الاعتذار ثقافة غائبة لدى اغلب المسئولين والأفراد من مجتمعنا العربي عامة والفلسطيني على وجه الخصوص فنحن أمام مفهوم قديم جديد لا بد ان يسود في علاقتنا الاجتماعية حتى بيننا وبين أنفسنا، لكن يبدوا للأسف ان هذه الثقافة غير واردة في قاموس أصحاب القرار في المجتمع الفلسطيني، كما هي غير واردة عند باقي أفراد الشعب فيما بينهم، فلم نسمع يوما واحدا ممن ارتكبوا أخطاء بحق وطنهم ومجتمعه من وزراء وأحزاب وحركات ان يعتذروا عن سياساتهم الفاشلة في إدارة شئون مجتمعاتهم.
إن الاعتذار مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية، مكون من ثلاث نقاط أساسية.
أولاً: أن تشعر بالندم عما صدر منك.
ثانياً: أن تتحمل المسؤولية .
ثالثاً: أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع .
لا تنس أن تبتعد عن تقديم الاعتذار المزيف مثل، أنا آسف ولكن ؟؟!!
وتبدأ بسرد الظروف التي جعلتك تقوم بالتصرف الذي تعرف تماماً أنه خاطئ أو تقول أنا آسف لأنك لم تسمعني جيداً، هنا ترد الخطأ على المتلقي وتشككه بسمعه ... ما يجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر ... ويا حبذا لو قدمت نوعا من الترضية، ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه ... هناك نقطه مهمة يجب الانتباه لها. ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر ...
أنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفك ... المهم عليك أن تتوقع عند تقديم الاعتذار أن المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل أعذارك وأحياناً أخرى قد يرفض اعتذارك وهذا لا يخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الآخر ... من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه ... ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم، لا عليهم، فليتعلم فن الاعتذار.