الكوفية:- أحمد الحناوي: تجدد أحد أقدم النزاعات في العالم، وهو نزاع إقليمي بين أرمينيا وأذربيجان، على إقليم قرة باغ، الذي استقل وأصبح "جمهورية"، والذي يحظى بدعم أرمينيا، ويقع جنوب غرب أذربيجان، وتبلغ مساحته 4,800 كم2، ويقطنه حوالي 145 ألفا غالبيتهم من الأرمن.
وعاد الصراع الإقليمي، على قرة باغ بين أرمينيا وأذربيجان يوم الأحد الماضي، حيث أطلقت القوات المسلحة الأرمينية النار على المناطق السكنية الواقعة على خط التماس مع الحدود الأذربيجانية في قرة باغ وأغارت عليها بهجمات جوية وصاروخية، نتج عنها مقتل أكثر من 95 شخصا خلال المواجهات.
وأعلنت الحكومة الأرمينية، حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد عقب هذه الأحداث، ألحق ذلك إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية أن قواتها شنت عملية هجوم مضاد على طول خط التماس بأكمله في قرة باغ.
أسباب التصعيد
وتعود أسباب التصعيد الأخير بين أذربيجان وأرمينيا، إلى أن أذربيجان فقدت الأمل في إمكانية التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي مع أرمينيا بسبب المماطلات وعدم قيام مجموعة الوساطة "مينسك"، بالعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بإنهاء الخلافات بين الدولتين.
ويرى محللون سياسيون، أن التصعيد تقف خلفه أيادٍ خفية، أرادت التسبب في وضع حرج لروسيا، من خلال إثارة حرب بين حليفين مهمين في منطقة ما وراء القوقاز.
وتتجه أصابع الاتهام إلى تركيا، ومن وراءها واشنطن، بهدف ممارسة الضغوطات على روسيا وتضييق الخناق عليها في مناطق أخرى، مثل سوريا وليبيا وخلق معادلات جديدة على الأرض.
أردوغان يدعم أذربيجان
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان التي وصفها بـ"الشقيقة والصديقة"، مشددا على ضرورة وضع حد للأزمة التي بدأت في المنطقة بسبب احتلال أرمينيا لإقليم قره باغ الأذربيجاني.
وقام النظام التركي، بنقل المرتزقة من الأراضي السورية إلى أذربيجان للقتال ضد الجيش الأرمني، مقابل راتب شهري 1500 دولار.
وقال وزيرالخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، إن بلاده مستعدة لتقديم دعم عسكري لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا في إقليم قره باغ.
وتابع وزير الخارجية التركي قائلا: "نقف إلى جانب أذربيجان سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات، نريد حل هذه المسألة من جذورها".
وأضاف، أن "الحل الوحيد لمشكلة قره باغ المحتل، يكمن بانسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية ولا يمكن التسوية دون ذلك".
دوافع إقليمية تشعل الصراع
من جانبه، قال فراس رضوان أوغلو، الباحث السياسي، الـ "كوفية" إن هناك دوافع إقليمية ودولية، اشعلت الصراع، من بينها الخلاف الروسي التركي في ملفات متعددة مثل ليبيا وسوريا، إضافة إلى الخلاف التركي مع فرنسا، حيث تدعم الأخيرة أرمينيا.
تركيا تدعم أذربيجان بالمرتزقة
في السياق نفسه، قال سركيس قصارجيان، الكاتب الصحفي السوري، إن منطقة الصراع تعد من مناطق الأمن القومي الروسي، وبالتالي الذهاب إلى حرب واسعة لها علاقات بتوازن القوى وعلاقات القوى الإقليمية الكبرى، لافتًا إلى أن قرار الحرب سيكون له خلفية، مشيرًا إلى تصريحات تركيا في هذا الصدد الداعمة لأذربيجان سواء بالمساعدات أو المرتزقة.
الموقف الروسي
من جهتها، اعتبرت الرئاسة الروسية، أن أي تصريح خارجي عن دعم عسكري لأرمينيا أو أذربيجان يصب الزيت على نار النزاع في قره باغ، معلنة رفضها أي تصريحات لجهات خارجية حول تقديم دعم عسكري لأرمينيا أو أذربيجان في ظل الاشتباكات الدائرة بين البلدين.
جاء ذلك على خلفية إعلان مولود تشاويش أوغلو، وزيرالخارجية التركي، اليوم الثلاثاء، استعداد بلاده لتقديم دعم عسكري لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا في إقليم قره باغ.
ويرى المحللون، أن روسيا لن تسمح بتفاقم هذا النزاع، لأنه يشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، خصوصا أن أذربيجان تدرك أنها ليست قادرة عسكرياً على حسم النزاع في قرة باغ، لكنها أرادت تحريك الوضع من أجل دفع الأطراف المعنية.
وترجع جذور الصراع إلى عام 1923 عندما أعطت الحكومة الروسية منطقة ناغورنو-كرباخ رسمياً لأذربيجان، ولكن بعد أن تفتت العقد السوفيتي وبعد أن استقلت جمهورية أذربيجان، اندلعت الحروب بين كل من أذربيجان وجمهورية أرمينيا، كل منهما يريد ضم تلك البقعة إلى أراضيه، وكان السبب في ذلك الصراع هو ادعاء أرمينيا بأن تلك المنطقة ملكاً لها معللة ذلك بأغلبية سكانها الأرمن.