الكوفية:السلطة الفلسطينية أعلنت عن إفلاسها الوطني والسياسي بعد أن فشلت سياستها التفاوضية في تحقيق أي إنجاز وطني الى أن ابتلعت دولة الاحتلال الضفة الغربية بالاستيطان السرطاني الذي نهش وابتلع أرضنا ، كما وفشلت سياستها الخارجية في تحشيد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية مما فتح الأبواب مشرعةً أمام الجميع للتخلي عن قضيتنا وجعلها تتذيل اهتمامات العرب والعجم .
لا يكفِ السلطة الفلسطينية ممارسة البلطجة الرسمية والتغول على القانون والحقوق والممتلكات وممارسه سياسية التمييز العنصري بين شطري الوطن بما يخص الأمان والعدالة الوظيفية ومنح امتيازات للضفة الغربية على حساب قطاع غزة بحجة معاقبة حركة حماس وهي في الحقيقة تذبح في حركة فتح.
إن سياسة السلطة المُفلسة هذه تُعيدنا الى عشرينيات القرن الماضي وبالتحديد الى حكومة المندوب السامي البريطاني هيربرت صموئيل التي كانت تمنح امتيازاتها لليهود على حساب الفلسطينيين السكان الأصليين للأرض الفلسطينية.
إن إقدام السلطة الفلسطينية على ممارسة سياسة الاعتقالات بحق كوادر وأبناء حركة فتح لهو سلوك سافر خارج عن سياق الأخلاق والأدب والاحترام لتاريخ هؤلاء الأبطال الذين أمضوا حياتهم في المعتقلات وميادين المواجهة وكانت لهم بصماتهم الوطنية في بناء اللبنات الاولى للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية ، لا يُعقل لسلطة ترتهن في تحركاتها لإذن من ضابط برتبة ملازم يقبع في مستعمرة بيت ايل المجاورة لمبنى المقاطعة أن تقدم على اعتقال كوادر أمنية وتنظيمية بحجم اللواء سليم أبو صفية وعضو المجلس الثوري لحركة فتح هيثم الحلبي فهذا لا يقبله عقل ولا يصدقه منطق.
ما الجرم الذي ارتكبه هؤلاء الأبطال والقادة ليتم السطو على بيوتهم في عتمة الليل المظلم وإهانتهم أمام نسائهم وأبنائهم بهذا الشكل السافر والمقزز والخارج عن جميع القيم والأعراف التي نصت عليها الكتب السماوية والديانات الوثنية وكافة القوانين والأعراف المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير؟!
أين تنظيم وقيادات وكوادر حركة فتح في الضفة الغربية وهم يرون إخوانهم بل ومن علمهم النضال يُذبح بسكين السلطة أمام أعينهم؟ أم أن حركة فتح في الضفة وصلت الى مرحلة الموت الوطني وأصبحت في حالة لا يضير الشاة سلخُها بعد ذبحِها ؟!!!
إن ما يحدث من قمع للمناضلين من قبل السلطة يخرج عن حدود الصمت والسكوت عليه بإي حال من الأحوال ولا يمكن السماح لكائنٍ من كان التعدي على قيادات وكوادر ومناضلي حركة فتح، ولا يمكن السماح أن تُذبح فتح وهي حية طالما وجُد الأحرار والمناضلين وأن الزنازين لم تُخلق للمناضلين وإنما لقطّاع الطرق ومن تنكروا لحقوق شعبنا وخيّب الظن فيه الى أن أصبح يراودنا الشك أن هذه الطُغمة المتنفذة، هل هي فلسطينية فعلاً ؟! أم هي من جنس آخر؟!