- حريق في المنزل المحاصر ببلدة عقابا جنوب طوباس جراء قصفه بصاروخ انرجي
نورهان أحمد: حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أولى الفصائل والحركات التي تأسست بعد عام النكبة، وأكبرها تأثيراً على الساحة الفلسطينية ومناطق الشتات الفلسطيني، وهي التي قادت النضال الفلسطيني عبر طرق ووسائل متعددة مروراً في الكفاح المسلح إلى العمل السياسي.
قامت حركة فتح بالكثير من العمليات العسكرية، إضافة إلى العديد من المناورات والاشتباكات المسلحة لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، هذه العمليات الفدائية أوجعت العدو المحتل وألحقت به الخسائر.
ومن أبرز تلك العمليات:
عملية عيلبون
قامت مجموعات العاصفة الفتحاوية في 28 ديسمبر/كانون الأول و31 ديسمبر/كانون الأول 1964 بتفجير نفق عيلبون بعد أن اكتفت الأنظمة العربية بشجب مشروع سرقة المياه العربية من نهر الأردن، وذلك بتحويل خزان مياه طبريا إلى النقب لتوطين اليهود في الصحراء، وقد شارك بالعملية الأخوة ياسر عرفات "أبو عمار" وخليل الوزير "أبو جهاد" و صلاح خلف "أبو اياد"، فيما استشهد في طريق العودة أحمد موسى سلامة على يد دورية أردنية، كانت هي عملية الانطلاقة في 1يناير/كانون الثاني1965.
عمليات التسلل والضرب السريع على الحدود الأردنية من عام 1968 وحتى 1970، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 جندي إسرائيلي على مدار الثلاث سنوات حيث كانت قوات حركة فتح المسلحة تتسلل عبر الحدود الأردنية ونهر الأردن وتخوض معارك واشتباكات مسلحة يوميا مع الأعداء.
عملية كفار هيتس
تم تفجير مخزن للذخيرة داخل مستعمرة كفار هيتس العسكرية في 28 فبراير/شباط 1965، مما أدى إلى قتل وجرح العشرات من الأعداء.
تصفية اليهودي بن يامين خضير
بتاريخ 29 يوليو/تموز 1965، قامت حركة فتح بتصفية اليهودي بن يامين خضير؛ ثأراً منه لمسؤوليته عن استشهاد الشهيد حسن الصباغ في سجن عكا من أثر التعذيب الوحشي في 8 يونيو/حزيران1965 حيث تم خطفه وإعدامه.
معركة المغير
استمرت عشر ساعات نتج عنها استشهاد فتحاويين اثنين وأسر عشرة آخرين، وأما العدو فكانت خسائره 83 قتيلاً من الجنود المظليين وتفجير طائرتين هيلوكوبتر وثلاث سيارات عسكرية و 8 جرحى.
الحزام الأخضر ووادي القف
عملية الحزام الأخضر عام 1968، تم خلالها السيطرة على مستعمرة، ورفع العلم الفلسطيني عليها قبل تدخل الجيش الإسرائيلي بكامل عتاده، ليٌسقط أفراد المجموعة شهداء بعد أن ألحقوا الدمار والتخريب بالمستعمرة وقتلوا وجرحوا العديد، فيما استمرت معركة وادي القف لمدة 24 ساعة وألحقت خسائر فادحة بالعدو.
معركة بني نعيم
استمرت 3 أيام وألحقت خسائر فادحة في صفوف العدو، حيث تناوب "رجال الفتح" على القتال ضمن خطط عسكرية محكمة وأدت المعركة إلى مقتل أكثر من 34 جنديا إسرائيليًا وجرح أكثر من 100 آخرين حسب اعترافات اليهود بقتلاهم .
معركة مستعمرة بيت يوسف
تكبد الاحتلال الإسرائيلي بها خسائر فادحة، في 22 يوليو/تموز 1966، وأثناء عودة المجموعة اعترضتهم دورية أردنية في جبل عرابي في قرية البقيعات، فاستشهد الفتحاوي تركي عبد الله كنعان وجرح ثلاثة تم أسرهم وهم محمد كنعان و محمود أبو الهيجا وحسن أبو جويد، حيث تمت محاولات لتفجير المستعمرة وقتل كل من بداخلها ضمن خطة عسكرية مدروسة؛ أدت إلى قتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال.
عملية سينما صهيون
قامت بها المناضلة فاطمة البرناوي، عام 1967، وذلك بزرع قنبلة أدت لتفجير المبنى بمن فيه، مما ألحق بالأعداء أكبر الخسائر البشرية والمادية حيث وصف الانفجار "بالعنف المخرب" وكانت اعترافات اليهود بالقتلى حوالي 200 قتيل، إضافة إلى مئات الجرحى الآخرين.
عملية الانطلاقة الثانية
وتمت ضد دورية في مدينة غزة في 28 أغسطس/آب، حيث كانت العملية كتدعيم لانطلاقة الفتح الثانية في 27أغسطس/آب عام 1967 بعد الهزيمة العربية في حزيران، ورداً على الهزيمة، قامت قوات حركة فتح المسلحة بأكثر من 128 عملية فدائية، ألحقت أضراراً كبرة بالأعداء من خلال إحراق أكثر من 7 دوريات عسكرية وحافلتين، وقتل الكثير من الأعداء، فكان خلال ثلاثة أسابيع استنفار فتحاوي بالقتل والتفجير والتدمير والتخريب على العدو بكل الوسائل.
