اللؤلؤ الطبيعي يُعدّ اللؤلؤ الطبيعي نوعاً من أنواع الأحجار الكريمة الفريدة من نوعها، ويعود السبب في ذلك إلى أنّها النوع الوحيد الذي يتشكل داخل جسم كائن حي من الرخويات مثل المحار أو بلح البحر أو أذن البحر، ويتشكّل اللؤلؤ عندما يدخل جسم غريب مزعج إلى صدفة الرخويات، ولحماية نفسها تُفرز نواة صلبة يحيط بها نسيج من عدة طبقات حول الجسم الغريب، أما طبقات النسيج فتتكون على مدار عدة سنوات وليس خلال فترة قصيرة، إلى أن يتشكل جسماً صلباً يعتمد في حجمه وشكله على شكل وحجم النواة التي تم تشكيلها منذ البداية، إضافة إلى اعتماده على المنطقة والمحيط الذي تعيش فيه الرخويات.
يعد اللؤلؤ شيئاً طبيعياً نادراً اليوم؛ حيث تم حصاد أغلبه منذ القدم، وبذلك استُنزِفَت معظم الرخويّات المنتجة له؛ الأمر الذي دعا إلى ظهور النوع الآخر وهو اللؤلؤ الصناعي أو اللؤلؤ الزراعي؛ حيث تمّ زراعته اليابان في القرن العشرين من خلال زرع نواة في أصداف الرخويات المُنتِجة للّؤلؤ ثم إعادته إلى مياه البحر ليتم إنتاجه فيما بعد، ويعود السبب في كون اللؤلؤ الطبيعي باهظ الثمن ونادر إلى أنّ واحدة فقط من عشرة آلاف محارة قادرة على إنتاج لؤلؤة واحدة، كما أنّ نسبة قليلة فقط من العشرة آلاف محارة قادرة على إنتاج جوهرة ثمينة بالشكل واللون والحجم المطلوبين
أماكن وجود اللؤلؤ يوجد اللؤلؤ الطبيعي في مختلف أنحاء العالم؛ حيث تأخذ كل قارة من القارات الست نصيبها من وجوده فيها، فمنذ القدم كان اللؤلؤ يتواجد بكثرة في الخليج الفارسي خاصة المنطقة الواقعة حول دولة البحرين الآن؛ حيث كان يُعزى العمل في حصاد اللؤلؤ إلى أكثر من ثلاثين ألفاً من الغواصين، وانتهى تواجد اللؤلؤ في هذه المنطقة في عام 1930م بعد اكتشاف النفط، ومع بداية استخراجه تلوثت المياه وانعدمت حياة الرخويات المنتجة للّؤلؤ الطبيعي آنذاك
انتشر اللؤلؤ الطبيعي في مياه البحر الأحمر بكثرة في زمن البطالمة، ولا يزال يتوافر فيه إلى الآن ولكن بكميات أقل بكثير من السابق، وعُثر على اللؤلؤ الطبيعي في سواحل الصين وكوريا واليابان، إضافة إلى بعض الأنهار مثل أنهار الصين وسيبيريا ومنشوريا، أمّا إفريقيا فتواجُد اللؤلؤ الطبيعي فيها قليل جداً مقارنة بغيرها من القارات، وتواجَد اللؤلؤ الطبيعي في أستراليا على الساحل الشمالي منها، إضافة إلى منطقة جنوب المحيط الهادئ
أما في أوروبا فد عُثِرَ على كميات قليلة منه في بحار فرنسا والنمسا والنرويج والسويد، في حين تم العثور على كميات أكثر في أنهار تلك البلدان، وساهمت الأمريكيتان الشمالية والجنوبية في نسبة حصاد اللؤلؤ الطبيعي؛ حيث تواجد اللؤلؤ في أمريكيا الشمالية في خليج كاليفورنيا التي تشتهر بكثرة المحار، أمّا اللؤلؤ الناتج من أذن البحر فكان مصدره من جهة ساحل المحيط الهادئ، وعُثِرَ عليه في معظم أنهار أمريكا الشمالية من ضمنها كندا والمكسيك، أمّا أمريكا الجنوبية فقد استُخرج اللؤلؤ الطبيعي من ساحل فنزويلا، بالإضافة إلى وجوده في دول أخرى منها مثل البنما والإكوادور