غزة _ عمرو طبش: داخل غرفة صغيرة لا تتجاوز الـ٥ أمتار، نجح المواطن الفلسطيني نبيل الرزي في زراعة الفطر المنزلي بإمكانيات بسيطة، ليستطيع إعالة أسرته، خاصةً بعد إغلاقه لثلاثة مناجر، وتوقف أكثر من ٢٠ عاملاً كانوا يعملون معه، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
يروي نبيل الرزي تفاصيل قصته لـ"الكوفية"، قائلا إنه كان يعمل في مهنة النجارة منذ ثلاثين عاماً، حيث أنه يمتلك 3 مناجر يعمل بها أكثر من عشرين عاملاً، ولكنه قبل عامين توقف عن مهنته وأغلق جميع مناجره، نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة.
وأضاف، "بعد ما توقفت عن مهنتي، لم يعد لدي أي مصدر دخل فبدأت في البحث عن مشروع صغير ونوعي، كي يكون مصدر رزق بسيط، وخلال بحثي عن أفكار جديدة، وجدت فكرة زراعة الفطر في أرضي بإمكانيات بسيطة، وبيعه في الأسواق".
وأوضح، الزري أنه بدأ مشروعه البسيط في غرفة صغيرة الحجم لا تتجاوز الـ5 أمتار، ولأن الفطر يحتاج إلى مكان رطب وبعيد عن الشمس، فقام بشراء 5 سلال، لا يتجاوز سعرها الـ20 شيقل، حتى يقوم بزراعة الفطر بداخلها بطريقة بسيطة ونوعية.
وتابع، "أول ما بدأت المشروع كانت جدتي تغلي ورق الشجر حتى يتم وضع بذور الفطر فيه، ولكن وجدت صعوبة في تلك العملية، فاستبدلت بتلك الطريقة، طريقة أخرى من خلال استخدام القش، الذي يتم غليه في الماء لمدة 24 ساعة، ومن ثم يتم تجفيفه لمدة 24 ساعة، كي تخرج الرطوبة والماء منه، ليكون جاهزا للاستخدام في عملية الزراعة".
وتابع الرزي، أنه بعد ذلك يتم الانتقال إلى المرحلة الأخير في زراعة بذور الفطر التي يتم شراؤها من الأسواق، وثم يتم وضع القش المجفف داخل السلة وبعد ذلك يتم وضع البذور بداخلها لمدة معينة، حيث أنها تعتبر مرحلة الحضانة التي تمتد إلى 18 يوماً، وبعد ذلك يخرج غشاء أبيض يمثل دليلا على نجاح تلك العملية، وفي النهاية تبدأ زهرة الفطر تتفتح وتكبر رويداً رويداً.
وبيّن، أن "الكثير من الناس تواصلوا معي حتى يشتروا الفطر بكميات كبيرة، وكانت المطاعم وأصحاب المحلات والمؤسسات الأجنبية الأكثر طلبا، لأنهم يستخدمونه في أنواع عديدة من الأطعمة كالبيتزا".
وكشف الرزي، أن أهم الصعوبات التي واجهته في مشروعه البسيط، صغر حجم الغرفة التي يزرع بداخلها وقلة المواد التي يستخدمها، ما يتسبب في إنتاج كميات قليلة، خاصةً في ظل الطلب عليه بشكل كبير.
وطالب، المسؤولين وجميع المؤسسات المحلية والدولية، بضرورة تقديم الدعم له، لتطوير مشروعه وإنتاج أكبر كمية ممكنة من الفطر، كي يسد العجز الموجود في الأسواق المحلية، بالإضافة إلى تطلعه لتصدير منتجاته إلى الخارج.