إسرائيل في طريقها الى انتخابات رابعة خلال سنتين. وفي افضل الحالات، نتائج الانتخابات ستبقي مرة أخرى التعادل في النظام السياسي. وفي أسوأ الحالات، بنيامين نتنياهو سينجح في الحصول على أغلبية من أجل قوانين الحصانة التي ستهربه من المحاكمة. حتى اذا تم التوصل الى حل وسط مؤقت لمسألة الميزانية، فستبقى على حالها حكومة زومبية غير قادرة على أداء مهامها الأساسية. هناك مخرج واحد، قانوني وديمقراطي، للخروج من الورطة الانتخابية التي ترتبت على تمسك نتنياهو بالكرسي، ومن الانقسام الذي يخلده في المجتمع الإسرائيلي.
الكنيست بتشكيلتها الحالية يمكنها خلال بضعة ايام أن تعين حكومة طوارئ وطنية، كل اهتمامها ينصب على محاربة الوباء وتأثيراته المدمرة. هذه ستكون حكومة تعمل فقط على بناء وتنفيذ استراتيجية خروج من الازمة – تكون متحررة من الضغوط ومن الاعتبارات السياسية. حكومة خبراء لزمن محدود تحصل على ثقة معظم اعضاء الكنيست. حكومة تعيد المبدأ الدستوري والديمقراطي للطريقة البرلمانية: السيادة في دولة اسرائيل هي للكنيست المنتخبة، والحكومة تحكم فقط بتفويض منها. الحكومة ستكون شفافة، ولن تقوم باتخاذ قرارات ضبابية في جلسات ليلية لا فائدة منها، وتضمن تمرير ميزانية للاعوام 2021 و2022 واستقرار النظام.
لا توجد حاجة الى تغيير تشريعي من اجل أداء حكومة الخبراء للقسم. حسب القانون فقط رئيس الحكومة يجب أن يكون عضو في الكنيست. وفي حكومات كثيرة كان هناك وزراء لم يكونوا أعضاء في الكنيست. حكومة خبراء يمكنها أن تشمل وزراء سابقين ومدراء عامين سابقين لوزارات حكومية ورؤساء هيئات عامة رفيعة يعرفون الأنظمة التي سيكونون مسؤولين عنها. المجلس المصغر للطوارئ سيمثل قطاعات ومعسكرات سياسية مختلفة. وهؤلاء سيتعهدون بأن لا يستغلوا فترة الطوارئ من اجل بدء حياة سياسية، ويبقون المدراء العامين في الوزارات الحالية في وظائفهم. لن يكونوا بحاجة الى «وظائف موثوقة» أو هزات أو «تغيير القرص» عند توليهم وظائفهم. تكفي حكومة ناجعة تضم 18 وزيراً.
يمكن على رأس حكومة الخبراء تعيين رئيس حكومة من بين اعضاء الكنيست الحاليين، شخص له تجربة وله سجل في الخدمة العامة، بحيث يتعهد بأن يخدم في فترة الطوارئ وأن يستقيل بعد ذلك. هذه الحكومة يكون لها تفويض من الجمهور. في انتخابات آذار تم انتخاب 62 عضو كنيست من القوائم التي تعهدت باستبدال نتنياهو. عليهم أن يدعموا حكومة الخبراء، وأيضا هكذا أعضاء حزب «يمينا» الذي بقي في المعارضة. هذه الحكومة لن تقوم بأي عملية سياسية ولن تنفذ أي تغيير في الجهاز القضائي، وتسمح للإجراءات القضائية الجنائية ضد نتنياهو بأن تسير بصورة مرتبة. حتى اورلي ليفي ابكاسيس ويوعز هندل وتسفي هاوزر، الذين رفضوا الجلوس في ائتلاف بدعم من القائمة المشتركة، يمكنهم اعطاء ثقتهم لحكومة الخبراء، لأن أي حزب وأي عضو كنيست، باستثناء رئيس الحكومة، لن يكونوا فيها.
سيركز كل باقي الـ 119 عضو كنيست على وظيفتهم البرلمانية: تمثيل مشاكل الجمهور والإشراف على نشاطات الحكومة، في الكنيست وفي اللجان. أيضا للكثيرين في معسكر اليمين – الأصولي لا يوجد أي سبب لمعارضة تشكيل حكومة خبراء مؤقتة تتعهد بالتركيز فقط على ازمة الكورونا وادارة الدولة. وسيضمن للأحزاب الدينية بأن الحكومة المؤقتة لن تغير الوضع القائم في شؤون الدين والدولة. وأن تمويل المؤسسات الدينية سيبقى على حاله.
فشل بيني غانتس في محاولته لاستبدال نتنياهو. ويبدو أنه لن يستطيع مرة اخرى أن يكون مرشحا لرئاسة الحكومة. ولكن حتى الآن يمكنه أن يقدم خدمة كبيرة لدولة إسرائيل إذا قاد عملية لتشكيل حكومة وزراء يتم استدعاؤهم لخدمة الاحتياط في زمن الطوارئ ويعودون الى بيوتهم بعد انتهائه. هذه عملية دستورية وديمقراطية تماما، ترتكز الى تفويض واضح من الجمهور. وانتخابات أخرى واستمرار الشلل السياسي ليست قدراً محتماً.
عن «هآرتس»