غزة – عمرو طبش: قال رئيس مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني العام لذوي الاحتياجات الخاصة أيمن زقوت، إن العدوان الأخير الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، استهدف بشكل شرس وعنيف المواطنين العزل، خاصةً ذوي الاحتياجات، الذين عانوا الويلات وأصيبوا بالهلع مما أثر على حالتهم النفسية.
وأوضح، أن ستة من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن قائمة الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الأخير على القطاع، بعد استهداف منازلهم من قبل طائرات الاحتلال، مبيناً أن الاحتلال لم يميز في العدوان بين ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من المواطنين الأصحاء، كلهم مستهدفون لدى الاحتلال.
وأكد زقوت، أنه من باب مسؤوليته تجاه هذه الفئة واحدًا منها قرر تنفيذ مبادرة ترفيهية خاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للتخفيف من آثار العدوان الأخير، الذي تسبب في تدمير حالتهم النفسية بشكل كبير.
وأضاف، أن المبادرة استهدفت 50 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، متابعاً "تركيزنا عليهم حتى نرجعهم لحالة أفضل من حالتهم الحالية، المصحوبة بالخوف والرعب وسلبية الحالة النفسية لديهم بشكل يومي، ونحاول مساعدتهم على نسيان تفاصيل الجحيم الذي عاشوه خلال العدوان الأخير".
في السياق ذاته، قالت براء أبو جزر شقيقة ثلاثة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، إنهم تضرروا بشكل كبير خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، بعد هروبهم من المنزل خلال القصف برفقة أشقائها الثلاثة، خاصةً أنهم لا يستطيعوا الحركة بشكل جيد، حيث ظهرت عليهم علامات الخوف والرعب على وجوههم.
وتابعت، "كانت ماما في لحظات القصف على المنطقة التي نسكن بها، تحضن إخوتي المعاقين، لأنهم كانوا بيبكوا ويصرخوا من الخوف والرعب يلي شافوا وسمعوا، وعلى الرغم من هيك ما يحسوا بأمان ويضلهم خافين، احنا والله عانينا كتير مع إخواتي في العدوان الأخير".
وأكدت أبو جزر، أن أشقاءها كانوا يشعرون بالخوف الشديد خلال فترة العدوان، ولكن بعد انتهائه خفّت الآثار النفسية لديهم بشكل تدريجي، مشيرةً إلى أنها عندما اصطحبت أشقاءها للمشاركة في تلك المبادرة الترفيهية، لاحظت تحسن حالتهم النفسية وتراجع الخوف لديهم بشكل كبير، حيث أنهم تفاعلوا مع الفقرات التي تم تقديمها.
من جانبه قال المهرج إسماعيل فرحات، إنه شارك في تلك المبادرة لكي يصنع الابتسامة على وجوه الأطفال من ذوي الإعاقة، الذين تعرضوا للإصابة بالهلع والرعب، نتيجة قصف الاحتلال للمناطق التي يسكنوا بها دون رحمة، بالإضافة إلى استهداف منازلهم.
وكشف أنه واجه العديد من الصعوبات خلال رسم الابتسامة على وجوههم، خاصةً أن حالتهم النفسية كانت مدمرة، ولا يرغبون في الحديث مع أي شخص غريب عنهم، مؤكداً أنه استطاع التغلب على تلك الصعوبات بالحركات والألعاب التي كان ينفذها أمامهم، وبالتالي بدأوا في التفاعل معه بشكل إيجابي.
وتابع فرحات، "أنا لما بكون جاي أرسم الابتسامة على وجوه الأطفال، بشعر بفرحة من داخلي، أنه أخرجتهم من حالتهم النفسية التي تعرضوا لها، بحس حالي عامل إنجاز كبير بحياتي".