ربما تظن أن ردات الفعل على سفاهة أحمد مجدلاني، هي مجرد موجة وسوف تتلاشى. إن اعتقدت ذلك فأنت مخطيء، لأن هذا الوزير في حكومتك شتم الشعب الفلسطيني في أعراضه. هو بحد ذاته، ليس ذا قيمة لكي يفتري عليه أحد أو يتقصده أحد. إن جوهر الأمر، هو وجوب الحرص على إرساء التقاليد الأخلاقية في العمل العام، لكي يعرف كل من يشغل موقع عمل عام، كيف يحترم شعبه وكيف يقي نفسه من الغرور واستسهال التعدي على شرف الناس لفظاً أو عملاً، مثلما كان ضباط العدو، يحرصون على عدم الزلل في مخاطبة المجتمع فلا يجرؤون على التفوه بشتائم لأعراض الناس، في ذروة ارتكابهم الفظاعات.
لا يزال مجدلاني يشغل في حكومتك موقع وزير "التنمية الإجتماعية" بينما هو في حاجة الى خمسين لجنة اجتماعية ونفسية لمعالجته. أنت لا تزال صامتاً بينما كوادر وازنة في فصيله الصغير، زادتنا عن سفاهته وغروره من الشعر أبياتاً.
نعلم أن مجدلاني ليس أصل الداء، وأنه محض صبي يحميه المحنك، في واحدة من شواهد استغلال النفوذ وإعطاب النظام وقلب الأولويات. وبدل أن يلتزم المستفيد الأدب، وهو يتقدم في الأهمية على الأخيار، لدى من يحميه؛ آنس في نفسه القدرة على التطاول مع ضمان الإفلات من العقوبة.
نعلم أيضاً، وأنت تعلم، أن هذا اختبار أخلاقي صعب لتجربتك كلها. فإن ظللت بلا موقف، ومهما فعلت، ستظل راسباً في الإختبار إن لم تطرد هذا السفيه وليفعل المحنك ما يشاء. ربما تقول لي ربما يمنحه المحنك موقعاً أهم من وزير. دع هذا الأمر واتركه للرأي العام، وستعرف أن من يتطاولون على شعبنا، لن يتمكنوا من الحركة حتى لو كانوا طلقاء. فالتاريخ لم يبدأ بعباس ولن ينتهي به. فلا تتأخر في إنصاف نفسك. أنت الآن في اختبار أخلاقي ستتحمل نتيجته طوال حياتك. نتمنى أن تجتازه بنجاح