عمان: أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن مستقبل مدينة القدس يشكل مصدر قلق ملحّ، فهي مدينة مقدسة للمليارات من أتباع الديانات السماوية حول العالم، وأن تقويض الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها يسبب توترات على المستوى الدولي ويعمق الانقسامات الدينية.
وقال العاهل الأردني، في خطابه في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين بنيويورك، إنه وانطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فنحن ملتزمون بالحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وحماية أمن ومستقبل هذه الأماكن المقدسة.
وأضاف: "كقائد مسلم، دعوني أؤكد لكم بوضوح أننا ملتزمون بالدفاع عن الحقوق والتراث الأصيل والهوية التاريخية للمسيحيين في منطقتنا، وخاصة في القدس. اليوم، المسيحية في المدينة المقدسة معرضة للخطر، وحقوق الكنائس في القدس مهددة، وهذا لا يمكن أن يستمر، فالمسيحية جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا والأراضي المقدسة وحاضرها، ويجب أن تبقى جزءا أساسيا من مستقبلنا".
وشدد العاهل الأردني على أن أحد أبرز المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة هو حق الشعوب في تحديد مصيرها، ولا يمكن إنكار هذا الحق للفلسطينيين وهويتهم الوطنية المنيعة، مبينا أن السلام لا يزال بعيد المنال، ولم تقدم الحرب ولا الجهود الدبلوماسية إلى الآن حلا لإنهاء هذه المأساة التاريخية، الأمر الذي يحتم على الشعوب قاطبة، لا السياسة أو السياسيين خاصة، على الضغط باتجاه حل هذا الصراع من خلال قادتها.