"هآرتس": قولا واحدا.. الميزانية أو الانتخابات

قررت الكنيست أمس بالقراءة التمهيدية حل نفسها. وتقدمت بمشروع القانون كتلة يوجد مستقبل – تيلم من المعارضة، ولكنه نال تأييد 61 نائبا، بينهم أعضاء أزرق أبيض، العمل وديرخ ايرتس. وأيد اعضاء أزرق أبيض القرار بعد أن اعلن رئيس الحزب بيني غانتس أمس بان حزبه سيفعل ذلك الا اذا عمل رئيس الوزراء بشكل فوري على اجازة ميزانية الدولة للعام القادم.

لا تنقص اسباب لحل الحكومة السيئة هذه. فشيء مما فعلته لم يكفر عن خطيئة ولادتها التي كانت تنطوي على خيانة للناخبين، سرقة اصوات الجماهير وتغيير المبنى الدستوري في اسرائيل بشكل يخدم متهم بالجنائي ويتجاوز القيود الدستورية التي تمنعه من أن يتولى منصب وزير، ولكن ليس رئيس وزراء. حكومة الوحدة، التي قامت كي تحل السلام الداخلي وتكافح الكورونا، فشلت فشلا ذريعا في المهمتين. فالمجتمع الاسرائيلي منقسم اكثر من اي وقت مضى، ومعالجة الكورونا فاشلة، بل وبنك اسرائيل يقدر بان الدولة في الطريق الى جمود اقتصادي لـ 35 سنة.

رغم أن غانتس اخطأ خطأ جسيما حين أدار ظهره لناخبيه ولشركائه في القائمة، في ظل الخرق الفظ لوعده الا ينضم الى حكومة متهمة بالجنائي، لا مجال للتشوش: من يتحمل المسؤولية عن الوضع الخطير للدولة ويجرها الى حملة انتخابات رابعة في غضون سنتين، في ذروة ازمة وبنيامين نتنياهو.

لقد خدع نتنياهو غانتس، رئيس الدولة، الكنيست والجمهور كله عندما وقع على اتفاق تناوب وتعهد بالوحدة دون أحابيل والاعيب. بدهائه ادخل الى الاتفاق الائتلافي بندا يسمح له بتفكيك الشراكة دون أن ينقل رئاسة الوزراء الى غانتس، كما يفترض الاتفاق. والان يمسك نتنياهو بميزانية الدولة كرهينة، ويبدو ان خضوع غانتس لاملاءاته فقط – التخلي عن التناوب او الحصانة – سيدفعه الى أن يجيز الميزانية ويعيد ضخ الاكسجين الاقتصادي لمواطني الدولة.

توجه المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت يوم الاحد لنتنياهو، لغانتس ولوزير المالية اسرائيل كاتس واوضح لهم بان المواعيد لوضع ميزانية الدولة على طاولة الكنيست مرت، بما في ذلك بالنسبة لميزانية 2021. كما ذكرهم المستشار بانهم يخرقون بذلك القانون الذي يقضي بان على الحكومة أن تطرح مشروع الميزانية قبل 60 يوما من بداية السنة المالية. إذن مندلبليت طلب. إذن القانون خرق مرتين. حسنا، فماذا ستفعلون لنتنياهو؟

"هذه خطوة تكتيكية"، شرح مصدر في أزرق أبيض تأييد غانتس لحل الكنيست. غير أن تكتيكات غانتس هي التي أوصلته الى الهوة. توقف عن التكتيكات يا غانتس. الرسالة الوحيدة لنتنياهو هي: إما ميزانية الان، او انتخابات.

عن ه’رتس