنائبة أليكزاندريا أوكاسيو كورتيز، والنائبة أيانا بريسلي، والنائب مارك بوكان، وبقية التقدميين في الكونغرس.