على امتداد تاريخ الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، لم يكن الطفل الفلسطيني بمعزل عن مسلسل الجرائم، حيث شكل استهداف الأطفال سياسة ثابتة ينتهجها الاحتلال الهمجي.
غيث ابن الستة عشر ربيعاً في عمر الزهور، استقرت رصاصة العدو في رأسه فاستباحت طفولته ومزقت أحلامه البريئة، طفولة غيث لم يغثها أحد أمام بطش وجبروت محتل عنصري.
لقد فَنِيَ غيث ولم يبقى له أثر إلا وصية، أدمت قلوبنا قهراً وألماً، مجسداً لسان حال أطفال فلسطين ممن قُتِلوا وحُرِموا من أبسط حقوقهم بالتمتع بطفولة بريئة آمنة. فقد أضحى فلذات أكبادنا في عداد بنك أهداف احتلال مجرم يستبيح كل ما هو فلسطيني، فأصبحت رحيق أحلامهم الوردية دماءً نازفة.
وما زالت الذاكرة الفلسطينية تعج بآلاف الأطفال الذين شٌرٍدوا و اعتُقِلوا وقُتِلوا بدم بارد في سياق الإرهاب الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال وقطعانه المتطرفين بحق أبناء شعبنا، ضاربة بعرض الحائط قوانين المواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الطفل التي تكفل حق الطفل بالحياة والحرية والعيش بأمن وسلام، فوفقاً لسجلات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فقد ارتقى في فلسطين 78 طفلاً شهيداً خلال عام 2021 بواقع 17 طفلا في الضفة الغربية و61 طفلاً في قطاع غزة، واستناداً للبيانات التي قدمها نادي الأسير في فبراير 2022، هناك 160 طفلاً أسيراً يقبعون في باستيلات الاحتلال ويعانون ويلات السجن ومرارة الاعتقال، فبأي ذنب تستباح الطفولة أمام مرأى ومسمع من العالم.
هنا تُسجى أحلام العصافير ..حيث الأطفال شهداء مؤجلون.. هنا طفولة تائهة ..هنا فلسطين.