إغلاق معبر رفح من حيث المبدأ جريمة ،،، و هو إستهداف بشع للمواطن الفلسطيني ،،، من يعتقد أنه بإغلاقه يضغط على سلطة الأمر الواقع الحمساوية مخطىء مع سبق الإصرار و الترصد ،،، لأن الحقيقة غير ذلك ،،، إستثمار معاناة و إحتياجات 2مليون فلسطيني لإرضاء غروركم و ترويجها على أنها سلاحكم الإستراتيجي لتركيع حماس و جلبها عنوة للقبول بشروط الرئيس عباس ،،، هي جريمة بحق الإنسانية ،،، ولماذا معبر رفح وهناك معابر أخرى ؟؟ هل فقط لأن مداخيله المالية تذهب لحماس و المعابر الأخرى دخلها تحصله رام الله ؟؟
سبق و أن تركت حكومة رام الله كل المعابر تحت سلطة حماس لسنوات وكانت تعمل بطريقة أو أخرى و تشكل مصدر دخل مالي لسلطة الأمر الواقع و تجبي منها الضرائب و الجمارك المعروفة و غير المعروفة على حساب المواطن الغزاوي ،،، فيما كانت السلطة في رام الله تكتفي بإيرادات الضريبة المضافة ( المقاصة ) التي تدر الملايين على خزينة السلطة منذ الإنقلاب الحزيراني الأسود و مازالت حتى الآن ،،، شاركت السلطة برام الله بكل ما أوتيت من قوة في حصار و تجويع سكان قطاع غزة بكل الأشكال ،،، ولم تنقطع علاقتها مع حماس وكانت قيادات السلطة تتبادل الأحضان و الإبتسامات و القبلات و التعازي مع قيادات حماس ،،، و تجمعهم الفنادق الفاخرة و الموائد العامرة ،،، يا هؤلاء حماس لديها من الأموال ما يكفي و يزيد و فوق هذا و ذاك إن ضاقت عليها فإن يدها ممدودة في جيب كل مواطن بالإكراه تنهش منها ما تريد بقوة الحديد و النار ،،، أنتم تضيقون الأفاق و تسدون الأبواب في وجوه الناس ،،، بدلا من تعزيز صمودهم و تمكينهم لمواجهة الظلم الحمساوي و تفعلون العكس تماما ،،، إذا كان هناك بقية من مؤيدين لكم فهم في إنحسار و شعبية الرئيس أصبحت في الحضيض ولا أدل على ذلك من مطالبة أكثر من ثلثي المشاركين في إستطلاعات الرأي بتنحيه عن السلطة ،،، و من يقدم لكم التقارير الكاذبة و يبيعكم الوهم المعلب لن ينفعكم في شيء بل يقضي على أثركم في الديار الغزية وفي الوجدان الوطني عموما ،،، و إن كان الهدف الخفي و المعلن هو التخلص من قطاع غزة و ترسيخ الفصل السياسي و التنظيمي و الجغرافي و الديمغرافي وهذا مابات يشكل قناعة لدى غالبية الناس ،،، فأنتم قادرون على ذلك و ملك أيديكم فلا داعي للف و الدوران و الخداع و التضليل و تزييف الحقائق فاللعبة مكشوفة ،،،لقد أردتم شلال من الدم في غزة و لم يتسنى لكم ذلك لتتخذوه سببا لستر عورة المخطط الإنفصالي و إرتكاب الجريمة التاريخية و منحها صبغة وطنية كاذبة ،،، تريدون محاربة حماس حتى آخر غزاوي و أنتم قابعون في قصوركم و ملاهيكم و تديرون إستثماراتكم بهدوء لا يعنيكم سوى أعداد القتلى و الجرحى و المعتقلين كمادة إعلامية لتصريحاتكم ،،، و حماس من أتى بها للحكم و أدخل الدب للكرم هو أنتم ،،، و من سهل لها الإنقلاب الأسود على نفسها أولا و على الشرعية الفلسطينية ثانيا هم أنتم ،،، ومن عزز و رسخ سلطة الحكم الحمساوي في غزة و أمده بأسباب الحياة طيلة الحقبة السوداء الماضية هو أنتم ،،، ولولا السياسات العبثية و الإجراءات العدمية ضد الغزيين عموما و الموظفين المدنيين و العسكريين خصوصا و غياب أي خطة تنظيمية أو وطنية للتعامل مع قطاع غزة منذ بدايات الإنقلاب الأسود ما وصلنا إلى هذا الحال ،،، لا نريد نبش الماضي بتفاصيله فقد سبق السيف العذل و قد جرى في النهر مياه كثيرة ،،، فكيف يأتي اليوم من يطالب بمواجهة حماس بالدم الفتحاوي ،،، لقد تأخرتم 12 عاما إلا قليلا عندما رفضتم كل أشكال المواجهة لإسقاط الإنقلاب في مهده و عملتم على رعايته و إمداده بأسباب الحياة حتى تمكن من كل مفاصلها و تسلل إلى كل خلاياها و تجذر في واقعها ،،، إن كل عقوباتكم الانتقامية من الغزيين جاءت في أعقاب الإنقلاب الدموي الذي أصر الرئيس عباس أن يطلق عليه إسم الدلع ( الإنقسام ) جاءت في غير مكانها و زمانها ،،، لأنها إستهدفت كل مقومات الحياة الغزية بإستثناء ما يخص حماس ،،، و ها أنتم تلوحون بالمزيد منها ،،، إن تكرار الأخطاء و الخطايا مليون مرة لن يصنع منها نجاحات و لن يحقق مصالحة ولا وحدة وطنية ،، ولا تنسوا أن فتح القوية و الموحدة بوابة كل إنجاز منذ إنطلاقتها الأولى و غير ذلك ضرب من الخيال،،، فعلا قيادة فاشلة ،،، قطاع غزة سوف يعاني صحيح و لكن الخاسر الأكبر هو أنتم ،،، فلسطين تستحق الأفضل ... لن تسقط الراية