حيِّ الأشاوسَ في فلسطين
حَيِّ الأشاوِسَ في فلسطين الإِبَا
يا شِعْرُ وانْسُجْ لَحْنَكَ المُستعّذَبا
وارْسمْ لهم نصْرا قريبًا قادمًا
يشدو لهم أهْلاً نزلْتمْ مرْحَبا
ثبّتْ خُطاهم وارْتَجلْ ترنيمةً
تُنْسيهمُ الآلامَ واصْدَحْ مُطْرِبا
وادْعُ الإلَـٰهَ يَزِدْ لهم في صبْرهم
حتى يزولَ الكَرْبُ من فوق الرُّبَى
وانْثُرْ حَواليْهمْ عُطورَ إِبَائِهمْ
فوّاحةً تُحْيي الضّميرَ المُتْعَبا
ساندْهُمُ وارفعْ لهم راياتِهِمْ
خفّاقةَ تعلو الفضاءَ الأرْحَبا
ضمّدْ لِأُسْدِ القدٰس كل جراحهم
خُذْ من دمي ما قد تَراهُ الأنْسَبا
جُدْ بالبلاسم من قوافيَّ التي
من نبْض قلبي قرَّرَتْ أن تُكْتَبا
فالشِّعْرُ طبٌّ للنّفوس مُنَشّطٌ
سَلْ يا قريضي شاعرًا و مُجَرِّبا
واشْحذْ عزائمَهم ورَدِّدْ حوْلهم
الله أكْبرُ فوق فيروس الوَبَا
اللهُ أكبر فوق كيْدِ المُعْتدِي
والحقّ يعْلُو لوْ بِكيْدٍ قد كَبَا
واصْدَعْ بها لاتخشَ لوْمةَ لائمٍ
ألْجِمْ بها تَثْبيطَ من قد اطْنَبا
سَفِّهْ اقاويلَ التَّصَهْيُنِ جهْرةً
واصْفعْ شيوخَ العارِ واكْشفْ ما خَبَا
وارْمِ الفتاوَى في المزابلِ ساخرًا
أَوْلَى بها بعد العَرَا أن تُشْطَبا
وانتفْ لِحَاهُمْ واسْتعذْ من كيْدهمْ
كم أذْنبُوا في حقّنا منذ الصِّبَا
قمْ وانْتصرْ لِلْقدْس دون هوَادةٍ
فالشعرُ سيْفٌ في الوغى ما خَيَّبَا
وانشرْ على الأعداء خيْبةَ خَيْبَرٍ
زلزلْ بها ارْكانهمْ كيْ تُرْهِبا
جَارِ الصَّواريخَ التي قد كبّرتْ
مذْ أُطْلقتْ ومُقاوِمٌ قد صَوَّبا
واقذفْ جبابرةَ العدَى في وكْرِهم
من أشْرس الألفاظِ قذْفًا مُرْعبا
لاتنْسَ أذْنابًا لهم قد بَصْبصتْ
وابْصقْ عليهم ساخرا ومُكذّبا
كن ناصِرًا للحقّ يا شعري ولا
تصْمُتْ وثابرْ صاعِقًا كالكَهْرَبا