اليوم الثلاثاء 16 إبريل 2024م
عاجل
  • قوات الاحتلال تعتقل شابين بعد الاعتداء عليهما في بلدة سعير شمال شرق الخليل
  • مراسلنا: انتشار لطائرات "كواد كابتر" في "بلوك C" شرق النصيرات وسط قطاع غزة
ياغي: الاحتلال يقوم بـمجازر إبادة مستغلا حالة المجتمع الدولي بعد الهجوم الإيراني على إسرائيلالكوفية أبو رمضان: ما يحدث في قطاع غزة هو كارثة وحرب تجويع بدعم من الولايات المتحدة الأمريكيةالكوفية خيري: المنطقة تشهد صراعا بين الفعل ورده بعد الهجوم الإيراني على دولة الاحتلالالكوفية مراسل الكوفية: سلسلة من الاستهدافات للتجمعات السكنية في مناطق متفرقة بقطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شابين بعد الاعتداء عليهما في بلدة سعير شمال شرق الخليلالكوفية مراسلنا: انتشار لطائرات "كواد كابتر" في "بلوك C" شرق النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية الأمم المتحدة ستوجه نداء لجمع 2,8 مليار دولار لصالح غزة والضفة المحتلةالكوفية الدفاع المدني : 120 شهيدا ما زالوا تحت الأنقاض في محيط مجمع الشفاء لم نستطع الوصول إليهمالكوفية الخارجية الأمريكية: لم يتم إطلاعنا بالتفصيل على خطط الإخلاء من رفح أو الاعتبارات الإنسانية للعملية المحتملة هناكالكوفية جيش الاحتلال يقصف أبراجا سكنية في أرض المفتي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية حزب الله: استهدف ‌‏مقاتلونا موقع البغدادي بقذائف المدفعيةالكوفية الإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال يسعى لإخلاء بيت حانون وشرقي جباليا في جريمة جديدة تحت غطاء مدفعي عنيفالكوفية مراسلنا: وصول 4 شهداء إلى مستشفى أبو يوسف النحار جراء قصف منزلا في رفحالكوفية جيش الاحتلال يقصف بطائرة مسيرة منزلا في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزةالكوفية مناشدات للدفاع المدني بالتوجه إلى منزل صلاح قشلان بالقرب من مسجد ذو النورين بالمخيم الجديد لإنقاذ عائلة من تحت الأنقاضالكوفية طائرات الاحتلال ومدفعيته تقصفان شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية غالنت يعقد نقاشا خاصا حول الاجتياح البري لرفحالكوفية لواء متقاعد: بدلا من مهاجمة إيران لابد توجيه ضربة مركزة لسوريا ولبنانالكوفية الإفراج عن 20 مخطوفا مقابل 6 أسابيع هدنة.. المطالب الجديدة لحركة حماسالكوفية بعد الكشف عن رد حماس.. أهالي المختطفين:"لقد فقدنا كل أدوات الضغط"الكوفية

كورونا وغياب الفكر العربى

08:08 - 09 يوليو - 2020
الكوفية:

لم ينحسر وباء كورونا بعد وإن تجاوزت البشرية حالة الهلع التي رافقت بداياته لكن كما يبدو أن العالم بدأ يتعايش مع المرض فلا سبيل سوى أن تستمر الحياة كأن لا حل إلا بالعودة للمناعة الجماعية أو كما تداولها علماء الأحياء في القرن التاسع عشر بنظرية الانتخاب الطبيعي تستمر الحياة ويسقط من يسقط لكن لا أن تتوقف المجتمعات.

بداية وأثناء انتشار الوباء بدأ مفكرو الغرب بمدارسه الفكرية بتناول أحداث وتداعيات وسياقات المرض ومآلاته المستقبلية وشكل المجتمعات والهزة التي أحدثها والتغيرات التي سيحدثها وهي المدارس التي أجمعت هذه المرة على أن هناك الكثير من الأشياء ستتغير وإن اختلفت في الاتجاهات لكن شهد العالم ولا يزال حركة فكرية ونشطة تتنبأ بالمستقبل وشكل المجتمع والاقتصاد والثقافة والصراعات والتعليم وكل العناصر دائمة الحركة والتي تشكل بمجموعها مسار الحياة.

لم يشهد العالم العربي تلك الحركة الفكرية النشطة إذا لم يرافق المرض قراءات مستقبلية وتوقعات علها تفيد في سياق المستقبل العربي وليس هناك مدارس فكرية حقيقية فمع الزمن تعرض رجال الفكر في مجتمعات قبلية تقليدية إلى الملاحقة والتكفير والنبذ الاجتماعي وخفت صوت العقل منذ قرون فهذه المنطقة انهزم فيها العلم والفكر وهناك الكثير من الأمثلة.