معركة بيت فوريك
في هذه المعركة تم استعمال طائرات الهيلوكوبتر من قبل العدو، إضافة لقوات كبيرة من المظليين، فيما استشهد روادها الستة سعيد عريفة ومحمد خرطبيل وخالد أبو سويد ومصطفى بخيت ووليد زامل وغازي نايفغبن بعد قتل وجرح عدد كبير من الصهاينة، وكانت في 7ديسمبر/كانون الأول 1967.
معركة الكرامة
من أهم المعارك في 12 مارس/آذار 1968 التي شارك بها قادة الثورة الفلسطينية ومؤسسو الحركة أمثال ياسر عرفات وصلاح خلف، وخليل الوزير وغيرهم من القادة العظماء للثورة الفلسطينية، وكانت هذه المعركة من أقوى المعارك التي عرفت في تلك الفترة حيث اشتركت بها الجيوش الأردنية، كتفاً بكتف إلى جوار الفلسطينيين الذين استبسلوا، حتى أجبرت قوات الاحتلال من المتسللين إلى الأردن بكل قواهم ودباباتهم وطائراتهم العسكرية على التراجع والعودة؛ بعد قتل المئات وجرح الآلاف منهم.
حرب الأشباح في السبعينات
دارت بين أبطال أيلول الأسود والموساد الإسرائيلي، ونتج عنها استشهاد عددا من أبناء أيلول الأسود.
ويذكر من عمليات أيلول الأسود عملية سابينا عام 1972، وعملية تفجير أنابيب تريستا أغسطس/آب 1972 وعملية ميونخ 5سبتمر/أيلول 1972، والرسائل الملغومة خريف 1972، إضافة إلى إصابة عميل الموساد تصادوق أوافيرا بجروح خطيرة ببروكسل خريف 1972، وتم احتلال سفارة إسرائيل في بانكوك ديسمبر/كانون أول 1972.
كما نفذت الحركة محاولة اغتيال غولدا مائير من خلال قصف طائرتها بصواريخ سام، وكذا عملية قتل عميل الموساد السري باروخ كوهين في 26 فبراير/شباط 1937 بمدريد، وفي مارس/آذار 1973 تم اقتحام السفارة السعودية بالخرطوم وقتل السفير الأمريكي القديم والجديد والقائم بأعمال السفارة البلجيكية.
عملية ميونخ
أٌختطف الفريق الرياضي الإسرائيلي بالأولمبياد في 5 سبتمبر/أيلول 1972، وتم تفجير الطائرة بهم، واستشهد أفراد المجموعة بعد قتل كل الفريق وطاقم التدريب .
عملية الرسائل الملغومة
أرسلت 40 رسالة ملغومة إلى دبلوماسيين إسرائيليين وموظفين أمريكيين في خريف 1972، حيث قٌتل بإحداها الملحق الزراعي في سفارة إسرائيل بلندن "عمي سينموري"، وكانت هذه العمليات أشد العمليات نجاحا لتلقين الموساد درساً في العسكرية .
عملية فندق سافوي
من أكبر وأضخم العمليات النوعية لقوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح، والتي قتل فيها العشرات من الضباط حيث لا يوجد رقم دقيق للقتلى إلا أن الرقم يتراوح ما بين 50 - 100 من الجانب الإسرائيلي ما بين جندي وضابط، وجرح ما يزيد على 150 جنديا وضابطا، ومن ضمن القتلى العميد في الجيش عوزي يثيري أحد أكبر ضباط الاستخبارات الذي قاد عملية فردان وأدت إلى اغتيال القادة الثلاثة، وجاءت العملية انتقاما لاغتيال القادة كمال عدوان و كمال ناصر و أبو يوسف النجار.
عملية الساحل
تسمي عملية كمال عدوان، أو عملية الساحل والتي تعرف إسرائيليا باسم مجزرة الطريق الساحلي، هي عملية اختطاف قام بها فدائيون من حركة فتح باسم فرقة دير ياسين في 11 مارس/آذار 1978 استهدفت مدنيين إسرائيليين في ساحل مدينة حيفا حيث قام فدائيو فتح باعتراض حافلة مليئة بالركاب متجهة إلى تل أبيب، فتحرك الجيش الإسرائيلي وأوقف الحافلة المختطفة وجرت اشتباكات أدت إلى قتل 37 مدنيا إسرائيليا وتسعة فلسطينيين وأصيب آخرون.
وذكرت المصادر الإسرائيلية، أن من قام بالتخطيط للعملية هو أبو نضال، وأكدت المصادر الفلسطينية أن قائد العملية دلال المغربي.
عملية تفجير مفاعل ديمونا
جاءت العملية في 7 آذار/مارس 1988 سقط بها الشهداء عبد الله ومحمد عيسى ومحمد الحنفي اللذين استولوا على سيارة ضابط بعد قتله، إضافة للسيطرة على حافلة تحمل 50 خبيرًا وفنيًا للمتفجرات في مفاعل ديمونا النووي، وحاولوا اقتحام ديمونا لكنهم سقطوا شهداء بعد قتل جميع ركاب الحافلة من الخبراء والضباط والفنيين، وشكلت العملية صدمة كبيرة للشعب الإسرائيلي وحكومته بعد أن توصلوا لقناعة روح الفداء والتضحية والقنابل البشرية لحركة فتح، فحاولوا عرض السلام والحكم الذاتي.
كان لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" أهدافاً عديدة من الكفاح المسلح تمثلت في تعبئة الفلسطينيين وتجسيد إرادتهم ووجودهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذى خيم اليأس، إضافة لاستغلال ساحة المعركة كمدرسة للمقاتلين والكوادر لتزيد قدرتهم العسكرية، وتدمير مشروع تحويل مياه نهر الأردن إلى النقب، الذى بدأته إسرائيل وفشلت الأنظمة العربية في منعه.