متابعات: روى ضحايا ناجون، من جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تفاصيل وشهادات لما حدث معهم أثناء قصف طائرات الاحتلال منازلهم، دون سابق إنذار.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي، بعنوان "شهود على الجريمة"، نظمه الناجون أمام مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، للحديث عن تفاصيل جرائم الاحتلال البشعة التي تعرضوا لها وهم آمنون في بيوتهم.
مجزرة عائلة أبو حطب
محمد الحديدي الذي لم يتبقى من أسرته سوى طفله الرضيع 5 شهور، يقول، "ذهبت زوجتي وأطفالي لبيت شقيقها علاء أبو حطب للمعايدة بمناسبة عيد الفطر، بعد أن جهزت أطفالي الأربعة وألبستهم ملابس العيد واحضرت لهم الألعاب".
ويضيف، "بعد ذهاب زوجتي لمنزل شقيقها علاء الكائن بمخيم الشاطئ، قصفتهم طائرات الاحتلال الحربية دون سابق إنذار، وهم آمنين بالمنزل".
وتسبب القصف الإسرائيلي باستشهاد زوجته مها وأطفاله "صهيب، يحيى، عبد الرحمن وأسامة"، ولم يتبقى من العائلة سوى الطفل الرضيع عمر، بالإضافة إلى استشهاد شقيقها علاء وزوجته وأطفالها.
وتساءلk "ما الذنب الذي اقترفوه كي يقتلوا هكذا؟، بأي ذنب يصاب طفلي عمر الذي لم يتجاوز عمره 5 شهور بعينه ويتم كسر قدمه؟، ما الجرم الذي ارتكبناه؟".
ويخاطب الحديدي المجتمع الدولي بأسره وأحرار العالم للانتصار لضحايا الشعب الفلسطيني وإنصافهم، ومحاسبة قادة الاحتلال الذين يرتكبون بحق الشعب الفلسطيني أقسى الجرائم.
مجزرة الوحدة
تفاصيل مجزرة عائلة أبو العوف، لا تختلف عن سابقتها كثيرًا فالمجرم واحد، حيث نفذت طائرات الاحتلال بحقها جرائم بشعة طالت 4 عائلات في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.
علاء أبو العوف شاهد على مجزرة الاحتلال بحق عائلتي أبو العوف والإفرنجي، والتي قضى فيها بعضًا من أبنائه وأخته وأطفالها جميعًا.
يقول أبو العوف، "لدي محل تجاري مجاور للبناية التي تقطن فيها عائلتي، لم يردني أي اتصال يفيد بإخلاء المنزل، فقد تفاجأت باستهداف العمارة بالكامل من 4 طوابق، انفجارات وقعت بجانبي وكأن الأرض اهتزت من مكانها".
ويضيف "لحظة القصف، كنت أتواجد بمحلي التجاري، وقعت البضاعة على الأرض، فخرجت لأرى ما يحصل، لأتفاجأ بدمار العمارة السكنية بالكامل"، متسائلاً، "هل أرواحنا ليست أغلى من مكالمة أو اتصال من قبل الاحتلال بنا يخبروننا كي نخلي المنزل؟!.
واستشهد في هذه المجزرة البشعة 14 مواطنًا من عائلتي أبو العوف والإفرنجي، وكانت شقيقته تزوره في منزله للمعايدة عليه برفقة أطفالها 4 ليستشهدوا جميعًا.
وللمواطن علاء الكولك ابنتين كانتا على موعدٍ مع الفرح، الأولى طبيبة عرسها بعد شهر من الآن، والأخرى زفافها الأسبوع القادم، لكنها بصحة جيدة تتلقى العناية بمستشفى الشفاء.
وترقد زوجة الكولك في العناية المركزة بمستشفى الشفاء، جراء إصابتها في قصف طائرات الاحتلال الحربية للمنزل.
ويقول، "طفلتي صدمت حينما شاهدت شقيقتها شهيدة بجانبها"، مضيفًا "ففي الوقت الذي من المفترض أن نشاهد الأطفال يلهون ويلعبون احتفالًا بعيد الفطر، نجد طفلتي تستقبله باستشهاد شقيقتها، والتي لاتزال حتى اللحظة تعاني من صدمة كبيرة، وبأي ذنب يصبح حالنا هكذا؟.
ويطالب الكولك، المجتمع الدولي بضرورة تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، قائلًا: "نحن مواطنون أبرياء، قتلنا بدم بارد وبوحشية لا لشيء سوى لأننا فلسطينيين".
المواطن محمد الكولك شاهد أخرى على جريمة الاحتلال التي ارتكبت بحق عائلته، يتساءل، "ماذا أجرمنا كي يرتكب الاحتلال بحقنا أفظع الجرائم، هل يعقل 5 عائلات يعيشون في بناية سكنية لم يتبقى منهم أحياء سوى 4 أفراد؟".
ويتساءل، "أين حقوق الإنسان الدولية؟، أين العالم الذي يدافع عن حقوق الإنسان، حسبنا الله ونعم الوكيل؟".
ويضيف" والدي والدتي من الجد حتى الأحفاد جميعهم استشهدوا لماذا ؟، ما الذي اقترفناه بحق المحتل؟ ولا احنا حرام نعيش مثل شعوب العالم؟".
استهداف الأبراج
وأما المواطن أحمد الزعيم، أحد ملاّك برج الجوهرة وسط غزة، استغرب قصف طائرات الاحتلال للبرج السكني، مؤكدًا أنه برج مدني يضم العديد من الشقق السكنية والمؤسسات التنموية ومكاتب مهندسين وعيادات ومطاعم ومحلات تجارية.
ويوضح الزعيم وهو أحد سكان البرج، أن البرج قصف دون أي مبرر، قائلًا، "الآن بتنا خارج البرج نازحين دون أي مبرر".
ويتساءل، "لماذا يقصف الاحتلال هذا البرج السكني المدني وهو صرح شامخ وسط البلد، دون أي مبرر وهو لا يوجد به أي مكاتب للمقاومة كي يتذرع الاحتلال ويقصفه".
ويعتاد البرج يوميًا 1000 موظف، يشكل البرج ملاذا آمنًا لعملهم، وباتوا الآن بلا عمل، والعديد من أصحاب الشقق باتوا نازحين بلا دخل أو مصدر آخر.
ويطالب الزعيم، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للجم الاحتلال الذي اعتاد على قتل الأطفال والنساء، داعيًا للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة.
ويختم شهادته مؤكدًا "مهما دمر المحتمل نحن صامدون وباقون فداءً للقدس والأقصى والشيخ جراح وكل فلسطين".
ومنذ 10 مايو/ أيار الجاري، يواصل جيش الاحتلال عدوانه الواسع على قطاع غزة، ما أسفر حتى الخميس عن 232 شهيدًا، بينهم 65 طفلًا و39 سيدة و17 مسنًا، إضافة إلى 1900 جرحى، بحسب صحة غزة.