- مدفعية الاحتلال تقصف محيط عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة
- مدفعية الاحتلال تجدد قصفها لمناطق متفرقة شمال قطاع غزة
- القناة 12 العبرية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا في تل أبيب
أدلى الشيخ دعيس وزير أوقاف السلطة الفلسطينية، بتصريح يستنكر فيه "اقتحام أوري أرئيل، وزير الزراعة الإسرائيلي، المسجد الأقصى مع عدد من المستوطنين". وفي هذا الشجب، يؤدي وزير الأوقاف واجبه في إطار الاختصاص، فيستنكر انتهاك الوزير الإسرائيلي، الذي يدنس الأقصى، ويفعل ذلك وفق اختصاص مضاد، أوسع إطاراً وأبعد مدى، بحكم أن الأقصى هو أحد أهم رموز البقاء الفلسطيني على الأرض التي يستهدفها مستوطنون ينتمي اليهم إريئيل. ولكن ماذا عن الوزراء الفلسطينيين الآخرين والقيادات الفصائلية الغائبة عن الأقصى، لا تقترب منه ولو بدون وضوء، لكي تسجل حضوراً رمزياً فلسطينياً، على افتراض أن هذه القيادات تصرف خصماً من خبز الشعب الفلسطيني، أكثر مما يصرفه وزراء دول مستقلة؟
أخونا دعيس، وزير أوقاف عباس، يستنكر التدنيس ويراه تصعيداً، بينما زملاؤه، بدءاً من الحمد الله وانتهاءً به، راضون عن التهدئة وعدم التصعيد من جانب إسرائيل، على جبهة بطاقات الشخصيات المهمة جداً. فعلى هذه الجبهة، هم مرتاحون ولديهم الوقت لكي يتفرغوا للثرثرة واتهام الآخرين بالتساوق مع صفقة القرن، ولصياغة الإشتراطات في وجه غزة، لكي تسلم لهم، ليس مفاتيح الأقصى، وإنما مفاتيح مخازن سلاح الدفاع عن النفس في غزة، في الوقت الذي يقول فيه عنصر التنسيق المتقدم، إنه لا يلعب، كما الآخرين على حد زعمه، في مربع أمريكا وإسرائيل!
جماعة سلطة عباس، تؤدي دورها في مسرحية عبثية، ولم يعد يقلقها شيء، سوى النواقص التي تراها في أية صيغة للمصالحة. والأدعى الى السخرية، أن الممثلون يؤدون أدوارهم، وهم يرون بأمهات عيونهم أن مقاعد القاعة فارغة ولا يتابعهم سوى المُلقن ومُخرج المسرحية. ولو طُلب منهم أن يذهبوا في كل يوم جمعة، للصلاة في الأقصى، فلن يتواجدوا، وسيكون الطناش، بذريعة السفر أو الإنشغال في ما هو أهم. أما أن يخف الوزير الإسرائيلي الى الأقصى، فإن هذا من فراغ أوقاته. كأنما العدو نائم، وهم المستيقظون، فلا نامت أعين الجبناء!
كان هناك حديث عن مشروع تهدئة ومشروع مصالحة. قالت الشخصيات "المهمة جداً" في المسألتين، ما لم يقله ملك في الخمر، لكي لا تكون تهدئة ولا مصالحة، وقال الشيء نفسه معارضو التهدئة، العنصريون الأشد تطرفاً بين المتطرفين. كلا الطرفين، وجد مصلحته في ألا تكون تهدئة. وعندما فشلت التهدئة، ظهر أن فكرتها لم تكن لمصلحة إسرائيل مثلما زعمت الشخصيات "المهمة جداً". فلو كانت من مصلحة إسرائيل، لتجاوبت معها رُغماً عن هذه الشخصيات، وتحت طائلة سحب البطاقات. أما المصالحة، فإن ما قالته عنها العاهات المهمة جداً، يجعلها تشبه إسماعيل ياسين عندما يؤدي دور إمبراطور مُهاب، لا يتنازل عن شيء من هيمنته الكاملة على البلاد والعباد، بينما هو في الواقع لا يحمي بيته!
اليوم، يُمارس الكذب، تحت عنوان رفض ما يُسمى "صفقة القرن". فكم هي مزعجة هذه الصفقة للشخصيات "المهمة جداً" وسبب الإنزعاج الوحيد، أنها صفقة لئيمة ربما تؤدي الى فك قيود غزة. فلو كان من شأنها إبقاء القيود على غزة، لأصبحت في موضع الترحيب. أما غزة نفسها، فهي تفضل إبقاء قيودها إن كان الثمن هو التماشي مع الصفقة!
يرفضون المقاومة المسلحة، ويتحدثون عن مقاومة شعبية أو سلمية، وهذه الأخيرة متاحة لهم، لكنهم لا يقاومون بها، فماذا يريد هؤلاء، بعد أن استنكر الشيخ دعيس، اقتحام وزير زراعة العدو لباحات الأقصى؟!