كتبت/ بديعة زيدان*:
حققت فلسطين حضوراً بارزاً في العام 2018، على المستوى الأدبي عربياً، بحصد أبرز الجوائز في الرواية والترجمة، ووصول بعض الأعمال القصصية للمنافسة على جوائز عربية مرموقة، أو اختيارها من بين الأبرز على قوائم عالمية، فيما تواصلت الجوائز الأدبية والإبداعية الفلسطينية، وأبرزها جائزة الدولة التقديرية في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية، وجائزة محمود درويش، وجائزة القدس، وغيرها، كما انتظمت في فلسطين فعاليات أدبية بارزة في الشعر والترجمة وغيرها.
"البوكر" العربية
في نهاية نيسان، فاز الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عن روايته "حرب الكلب الثانية" الصادرة عن الدار العربية للعلوم "ناشرون"، فيما ضمت القائمة القصيرة أيضاً الروائي الفلسطيني وليد الشرفا عن روايته "وارث الشواهد"، بينما ضمت "طويلة" الجائزة، الروائي الفلسطيني عاطف أبو سيف عن روايته "الحاجة كريستينا"، والروائي الفلسطيني حسين ياسين عن روايته "علي .. قصة رجل مستقيم".
وقال نصر الله في كلمة له عقب إعلان فوزه بالجائزة من العاصمة الإماراتية أبو ظبي: لا شيء يأتي من فراغ، مثل "حرب الكلب الثانية" نفسها التي لم تأتِ من فراغ، بل من معاناة كبرى عشناها في هذه المنطقة الممتدة بين ماءين وأكثر من دم، وزمن احتلالات لا حصر له .. احتلال العدو المباشر، والعدو المستتر، والعدو الساكن فينا .. ومن وقع هذا تبرز إصابة كثير من دول العالم كبيرها وصغيرها بانتصارات الغطرسة والعدوان والتمييز والجشع الذي يلتهم هذا الكوكب الجميل، ومن وما عليه من كائنات.
وأضاف: إنها رواية عن وحش التطرف والقتل الأعمى، هذا التطرف غير المقتصر على التنظيمات الظلامية، بل يمتد إلى الكثير من الأفراد والتنظيمات التي تدعي التسامح والقبول بحرية الرأي والمعتقد، والقوى الظالمة الكبرى، وكثير من الأنظمة العربية التي مارسته بأبوية وعنف شديدين ضد مواطنيها، واصلته في حياتنا الاجتماعية بل والسياسية، قبل أن تمارسه التنظيمات المتشددة.
وإبراهيم نصر الله من مواليد العاصمة الأردنية عمّان العام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتلعا من أرضهما العام 1948، حيث عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، قبل أن يبدأ حياته العملية من المملكة العربية السعودية، ثم يعود إلى الأردن ليعمل في الصحافة، ومؤسسة عبد الحميد شومان، ومن بعدها تفرغ للكتابة بدءاً من العام 2006، هو الذي كانت روايته "زمن الخيول البيضاء" ترشحت للقائمة القصيرة لذات الجائزة في العام 2009، و"قناديل ملك الجليل" لـ"طويلة" الجائزة العام 2013.
"كتارا"
وفي منتصف تشرين الأول واصلت فلسطين حصد الجوائز الأدبية العربية، بحصول الروائية ثورة حوامدة على جائزة كتارا للرواية العربية لفئة الرواية المنشورة عن روايتها "جنة لم تسقط تفاحتها"، والروائي عاطف أبو سيف على الجائزة نفسها لفئة روايات الفتيان غير المنشورة عن روايته "قارب من يافا"، وذلك في الدورة الرابعة للجائزة في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت ثورة حوامدة لـ"أيام الثقافة": سعيدة بأن أفوز بجائزة كتارا للرواية العربية عن فئة الرواية المنشورة باسم فلسطين، وهو ما يعكس تواجد القلم الفلسطيني الشاب في تظاهرات أدبية عربية كبرى .. سعادتي مضاعفة لكوني أول امرأة فلسطينية تفوز بهذه الجائزة .. لقد تحقق الحلم الذي بدأ بفكرة، ثم كانت رواية "جنة لم تسقط تفاحتها"، والتي أعني بها أرض فلسطين التي تجسدها عائشة بطلة الرواية.
من جهته، أشار عاطف أبو سيف إلى أن روايته "قارب من يافا" هي أول محاولة له في كتابة رواية للفتيان، لافتاً إلى أن الكاتب يبحث على الدوام عن الشكل المناسب للتعبير عن حكايته، لافتاً في حديثه لـ"أيام الثقافة": من المهم التواجد المستمر للمبدعين الفلسطينيين في المحافل العربية، سواء عبر الفوز بجوائز الرواية العربية المختلفة أو غيرها، وهو ما يعكس ثراء الأدب الفلسطيني، واستمرار نهر هذا الأدب في التدفق، وهذا يعكس أن الحكاية الفلسطينية ما زالت جذابة، خاصة أن على الحكاية الفلسطينية في ظل ازدحام الحكايات العربية ألا تفقد قدرتها بأن تكون ذات معنى بالنسبة للقارئ العربي، كما أن هذا الحضور الثقافي يعكس ثقل البعد الإنساني للحياة في فلسطين .. صحيح أن لدينا في فلسطين قضية وطنية كبرى، لكن قضيتنا بالأساس إنسانية، ومن واجبنا تقديم الحياة الفلسطينية إلى العالم بالقدر الذي نستطيع رغم كل المعيقات، سواء داخل فلسطين أو خارجها .. الأدب الفلسطيني لا يزال يقدم نفسه كل مرة بطريقة متميزة.
جائزة الشيخ حمد للترجمة
وفي الثاني عشر من كانون الأول، فاز الأكاديمي والمترجم الفلسطيني د.إبراهيم أبو هشهش، أستاذ الأدب الحديث في جامعة بيرزيت، بالمركز الأول لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها الرابعة، وانتظمت في الدوحة، عن فئة الترجمة إلى اللغة العربية من اللغة الألمانية، وذلك عن ترجمة كتاب "فلسفة التنوير" لإرنست كاسيرر.
وقال أبو هشهش لـ"أيام الثقافة": سعادتي مضاعفة بالفوز بهذه الجائزة، فقد شعرت أخيراً بتقدير للجهد الكبير الذي يبذله المترجم بوصفه عابراً للحدود الثقافية واللغوية، وهو جهد يكاد يكون غير مرئي لدى جمهور القراء الذين يقرؤون العمل المترجم عادة بوصفه تحصيل حاصل وموجودا بداهة في اللغة التي يطالعونه بها، علما أن الترجمة ممارسة معرفية ثقافية إبداعية مركبة وليست مجرد جهد ميكانيكي يستطيعه من يعرف لغة أجنبية.
وأضاف: زاد في اعتزازي أن فلسطين كانت ممثلة وحاضرة كعادتها في الفعل الثقافي والإبداعي .. كتابي الذي فاز بالمركز الأول في فئة الترجمة عن اللغة الألمانية هو كتاب "فلسفة التنوير" للفيلسوف الألماني إرنست كاسيرر، وهو كتاب موسوعي يتناول تطور الفكر الأوروبي في القرن الثامن عشر في حقول تطور أشكال التفكير ونظرية المعرفة وعلم النفس والدين والقانون ونظريات العقد الاجتماعي والتاريخ وعلم الجمال، وقد صدر في بيروت والدوحة عن ترجمان والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في نيسان من هذا العام.
يخلف في "طويلة الشيخ زايد"
وأعلنت في السابع والعشرين من تشرين الثاني، القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب - فرع الآداب، في دورتها الثالثة عشرة، والتي اشتملت على 13 عملاً سردياً من أصل 382 مشاركة.
وحضرت فلسطين في القائمة عبر رواية "اليد الدافئة" للروائي يحيى يخلف، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
وقال يخلف لـ"أيام الثقافة": يسرني ويسعدني أن الرواية الفلسطينية بخير، وأنها تتصدر المشهد الثقافي العربي والإنساني.. أشعر بالسعادة عندما تفوز رواية فلسطينية بجائزة مرموقة، وأنا واحد من أدباء فلسطين الذين يفرحون لنجاح وتفوق أي كاتب فلسطيني سواء أكان يعيش في الداخل أو الشتات أو داخل أراضي الـ48.