التجربة الأوروبية غنية باعتبار أن الانسانية تكثفت في هذه القارة من اختراع الصناعة والصراع الديني والحروب الكونية التي دارت على أرضها وكذلك انتاج العلم والمعرفة والفلسفة وعلم الاجتماع لذا تسيدت لقرون من الزمن قبل أن تنهزم في صراعاتها الداخلية التي يجيء الأميركي من وراء البحار الذي كان يشكل تجربته بعيدا عن العالم ليجسم حربين كونيتين على الأرض الأوروبية ويعلن سيادته عليها وعلى العالم لكن الحركة الفكرية في اوروبا لم تتوقف فقد ورثت كل هذا التراث.

في العالم العربي لم يِتح للفكر أن يشق طريقه فقد حاربته العادات والتقاليد والتركيبة الاجتماعية القبلية ورجال الدين وبقيت المجتمعات العربية بنفس سياقها وبعيدة عن فهمها وبنفس الوعي القديم بل ساهم صعود نخب تفتقر للوعي والعلم في زيادة التجهيل في تلك المنطقة ولهذا أسبابه الكثيرة فوظيفة الفكر هو تحويل الجهل إلى معرفة وتغيير العشوائية إلى منطق فبقيت المنطقة العربية على درجة من الجهل والعشوائية وتلك كانت شديدة الوضوح حين زحف الوباء هذا العالم.

غاب رجال الدين وتقدم رجال العلم والفكر فليس هناك متسع للفهلوة التي اعتادوها أو حاولوها في بداية الوباء قبل أن يدركوا أن عليهم الانزواء جانبا وافساح الطريق للعلم ليعالج الأمر فقد توقفت الكنائس واختفى البابا ولأشهر لم نسمع به وكذلك رجال الدين المسلمين دخلوا في اجازة وتوقفوا عن الفتاوى والاجتهادات التي كان لتضاربها لزمن طويل سبب في اذكاء صراعات المدارس الدينية التي اتبع كل منها أحدهم واكتشفت المجتمعات أنه لم ينقصها شيء بل أنها أكثر اقترابا لتعاليم الله الصادقة دون تدخل الوسطاء والمفسرين والشيوخ الذين أخذوها نحو صراعات زائدة فقد حاولوا كعادتهم في بداية الوباء اطلاق الأحكام وتفسير المرض بما يتلاءم مع الحفاظ على مكانتهم لكنهم اكتشفوا أن الأمر أكبر من المزاح هذه المرة.

في القرن الرابع عشر ضرب الطاعون أوروبا ليقضي على حوالي مئة مليون انسان حاولت الكنيسة التي كانت تقود القارة أن تمارس سيادتها وبينما كان الأطباء يطالبون بالحجر كانت الكنيسة تطالب الناس “بالذهاب للكنس لطرد الوباء بالدعاء باعتبار أن الأوبئة هي” انتقام الهي” بسبب فساد المجتمعات وحاول متدينونا قول ذلك في البداية لكنهم سرعان ما توقفوا عن الكلام” لكن بعد كل صلاة كان الطاعون ينتشر بكثرة.

والأسوأ أن رجال الدين كانوا يطالبون الناس بقتل القطط معتقدين أنها تجمع لأرواح الشياطين قبل أن يكتشف الناس أن القطط هي ما كانت تبعد الجرذان التي تحمل وتنقل الوباء عن السكان وبالتالي بسبب اجتهادات وجهل رجال الدين تلك كانت أول ضربة للكنيسة التي كانت تحكم بلا منافس انتشر الوباء حينها بدأ الفكر الأوروبي يشهد تغيرا لصالح العلم على حساب الكنيسة حين صب الناس جام عضيهم عليها ليضعوها في مكانها الحقيقي ولتعلوا كلمة الأطباء والطب ويأخذ مكانته في الجامعات وفي المجتمعات لنرى كل هذه الاكتشافات الطبية والعلاجات والأدوية والمعدات الطبية وكل تلك الترسانة العسكرية التي مكنتها من احتلال والسيطرة على العالم لقرون بعدها.

كل تجربة هي وليدة ظروفها ومناخها ودرجة جرارتها الطبيعية والانسانية وابنة الجغرافيا وما تراكم من تراث هو نتاج كل هذه الأشياء ولا يمكن نقل تجربة لمكان آخر فهي ابنة المكان والزمان لكن يبقى شيء واحد تشترك به المجتمعات الانسانية وهو التفكير بالحاضر والمستقبل دون قيود وهو ما يغيب في عالمنا العربي ولكن هي فرصة لتأمل هذا الواقع الغارق في الغياب والذي أصبح مطية لكل من أراد ليس سوى لأن النظام الاجتماعي القائم لم يتعرض للهزات الحقيقية ولأن من يتسيد المجتمع هم الأقل علما ما حدث في أوروبا من حركة فكرية ساهمت بخصخصة الدين وهي كانت الخطوة الأولى للانطلاق هل يشهد العالم العربي نقاشا حول دور ومكانة رجال الدين بعد هذه التجربة واعادتهم الى اختصاصهم بدلا من التدخل في السياسة والصحة والعلم وكل شيء ؟؟.

الغد

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق