القاهرة: قال مدير مركز بروكسل للأبحاث والدراسات رمضان أبو جزر، إن الاتحاد الأوروبي يطالب الرئيس محمود عباس منذ سنوات، بضرورة إجراء انتخابات وتجديد الشرعيات الفلسطينية، بينما السلطة تتحجج بإجراءات الاحتلال التي تمنع إجراء الانتخابات في القدس المحتلة.
وأضاف، خلال لقائه ببرنامج "حوار الليلة" الذي يقدمه الإعلامي يحيى النوري على قناة "الكوفية"، أن المفوضية الأوروبية تتمسك بضرورة إجراء الانتخابات هذه المرة، بل وجعلت مساعداتها ودعمها لفلسطين مشروطا بتجديد الشرعيات.
وتابع، أن الشعب الفلسطيني من أكثر شعوب الأرض نزاهة، وهو ما تشهد به الانتخابات الماضية، بينما تظهر هذه المرة مخاوف أوروبية من احتمال التلاعب في الانتخابات من خلال إقصاء بعض القيادات الفاعلة في العملية السياسية الفلسطينية.
وأوضح، أن المؤسسات الدولية من حقها مساءلة السلطة الفلسطينية والهيئات المعنية داخل الوطن حال رفض أوراق بعض المرشحين وحرمانهم من حق الترشح من قبل اللجنة المركزية للانتخابات.
وقال، إن الجميع سئم الوجوه الحالية الموجودة على الساحة السياسية الآن، والكل يتطلع إلى التغيير الحقيقي الذي يعيد القضية الفلسطينية مجددًا إلى قائمة أولويات الدول العربية.
وأشار أبو جزر، إلى أن شعبنا يستحق تمثيلا حقيقيا، بعيدا عن تحالفات الخفاء والاتفاقات غير النزيهة التي تعتمد على المحاصصة، حتى نستعيد كرامتنا.
من جهته قال الصحفي المصري أحمد جمعة، إن العملية السياسية التي يسعى الرئيس محمود عباس لإجرائها إنما هي مدفوعة بضغوط إقليمية ودولية، وأن مصر ترى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني قبل إجراء الانتخابات حتى لا يرفض بعض الأطراف نتائج التصويت، ويتكرر نفس السيناريو السابق، وفي هذه الحالة قد يزداد الانقسام.
وشدد جمعة، على ضرورة الدفع بقيادات شابة هذه المرة، تحظى بتوافق الفصائل، وإشراك كافة القوى والفصائل والتيارات في العملية الانتخابية دون إقصاء لأي طرف.
وأوضح، أنه يتم الضغط الآن من خلال "الرباعية الدولية" في الشرق الأوسط بخصوص السماح بإجراء الانتخابات في القدس المحتلة، وهو أمر مهم للغاية، حتى لو لم يشارك سوى أشخاص معدودين، فيكفي ذلك كرسالة للمجتمع الدولي بأن مدينة القدس جزء لا ينفصل عن الكل الفلسطيني.
وقال، إن مصر سوف تراقب العملية الانتخابية الفلسطينية، بناءً على طلب مختلف الفصائل الحاضرة في "لقاء القاهرة"، لكن تبقى الإرادة الوطنية وصدق النوايا لدى السلطة الفلسطينية بأن الانتخابات هي تجديد للشرعيات وليست مجرد تحرك صوري لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.
من جانبه شدد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، على ضرورة إجراء الانتخابات بالقدس، مشيرًا إلى أن هناك عدة خيارات، منها إجراء الانتخابات داخل جدار الفصل العنصري عبر صناديق الاقتراع في المساجد والكنائس والمدارس، وفي حالة تعذر تنفيذ هذا السيناريو، يتوجب على السلطة الفلسطينية الاستعانة بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية التي يتعين عليها في هذه الحالة فتح سفاراتها وقنصلياتها ومقارها أمام الفلسطينيين للاقتراع وحماية الناخبين.
وتابع، يبقى الخيار الأخير في حال تعذر تطبيق أحد الخيارين السابقين والذي يتمثل في إجراء الانتخابات إلكترونيا، لكن في هذه الحالة ستبقى المشاركة محدودة.
واعتبر عبيدات، أن هناك فجوة بين الجماهير، لا سيما فئة الشباب، وبين القيادة الفلسطينية، فالشباب يتطلعون على تغيير وتجديد حقيقي، إذ أن السلطة الحالية والتي انتهت شرعيتها منذ عام 2009، لم تحقق أي إنجاز يذكر لصالح القضية، بل على العكس زاد التغول الإسرائيلي والاستيطان في عهدها كما لم يحدث من قبل، كما تراجع الملف الفلسطيني إلى الوضع الذي كان عليه قبل 27 عاما أو يزيد.