القاهرة: قال الناشط الحقوقي كارم نشوان، إن الاحتلال يتعامل مع الأسرى في السجون بسياسة إجرامية، سواء على مستوى التعامل غير الإنساني، أو الإهمال الطبي وتحويلهم لحقل تجارب، ما يجعلنا متخوفين على حياة أسرانا بعد انتشار فيروس كورونا.
وأكد خلال استضافته ببرنامج "حوار الليلة" الذي يقدمه الإعلامي يحيى النوري على فضائية "الكوفية"، أن الاحتلال هو المسؤول عن إصابة الأسرى بفيروس كورونا، وأنه لا سبيل لإصابة الأسير المعزول عن العالم بكورونا إلا عن طريق السجانين الإسرائيليين.
وحمّل "نشوان" سلطات الاحتلال المسؤولية عن إصابة الأسير ماهر سعسع بفيروس كورونا، واستشهاده، وكذلك إصابة الأسرى بفيروس كورونا.
وأوضح، أن هناك أزمة عدم ثقة في نزاهة الاحتلال في تطعيم الأسرى بلقاح فيروس كورونا، مطالبا بتشكيل لجنة دولية للإشراف على تطعيم الأسرى، حتى لا يتم تحويلهم إلى فئران تجارب، مضيفاً، هذا أمر لن يقبل به الاحتلال، لذا علينا الضغط للمطالبة بالتدخل الدولي حتى نجبر الاحتلال على القبول بوجود لجنة دولية خلال تطعيم الأسرى".
وأكد، أن "تطعيم الاحتلال للأسرى لم يكن نابعا من أسباب إنسانية وحرص على حياة الأسرى، ولكن كان الهدف من ذلك حماية الاقتصاد والسجان الإسرائيلي".
وشدد على أن الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية يتحملون المسؤولية عن حماية حياة الأسرى، مطالبا جميع الفلسطينيين بالتكاتف للضغط على المحتل من أجل القيام بواجباته في حماية حياة الأسرى.
وقال "نشوان"، "آن الأوان لأن يتوحد الكل الفلسطيني في مواجهة كل الآليات الدولية المسؤولة عن حياة الأسرى بما فيها الصليب الأحمر الدولي لإجبار الاحتلال على القبول بوجود لجنة إشراف دولية على اللقاح والتأكد من سلامته وموافقة الأسرى عليه، وعدم خطورته على الأسير".
وأكد، أن الاحتلال يختطف أبناء شعبنا، ويقدمهم لمحاكمات عسكرية غير عادلة، بسبب عدم وجود برنامج لدى السلطة للإفراج عن الأسرى، الأمر الذي دفع الاحتلال للتمادي في اعتقال الأسرى.
وأضاف، أن "وجود القادة رموز الثورة الفلسطينة أمثال المناضل فؤاد الشوبكي والقائد أحمد سعدات، هو دليل على انتصار المحتل وضعف وانتكاسة الموقف الفلسطيني، وبالتالي لكى تتحول هذه النكسة إلى ثورة يجب العمل على الإفراج عن هؤلاء الأسري، وفي تقديري السلطة ليس لديها برنامج للإفراج عنهم".
وختم تصريحاته بأن "معاناة أسرانا طالت لما يزيد على 35 سنة، ولازال الشعب وسلطته وتنظيماته عاجزين عن العمل على إجبار الاحتلال على تحريرهم".
من جانبه أكد رئيس لجنة الأسرى والمعتقلين في القدس، أمجد أبو عصب، استشهاد أكثر من 223 أسير داخل السجون منذ العام 67، حيث تعمدت سلطات الاحتلال استخدام فزاعة فيروس كورونا من أجل تطويع الأسرى وإرهابهم داخل السجون.
ولفت إلى أن سجن الرملة يحوى مجموعة من الأسرى يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان وبتر الأطراف، وأن عملية تطعيم الأسرى بلقاح كورونا تتم بدون رقابة دولية، حيث أصيب العشرات بالفيروس خاصة في سجني النقب ريمون، ولم تعلق مؤسسة الصليب الأحمر ولا البعثات الدولية على هذه الانتهاكات، رغم أن الأسرى يواجهون المرض والسجان الإسرائيلي بأجسادم العارية.
وأكد أن تطعيم الاحتلال للأسرى بلقاح كورونا لم يكن حرصا على حياتهم، ولكن الخطوة جاءت بعدما استنزف الاحتلال ماديا، خاصة أنه بات مطالبا بنقل الأسرى فرادى، في سيارات البوسطة، بخلاف أنه لم يعد يتم تفتيشهم كما كان يحدث في السابق.
وأضاف، "نحن مع تطعيم الأسرى ولكن بمراقبة دولية، فالأسرى لديهم تخوفات من تأثير هذا التطعيم المجهول على حياتهم".
وشدد على أن سلطات الاحتلال خالفت توصيات منظمة الصحة العالمية التي طالبت بالإفراج عن جميع الأسرى، وأن إسرائيل خرقت القانون الدولي حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، التي طالبت بتحديد عدة أمتار لكل أسير، ولكنها حاولت التغلب على تلك التوصية بتخفيف أعداد الأسرى من 120 إلى 80 داخل السجون، على أمل أن تحصل على شهادة إنسانية من منظمة الصحة العالمية.
وقال "أبو عصب"، إن "سلطات الاحتلال تستغل هذه الجائحة لتخويف شعبنا، خاصة أن الجميع في الشارع يشعرون أنهم يواجهون المجهول، فما بالك بالأسرى المعتقلين، الذين يواجهون الاحتلال والفيروس ويجبرون على التطعيم بلقاح مجهول".