وأضاف: فوز أيّ منا هو فوز لروايتنا وهويتنا وعدالة قضيتنا.. روايتنا وآدابنا وفنوننا تنمو وتنضج في جو التحدي والمقاومة بأشكالها كافة.. نحن نحقق شعار الثقافة مقاومة. طبعاً ونحن نواجه مكر التاريخ، لذا فإن آدابنا تلعب دوراً في الرد على هذا المكر، وتؤكد أن قضيتنا العادلة تستعصي على الطمس والتصفية.
ومنتصف الشهر نفسه أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، القائمة الطويلة لفرع أدب الطفل، ومن بينها رواية "أين منقاري" للفلسطينية يارا بامية.
وفي منتصف أيلول قلد الرئيس محمود عباس، الكاتب والروائي يحيى يخلف وسام الثقافة والعلوم والفنون "مستوى التألق"، وذلك "تقديرا لنضاله المشرف في خدمة قضية شعبه ووطنه، وتثمينا لعطائه والتزامه الفكري الوطني، وإبداعاته الأدبية والثقافية المرموقة"، كما كرمه في نيسان، معرض تونس الدولي للكتاب.
"طويلة" جائزة الملتقى
وحضرت فلسطين مجدداً في منافسات جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، بالوصول إلى القائمة الطويلة للجائزة وضمت عشر مجموعات قصصية، وذلك عبر مجموعة "وحوش مركبة" للمتوكل طه، والصادرة عن دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله، من بين (197) مجموعة قصصية من مختلف أقطار الوطن العربي والعالم، تقدمت للدورة التي حملت اسم "الأب الروحي للرواية الكويتية"، الراحل مؤخراً، الروائي إسماعيل فهد إسماعيل.
وعبر الأديب المتوكل طه، آنذاك، عن سعادته للوصول بمجموعته القصصية إلى القائمة الطويلة لجائزة الملتقى، وقال لـ"أيام الثقافة": أي إنجاز على مستوى إبداعي يعود مردوده لكل فلسطين، حيث إن المشهد الثقافي والحراك الإبداعي للحالة الثقافية هو نتاج المقاومة الفلسطينية، وما أنا إلا واحد يكتب ما تمليه عليه الحالة الثقافية الفلسطينية بكل حالاتها حتى القاسية منها .. نحن نلتقط صدى هذا الحراك.
أفضل 100 رواية لليافعين
وفي أيلول، اختار المجلس العالمي لأدب اليافعين (إيبي)، رواية "أنا وصديقي والحمار" للكاتب والأديب محمود شقير، والصادرة عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي بمدينة رام الله، ضمن لائحة الشرف لأفضل 100 رواية في العالم لليافعين للعام 2018، وذلك في اختتام فعاليات دورته السادسة والثلاثين في العاصمة اليونانية أثينا.
وكان شقير فاز بجائزة أفضل نص عن روايته هذه وفق اختيارات المجلس في فرع فلسطين، في حين فاز الفنان الفلسطيني سامح عبوشي بجائزة أفضل رسومات مرافقة لعمل إبداعي لليافعين عن رسوماته في كتاب "صندوق العجب"، ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي بجائزة أفضل نص مترجم عن كتاب "قبلة صغيرة على خدك"، وهو عبارة عن مجموعة قصص وأشعار ورسومات أنتجتها شخصيات عالمية الشهرة تضامناً من قطاع غزة خاصة وفلسطين عامة، شعباً وقضية، إثر العدوان الإسرائيلي على القطاع في العام 2014.
جائزة الدولة التقديرية
وعلى مستوى الجوائز الإبداعية الفلسطينية، سلم الرئيس محمود عباس، في أيلول، جائزة الدولة التقديرية في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية للعام 2017، وكانت أعلنت في أيار ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب، حيث ذهبت جائزة فلسطين التقديرية لمجمل الأعمال مناصفة بين كل من: نهاد الموسى، وسليم تماري، وجائزة فلسطين للآداب، للروائية ليلى الأطرش عن روايتها "ترانيم الغواية"، وجائزة فلسطين للفنون، للفنان التشكيلي عدنان يحيى، وجائزة فلسطين للدراسات الاجتماعية والعلوم الإنسانية للباحث والكاتب جهاد صالح، وجائزة فلسطين للمبدعين الشباب، مناصفة لكلٍ من الشاعر علي أبو عجمية، والفنان بشار خلف.
جائزة محمود درويش
وفاز المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) بمدينة القدس، والروائي السوري خليل النعيمي، بجائزة محمود درويش، فيما مُنحت الأسيرة اليافعة عهد التميمي جائزة استثنائية.
ووفق بيان لجنة الجائزة، فقد منحت الجائزة هذا العام، أولاً، للمسرح الوطني الفلسطيني في القدس (الحكواتي)، "لأن المواجهة على القدس وفيها، ثقافيةٌ بامتياز، ولأن الثقافة في القدس أداة فِعل، ورافعة بقاء، ولأن المسرح الوطني تحديداً، يشكل منذ نشأته وإلى اليوم نموذجاً لهذا الفهم، يسهم في صياغته خطاباً، ورعايته منتجاً، وممارسته واقعاً يومياً، وهو يضع فلسطين على الخشبة بما يليق بها من التزام نبيه، ومهنيّة جديرة".
وعربياً، تقرر منح الجائزة هذا العام للكاتب والروائي السوري خليل النعيمي، لأنه مجدد كبير في الشكل الأدبي منذ روايته القصيرة "الخلعاء" التي هي جملة واحدة، وطَموح في موضوعاته، تعطيه رحلاته في العالم إمكانية الإمساك بالمكان، فضلاً عن مقالاته الصحافية التي لا تتخلى عن الدفاع عن الحرية للشعب العربي والإنسان العربي.
جائزة القدس
وفي أيار، أعلنت اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، قائمة الفائزين بجائزة القدس للثقافة والإبداع للعام 2018، حيث ذهبت الجائزة بشقها المحلي إلى كل من الشاعر فوزي البكري المولود في القدس العام 1946، تسلمتها ابنته، وإلى كل من الكتاب والأدباء: جميل سلحوت وإبراهيم جوهر وديمة سمان نيابة عن مؤسسي ندوة "اليوم السابع" التي تتواصل منذ سبعة وعشرين عاماً كل خميس في مقر المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي).
وعربياً ذهبت الجائزة إلى دارة الفنون (مؤسسة خالد شومان) في العاصمة الأردنية عمّان، وتسلمتها د. عادلة العايدي هنية، التي ألقت كلمة سهى شومان رئيسة الدارة.
أما عالمياً، فذهبت جائزة القدس إلى المخرج البريطاني العالمي كين لوتش، الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي مرتين، وله نخبة من أهم الأفلام التي شكلت علامات فارقة في تاريخ السينما، وهو المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني، وقاد العديد من حملات المقاطعة لإسرائيل تحت شعار "لا تظهروا في بلد يقوم على نظام الفصل العنصري"، وتسلمت الجائزة بالنيابة عنه المخرجة مي عودة.
وذهبت جائزة القدس التقديرية لهذا العام للفنان والخطاط الفلسطيني الراحل فلاديمير تماري، الذي كانت فلسطين والقدس خاصة بوْصلةَ أعماله الفنية، حتى إنه ابتكر خطاً مطبعياً إلكترونياً سماه "القدس"، وله مساهمات بصرية متعددة في نشر القدس وفلسطين عبر بوابة الفنون .. وقالت الفنانة فيرا تماري شقيقته، وتسلمت الجائزة عنه، وقد عجزت عن حبس دموعها: كنت أتمنى لو كان فلاديمير معنا اليوم .. منذ الأربعينيات، أبعد قسرياً عن القدس، وعاد لفترة وجيزة العام 1976، لكن كل وجدانه كان مرتبطاً بالقدس عبر فنونه وكتاباته.
أما جائزة عثمان أبو غربية للمبدعين فمنحت للباحثة سلمى الخالدي، مديرة مشروع في مؤسسة أرض الإنسان الإيطالية في القدس، لدورها في تطوير التعليم في القدس، وتبرعت بقيمة الجائزة لصالح دعم التعليم في القدس، كما منحت للشاب طارق البكري الملقب بـ"حارس الذاكرة"، الذي قام بتطوير مشروع يربط المباني والمناطق المهجرة بأهلها أو من تبقى منهم في المنافي والشتات عبر تقنيات التواصل التكنولوجية المختلفة، وكان من أبرز اكتشافاته تلك المقبرة لجنود في الجيش العربي الأردني استشهدوا دفاعاً عن فلسطين في حرب العام 1948.
جائزة الكاتب الشاب
وفي الشهر الأول من العام 2018، ذهبت جائزة الكاتب الشاب للعام 2017 لفئة الشعر لأنيس رائد غنيمة من غزة عن مخطوطه "جنازة لاعب خفة"، والقصة القصيرة لأحمد حسام جابر من كفر راعي بمحافظة جنين عن مخطوطه "السيد أزرق في السينما"، فيما قررت لجنة التحكيم، حجب جائزة الرواية هذا العام، وفق ما أعلن محمود أبو هشهش مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان التي تمنح الجائزة، وذلك في قاعة الجليل بمتحف محمود درويش، مساء أمس.
ونظرت لجنتا تحكيم مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017 في حقول الرواية والقصة القصيرة والشعر في تسعة وأربعين مخطوطاً، تلقاها برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان من كُتاب فلسطينيين شباب، تتراوح أعمارُهم ما بين 22 و35 عاماً من أماكن مختلفة من فلسطين والخارج.
مهرجان رام الله الشعري
واحتضنت فلسطين في العام 2018، وتحديداً مدينة رام الله في مختلف أحيائها القديمة والحديثة، وفي مواقع مختلفة، النسخة الثانية من فعاليات مهرجان رام الله الشعري، ونظمته مؤسسة محمود درويش وبلدية رام الله، في الفترة ما بين الخامس عشر والتاسع عشر من آب بمشاركة ثمانية وعشرين شاعراً وشاعرة من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، من بينهم 12 شاعراً من فلسطين بكامل جغرافيتها، بدعم من وزارة الثقافة.
ومن أبرز المشاركين في المهرجان: الشاعر الألباني أجيم فنيكا، والشاعرة البرتغالية ماريا خوان كانتينهو، والشاعر الإسباني كارلوس أفيلا، والشاعر الجزائري الفرنسي إيفان تيتلبوم، والشاعر الإيطالي كلاوديو بوزاني، والشاعرة اليونانية ليانا ساكيليو، والشاعر المالطي جلين كاليخا، والشاعر المقدوني فيليب كليتنيكوف، والشاعرة التونسية الفرنسية جانين جداليا، والشاعر الفرنسي انطوان سيمون، والشاعر الكوبي رودولف هسلر، والشاعر جان بورتانت من لوكسمبورغ، والشاعر التشيلي باتريسيو سانشيز روخاس والشاعر السوري مروان علي، والشاعر السوري فرج بيرقدار، والشاعر الفلسطيني السويدي غياث المدهون.
ومن فلسطين شارك في المهرجان، كل من الشعراء: أحمد يعقوب، وأنس العيلة، وجدل القاسم، وخالد جمعة، ودالية طه، ورجاء غانم، ورزان بنورة، وشيخة حليوي، وطارق الكرمي، وعامر بدران، وعلي مواسي، ووسيم الكردي.
معرض الكتاب
وافتتح مطلع أيار، معرض فلسطين الدولي الحادي عشر للكتاب، تحت شعار "فلسطين الوطن .. القدس العاصمة"، بمشاركة وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو ونظيره الأردني، آنذاك، نبيل شقم، بمشاركة عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية ورؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية في فلسطين بحضور عدد من الكتاب والفنانين الفلسطينيين والعرب القادمين من مختلف قارات العالم، بحيث اشتمل على فعاليات وندوات متنوعة، وهو المعرض الذي زاره أيضاً وزير الثقافة المغربي، وكان لافتاً أن منع الاحتلال غالبية الناشرين والمبدعين من دول عربية عدة، ومن قطاع غزة، المشاركة في فعاليات المعرض، بسبب سياسة التصاريح.
وقال بسيسو لـ"أيام الثقافة"، وقتها: رسالة المعرض تقوم على التأكيد على أن القدس عاصمة دولة فلسطين، وتكريس ذلك عبر بوابة الثقافة، ومن خلال العديد من التفاصيل المتعلقة بالقدس داخل المعرض، وكذلك التأكيد على أن فلسطين تنتصر دائماً لذاكرتها رغم المعيقات والعراقيل .. أردنا أن يجسد هذا المعرض رسالة الصمود والبقاء والقدس.
