لعل الشاعر التركي العظيم ناظم حكمت، الشيوعي الذي حفر إسما من لغة شعرية ومسيرة كفاح لا تزال حاضرة، جسد قيمة الحياة القادمة قولا "أجمل الأيام هي تلك التي لم تأت بعد، وأجمل النصوص هي تلك التي لم تكتب بعد...".
كلمات مكثفة تقف سدا منيعا أمام محاولات قهر الإنسان، ليستمر الظلم والظلامية في آن، والفلسطيني الذي جسد طوال مساره التاريخي نموذجا هو أقرب ما يكون لتأكيد ما قاله الشاعر الإنساني الكبير ناظم حكمت، يدرك أن القوة الداخلية به هي السلاح المقاوم لكل محاولات مصادرة حقه في الحياة كشعب فوق أرض، ووطن أرادوه بلا هوية.
عام مضى من مسيرة شعب "الجبارين"، وكل من ينطق باسمه عمل بكل السبل لكسر بعضا من تلك السمة الخالدة به، بدلا من رفع شأنه نحو حرية وتحرر، بعيدا عن طلب "حقه بالعيش بلا ذل ولا تركيع"، بعضا من حق الانسان في الحياة، دون أن نلقي باللائمة على محتل غاصب فحسب، فمن فرض ذاته بقوة الأمر الواقع سلاحا وأمنا، هو ذاته من نال من "كرامة الفلسطيني" الانسان والروح.
عام مضى وحياة الفلسطيني، لم تتقدم قيد أنملة خيرا، بل خلافه كان "سوادا وظلاما وظلامية"، وأمله الوطني بات مرتعشا جدا، بل كاد أن يراه متلاشيا امام تعمق "فئوية الذات الفصائلية"، التي تجاهلت حماية أمان الأجيال التي سبقت، وخطفت ما يمكنها خطفه اعتقادا أن ما تبقى من وطن، خارج تهويد وتوطين، بات لها.
بالتأكيد، جاهل من يظن أن ذلك مسار سيبقى، فلو دام ظلم من سبق لما رأينا ظلم وظلام من أتى، صدفة وخارج كل سياق تاريخي، ولأنه ليس ضمن سياق النص العام، كان الأكثر سوءا وسوادا، لكنه حتما لن يطول.
فلسطين الشعب والهوية، دوما تنتظر الأجمل، وسيبقى حلم الحرية من عدو ومغتصب وجهول حاضرا، وكأنه سيكون غدا.
نعم...لسه الأماني الوطنية – الإنسانية ممكنة، وستبقى الى ان تصبح واقعا وحقيقة.
عام جديد نحو وطن حر وشعب سعيد!
ملاحظة: الذكرى 54 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ورافعتها حركة فتح، ستبقى ملهما لأجيال قادمة رغم ما أصابها عطبا وعطلا، الفكرة أعمق كثيرا من النيل من جوهرها...للخالد المؤسس وكل قادة الثورة، وشهداء المسار الثوري تحية!
تنويه خاص: تحدث رئيس سلطة رام الله عباس في ذكرى انطلاقة الثورة متهما البعض بأنهم "جواسيس"، لكنه لم يحدد لمن، بالتأكيد لا يقصد إسرائيل لأنها "صديقته الحميمة" وليس للمخابرات الأمريكية لأنها حليفا له، طيب لمين هيك ...بدها مفسراتي يا "ميدو"!