اليوم السبت 20 إبريل 2024م
عاجل
  • 7 شهداء بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة رضوان في حي تل السلطان غربي رفح
7 شهداء بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة رضوان في حي تل السلطان غربي رفحالكوفية إعلام الاحتلال: التفاوض وصل لطريق مسدودالكوفية سلطنة عمان تأسف لفشل مجلس الأمن بمنح فلسطين حقها لعضوية الأمم المتحدةالكوفية الدفاع المدني: تسجيل مئات الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي بسبب استخدام الحطب والفحم بديلا لغاز الطهيالكوفية الدفاع المدنية: منع الاحتلال دخول غاز الطهي ينذر بأزمة صحية بسبب اعتماد المواطنين على الحطب والفحمالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم حي عديلة في حي رأس العامود بسلوان في القدس المحتلةالكوفية الاحتلال يسلم جثماني شهيدين من عقربا جنوب نابلسالكوفية بث مباشر.. تطورات اليوم الـ 196 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية لقاء خاص|| وزير الخارجية المصري: حكومة نتنياهو غير جادة بالمفاوضات ولا ترغب في إقامة دولة فلسطينيةالكوفية مراسلنا: إصابة طفل إثر قصف قرب المقبرة الشرقية في رفحالكوفية كتيبة جنين: عملية معسكر سالم رد على جرائم المحتل في طولكرم واغتيال القائد أبو شجاعالكوفية كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس: استهدفنا معسكر سالم وآلية إسرائيلية من نوع هامرالكوفية مراسلنا: اندلاع مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في قرية حوسان غرب بيت لحمالكوفية مراسلنا: شهيدة ومصابين بقصف الاحتلال منزل لعائلة البحابصة في حي السلام شرق مدينة رفحالكوفية دلياني: حتى الأجنة لم تسلم من آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في قطاع غزةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في المستوطنات المحاذية لقطاع غزةالكوفية عدد من الشهداء برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس شرق طولكرمالكوفية نادي الأسير: الاحتلال يفرج عن الأستاذة نادرة شلهوب بشروط مقيدة بعد اتهامها بالتحريضالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن غارة على منزل لعائلة "العرجا" برفح جنوب القطاعالكوفية مراسلنا: الاحتلال يقصف منزلا لعائلة حسونة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزةالكوفية

أوراق إسرائيلية..

الصهيونية العلمانية في حالة أفول

12:12 - 03 ديسمبر - 2020
بقلم: رامي لفني
الكوفية:

من المؤلم الاعتراف، لكن ربما يتبين أن المتدينين كانوا على حق بدرجة ما في انتقادهم للصهيونية العلمانية. كما أنه من المبكر ايضا أن نقرر بصورة قاطعة، لكن من غير المؤكد أن الاقتراح التاريخي للصهاينة العلمانيين – الغاء الدين لصالح القومية كقاعدة لتعريف كامل لليهودية الحديثة والحياة السيادية في اسرائيل – يصمد في اختبار الزمن. ليس بسبب خطيئة اصلية أو بسبب أن الثورة كانت خاطئة أو أن العربة العلمانية كانت فارغة منذ البداية من مضامين مشتركة يمكنها الحفاظ على مجتمع حتى بدون تراث، بل لأن العلمانية خانت مسيرتها.

المعسكر الليبرالي – العلماني يفقد بالتدريج الاهتمام بالعنصر الجماعي لهويته. يفهم نفسه أقل فأقل داخل السياق القومي، وأكثر فأكثر بمفاهيم شخصية وعالمية. صحيح أن اليسار الصهيوني دائما اعطى اهمية رئيسية لاحتياجاته وتنمية الفرد («أن يبني ويُبنى»)، وبعد ذلك وضع في المركز الحريات المدنية والانسانية. ولكنه ايضا آمن بأن الفرد يجد سبب وجوده في كونه جزءا من مشروع ومن واقع جماعي (الشعب/ الدولة/ المجتمع/ الثقافة). بين هاتين القيمتين، تقديس الفرد مقابل مركزية المجموع، حدث بين الحين والآخر توتر وحدثت عمليات تحول وكان التوازن بينهما ديناميكي. يبدو أننا الآن في عملية مهمة ستؤدي الى ميل العقرب الى جانب واحد بشكل واضح.

«هو مرة اخرى يبالغ»، بالتأكيد البعض يقومون الآن بغربلة بعض الافراد، وفي نهاية المطاف لا يزال معظم أعضاء اليسار صهاينة: هم يرفعون العلم في يوم الاستقلال، يشجعون المنتخب ويشاهدون مسلسلا عن حرب يوم الغفران. صحيح، لم نصبح ما بعد صهاينة رسميين، ولم نبدأ في حفظ كتابات عزمي بشارة حول دولة كل مواطنيها. التغيير هو في نمط الحياة والمناخ، فيما هو مهم وغير مهم، أكثر مما هو في ايديولوجيا واضحة. ويوجد له دلائل آخذة في الازدياد، حيث يمكن اعتبار كل واحدة منها بحد ذاتها «غير تمثيلية». أو معقولة بحد ذاتها أو تسري فقط على جماعة معينة، لكن معا تتراكم لتصبح ظاهرة لا يمكن تجاهلها.

يمكن أن نعد من بينها الاصوات المتزايدة في اليسار من اجل اقامة حزب يهودي – عربي، أي الغاء اليسار الصهيوني، على فرض أن الصهيونية قد أنهت دورها في تفسير الواقع وتشكيله، الامر الذي يعني أن الصهيونية السياسية جميعها ستنتقل الى أيدي اليمين والوسط – يمين؛ والدعوة الى الغاء أو تعديل قانون العودة، لدافع المساواة المدنية؛ وصعود سياسة الهويات التي تحول موضوع التماهي من الجماعة الى الطائفة؛ والسباق من اجل الحصول على جوازات سفر اوروبية والتعامل مع الهجرة من البلاد، والموضة المتزايدة لاعطاء اسماء اجنبية للاطفال والحوار ضد الختان وأفول روح السلام والدولتين، التي استندت الى رواية قومية، والتآكل في مكانة اللغة العبرية لصالح اللغة الانجليزية، وخصخصة كنز الكلمات (مثلا، هجرة بدل الصعود الى البلاد)، والاغتراب عن كتاب وفنانين اسرائيليين انخرطوا في تجربة جماعية (عاموس عوز ونعومي شيمر).

صحيح أن جزء من التعبيرات التي تم ذكرها هي ايضا رد عاطفي على تشويه الفكرة القومية من قبل اليمين. جزء منها يعكس استفزاز، وليس بالتحديد رؤية منظمة أو محاولة لترك انطباع «مواطن في العالم» متطور ومحدث. وجزء منها هو نتاج للملل والسلبية والتكيف الاجتماعي مع الرياح التي تهب في بيئة معينة أو التكيف مع العولمة. صحيح أنه رغم هذه التوجهات ما زالت هناك سياسة يسارية، ما زال هناك احتجاج الذي بعضه مليء بالحنين الى الماضي القومي، ومعظمها مدفوع بمشاعر فردية بشكل اساسي من اجل الحرية والتحرر والتعبير عن الذات، التي تجد هدفها في نتنياهو كرمز.

هذا لم يعد حزنا عفا عليه الزمن على جيل «الاسبرسو» والشباب الذي فسد، أو مرثية حول مذهب المتعة مقابل الالتزام و»أنا» مقابل «نحن». منذ فترة غير بعيدة كان يمكن أن تشرب الاسبرسو في تل ابيب وأن تكون «أنا تمام» وفي نفس الوقت تعطي المجال للجانب الجماعي من هويتك. نتان زاخ، مثلا، هو مثال جيد: هو يكتب قصيدة شخصية تماما، وايضا يحدث تغييرات في الثقافة العبرية كلها. لا يوجد هنا، لا سمح الله، تحفظ من تحول الاسرائيليين الى «شعب مثل كل الشعوب». هذا هدف لم يعف عليه الزمن. ولكن عندما تحدث مفكرو الصهيونية العلمانية عن الحياة الطبيعية وعن «شعب مثل كل الشعوب» فقد قصدوا، من ضمن امور اخرى، شعب له وعي مشترك.

الى أين سيتطور كل ذلك؟ الامر المؤكد هو أن اليمين والمعسكر الديني، اللذين مشاكل هويتهما لا تقل صعوبة، يمكن أن يكونا راضيين. التهديد الاساسي في طريقهما الى الهيمنة آخذ في التعقد والتشابك مع نفسه وتناقضاته.

 

 عن «هآرتس»

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق