عقب رفض الإنتربول الدولي الطلب التركي بحق القائد الفلسطيني محمد دحلان اتصل بي محمود، وهو شاب من قطاع غزة أصيب في أحداث 2007، وانتقل للعلاج في بلجيكا بمساعدة من أبو فادي ومن يومها وهو يعيش هناك، اتصل ليسألني باعتباري من المتابعين للشأن التركي، لماذا الإصرار والكراهية الأردوغانية لقائد بحجم وقيمة محمد دحلان على المستويين الفلسطيني والعربي؟ ومتى يدفع أردوغان ثمن كل ما يقوم به بحق الدول العربية والقضايا الإسلامية؟
جرائم ضد الإنسانية
قلت لمحمود كان من الطبيعي أن الإنتربول الدولي يرفض الطلب التركي لأنه لا يستند إلى أي دليل أو حقيقة، لأن طلب أردوغان هذا ينطلق فقط من حقد دفين على العرب ورموزهم الوطنية، وذكرت محمود بأن هذا دائماً كان السلوك التركي ضد العرب منذ ما يسمي “بالخلافة العثمانية”، فالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني التي يتشدق به أردوغان وأنتج له المسلسلات أجزاء وأجزاء هو الذي باع القضية الفلسطينية للصهاينة عندما طرد العرب، وأعطى الأراضي لروتشيلد وغيره ليوزعها بالتقسيط على العصابات الصهيونية، وأن القادة العسكريون الأتراك أمثال جمال باشا الجزار هم الذين قتلوا آلاف العرب في المشرق العربي خاصة المثقفين ورجال الإعمال والنخبة وهو السبب وراء وجود أكثر من 40 مليون من أصل عربي في أمريكا اللاتينية عندما هرب أجدادهم من المذابح العثمانية، وأن الوالي العثماني القرمانلي باشا هو الذي أعدم 10 آلاف ليبي في مذبحة الجوازي أثناء صيام شهر رمضان المبارك.
أردوغان على درب الأجداد في القتل
وأضفت لمحمود إن الإنتربول الدولي ينبغي أن يلاحق أردوغان على كل ما يرتكبه من جرائم لا تقل عن الجرائم التي ارتكبها جمال باشا الجزار أو القرمانلي، ففي المشرق العربي الذي قتل فيه جمال باشا الجزار ألاف العرب يقوم أردوغان عن طريق “سلاح العطش” بقتل الآلاف من العرب والكرد المسلمين في العراق وسوريا كما نشاهد يومياً بسبب ما قامت به تركيا من بناء سدود غير مشروعة أو تحويل مجرى الأنهار التي كانت تنساب نحو العراق وسوريا، وأن أردوغان وليس محمد دحلان الذي يجب أن يلاحقة الإنتربول الدولي لأن أردوغان هو الذي قتل المئات من سكان مدن شرق الفرات مثل رأس العين وشمال الحسكة وكل المناطق التي سيطرت عليها تركيا بالتعاون مع الإرهابيين، كما أن اردوغان وليس محمد دحلان هو الذي قام بجريمة العصر بالتهجير القسري والتطهير العرقي لسكان شمال شرق سوريا، وهي الجريمة التي أدانها كل المنظمات الحقوقية الدولية، وهي استمرار لجرائم قتل وتهجير أخرى قام بها أردوغان في عفرين وجرابلس والباب وغيرها من مدن الشمال والشمال الغربي السوري.
وكشفت لمحمود وبضمير خالص أن أردوغان هو من يجب ملاحقته قانونياً لأنه سمح بدخول ألاف الإرهابيين لسوريا والعراق منذ 2011 وحتى الآن، وان هؤلاء الإرهابيين كانوا السبب وراء قتل الآلاف وتهجير الملايين، وأشرت إلى محمود بمتابعة جريمة أردوغان الجديدة بحق ليبيا والليبيين والتي تستحق وحدها محكمة خاصة مثل محاكمات نورمبرج لقادة النازية في 20 نوفمبر 1945 أو محاكم يوغسلافيا السابقة 1993 لأنه نقل 10 آلاف من المرتزقة السوريين من شمال سوريا ليعيثوا قتلاً وترويعاً بحق الشعب الليبي، كما انه نقل 10 آلاف آخرين من عتاة وكبار الإرهابيين الدولتين من سوريا للغرب الليبي ليحول المتوسط الذي كان بحيرة للسلام إلى نار تشتعل بالكراهية والذبح والإرهاب.
أردوغان الأول في الجرائم الإنسانية
وأكدت على محمود أن الإنتربول الدولي عليه أن يصدر “نشرة حمراء” وبسرعة ضد أردوغان لأن محكمة حقوق الإنسان الأوروبية أصدرت بيان في 20 يناير الماضي قالت إن تركيا الأردوغانية تصدرت قائمة الدول التي رفع مواطنوها قضايا تتعلق بالخطف والاختفاء القسري والترويع وكل القضايا الإنسانية بلغت 70 % من إجمالي القضايا المرفوعة أمام المحكمة الأوربية.
فرد محمود قائلاً بالفعل يجب أن تكون هناك تحركات فعلية أمام كل المحاكم الدولية والأوربية لمحاكمة أردوغان على كل جرائمه بحق العرب والإنسانية، وأن القائد محمد دحلان ” أبو فادي ” يكفيه حب كل أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي.