وكالات: رتكب الجيش الإثيوبي مذبحة مروعة ضد القساوسة في إقليم التيغراي الواقع شمال البلاد، راح ضحيتها 78 قسيسا خلال خمسة أشهر منذ إنطلاق الحملة العسكرية ضد الإقليم في نوفمبر الماضي بأوامر من آبي أحمد، رئيس الوزراء الحاصل على جائزة نوبل للسلام قبل عامين.
وذكرت صحيفة التليجراف البريطانية، إنها حصلت على وثيقة سرية مسربة عبارة عن رسالة كانت موجهة إلى الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية تكشف عن وقوع عدد من عمليات القتل الجماعي خلال الأشهر الخمسة الماضية، وأوضح أحد الناجين من تلك المذبحة، أن جنود الجيش الإثيوبي والقوات الإريترية ذهبوا إلى أماكنهم المقدسة في جنوب شرق تيغراي و"أطلقوا النار عليهم".
وتأتي هذه الأخبار بعد عدة أيام من تسريب مقطع فيديو إلى خارج البلاد يظهر فيه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أبونا ماتياس يدين ما يسميه "إبادة جماعية" ترتكبها الدولة الإثيوبية على شعب تيغراي.
وأُرسل الخطاب المختوم في 15 أبريل، ويسرد عدد رجال الدين الذين قتلوا خلال الأشهر الخمسة الماضية في إدارات الكنيسة.
وقال الكهنة الذين نجوا من القتل لصحيفة التلجراف إن عدد رجال الدين القتلى قد يكون أعلى بكثير من 78.
وأكد ثلاثة شهود لصحيفة التلجراف إن الجنود الإثيوبيين والإريتريين يستهدفون على وجه التحديد أيام الاحتفالات لإعدام أعضاء الكنيسة.
وأوضح أحد الشهود الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة أنه "بعد ظهر يوم 9 يناير، كان هناك الكثير منا في كنيسة أديزيبان كاراجيورجيس، وكنا هناك للاحتفال بميلاد العذراء مريم، وفجأة دخل ثمانية جنود إثيوبيين فناء الكنيسة، واختار الجنود 12 شماسا تتراوح أعمارهم بين 15 و 20 سنة، وأخذوهم وأطلقوا النار عليهم".
ويقول رجل يبلغ من العمر 76 عامًا إنه كان يصلي في 1 فبراير عندما اقتحم 12 جنديًا إثيوبيًا وإريتريًا الغرفة المقدسة بالكنيسة، مضيفا "دخلوا الغرفة المقدسة بأحذيتهم، وكان هناك ستة كهنة في الغرفة، أطلقوا النار علينا جميعًا وغادروا الكنيسة، مات أصدقائي. إنها ليست سوى معجزة أن نجوت منها".
وشن الجيش الإثيوبي حملة عسكرية على إقليم التيغراي الواقع شمال البلاد، في الرابع من نوفمبر الماضي، بأوامر من آبي أحمد رئيس الوزراء الحاصل على جائزة نوبل للسلام قبل عامين، وتسببت الحملة العسكرية في حدوث كارثة إنسانية لجأ على إثرها أكثر من 63 ألف إثيوبي إلى ولاية القضارف السودانية المحاذية للإقليم الإثيوبي هربا من القتل والدمار والاغتصاب.