ملتقى الترجمة
وفي اليوم الأخير من أيلول، انطلقت، في مقر المكتبة الوطنية الفلسطينية بسردا، فعاليات ملتقى فلسطين للترجمة في دورته الثانية، تحت شعار "فلسطين: الحضارة وتواصل المعرفة"، واستمر حتى الرابع من تشرين الأول في مختلف محافظات الضفة الغربية، بتنظيم من وزارة الثقافة وبالتعاون مع منشورات المتوسط في إيطاليا، وبمشاركة نخبة من المترجمين والروائيين العرب والعالميين.
مئوية فدوى طوقان
واختتمت في آذار 2018، فعاليات مئوية مولد الشاعرة فدوى طوقان، التي نظمتها وزارة الثقافة، عقب سلسلة فعاليات مشتركة مع وزارات ومؤسسات ثقافية ومؤسسات المجتمع المدني والبلديات والمجالس القروية والمبدعين في مختلف المجالات.
حسن البطل .. شخصية العام الثقافية
وفي الثالث عشر من آذار (يوم الثقافة الوطنية)، أعلن وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، عن الكاتب والإعلامي الزميل حسن البطل شخصية العام الثقافية للعام 2018.
وقال بسيسو في تسويغ اختيار البطل شخصية العام الثقافية: "إن اختيار الكاتب المبدع القدير حسن البطل شخصيةَ العام الثقافية يأتي لكون سيرته ومسيرته تعكس الكثير من المعاني التي تشكل مفاصل حياة الكثير من الفلسطينيين، كالنكبة، واللجوء والمنفى، والعودة، والأمل، وكل شيء يحرص شعبُنا على تدوينه كي يبقى شاهداً ووثيقة.
ووصف البطل تسميته بشخصية العام الثقافية بـ"المفاجأة غير المتوقعة، خاصةً أن من سبق وحصلوا على هذا اللقب جُلهم يعملون بشكل مباشر في حقل الثقافة" .. وقال: هذه المرة الأولى التي يسمى فيها كاتب عمود يميل نحو الثقافة، ونحو الفلك، والسير الذاتية، وغير ذلك، وهذا يدعوني لتوجيه الشكر لمن اختاروني شخصية العام الثقافية للعام 2018، وشدد البطل على حقيقة أن "الثقافة مقاومة، ونحن الشعب العربي الوحيد الذي كرَّم مؤسس الوطنية الفلسطينية، وكرَّم شاعره القومي"، ويعني الرئيس الشهيد ياسر عرفات والشاعر محمود درويش.
والبطل من مواليد طيرة حيفا في 14 تموز 1944، واجتاز مراحله المدرسية الأولى في دوما بالعاصمة السورية دمشق، وحصل على درجة الماجستير من الجامعة نفسها العام 1968، في الجغرافية الجيولوجية.
وعمل البطل محرراً يومياً في إذاعة فلسطين بالعاصمة العراقية بغداد، وكاتباً لتعليق يومي ما بين العامين 1972 و1994، وطُرد من عمله بسبب خلاف سياسي على برنامج منظمة التحرير الفلسطينية المرحلي.
وانضم إلى هيئة تحرير مجلة "فلسطين الثورة" في العاصمة اللبنانية بيروت، محرراً للشؤون العربية، ومن ثم للشؤون الإسرائيلية، كما كتب فيها مقالة أسبوعية بعنوان "فلسطين في الصراع"، ومقالة يومية في جريدة "فلسطين الثورة" بعنوان "في العدو"، واستمر كذلك حتى الخروج من بيروت.
وعاد البطل إلى فلسطين العام 1994، والتحق بهيئة تحرير "جريدة الأيام" اليومية الفلسطينية بمدينة رام الله، ومنذ تأسيسها في 25 كانون الأول من العام 1995، وهو يكتب فيها عموده اليومي "أطراف النهار"، وبشكل يومي حتى شباط من العام 2016، حيث باتت تظهر "أطراف النهار" ثلاث مرات في الأسبوع.
ونال البطل جائزة فلسطين في المقالة العام 1988، حين كان الشاعر محمود درويش رئيساً للجنة التحكيم، كما حصل على وسام ودرع اتحاد الصحافيين العرب في القاهرة العام 2015، بمناسبة اليوبيل الذهبي للاتحاد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عن الأيام.