الكوفية:غزة – عمرو طبش: أثرت مشكلة تأخر رواتب موظفين السلطة لمدة شهر كامل، بشكل كبير، على العديد من المواطنين الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة، والذين يعتمدون على تلك الرواتب وليس له مصدر دخل سواها.
وأعرب العديد من المواطنين عن استيائهم، نتيجة عدم صرف الرواتب، التي تعمل دائما على حل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع منذ 14 عاماً.
وأكدت المواطنة أم المعتصم الزيتونية لـ"الكوفية"، أن قضية الرواتب أثرت بشكل سلبي على كافة شرائح المجتمع من العامل إلى التاجر والموظف، موضحةً أن زوجها حتى اللحظة لم يصرف راتبه، مما ترتب عليه عجزه عن توفير الاحتياجات اللازمة لعائلته.
وأشارت إلى أن أصحاب المحلات والبسطات تأثروا، بشكل كبير، نتيجة عدم صرف رواتب الموظفين، خاصة أن اعتمادهم الأساسي في البيع على راتب الموظفين لأنه يقوم بتحريك الأسواق اقتصاديا، منوهةً إلى أن المواطنين الذين يمشون في الأسواق ليس من أجل الشراء لأن جيوبهم فارغة بسبب الرواتب.
من جانبه قال المواطن خالد اسليم، إن الرواتب في قطاع غزة هي مصدر الدخل الأساسي للمواطنين، وليس بالضرورة للموظف، لأن كل الشعب يستفيد من الرواتب، كونها تحل جزءًا من الأزمة الاقتصادية الذي يعاني منه القطاع.
وبين أن صرف رواتب موظفي السلطة في القطاع سينعكس على حركة الأسواق والمحلات التجارية، ولكن في ظل استمرار أزمة الرواتب ستقع كارثة اقتصادية تؤثر على جميع فئات الشعب.
وأوضح اسليم أنه يجب على الحكومة في رام الله بالوقوف الى جانب المواطنين في قطاع غزة، وليس بتجاهلهم وتحميلهم مزيدًا من الأعباء.
في السياق ذاته، أضاف المواطن محمد الخضري، أن أزمة الرواتب هي أزمة اقتصادية بالدرجة الأولى، ولها تبعات اجتماعية وسياسية، تؤثر على المجتمع الغزي بشكل كبير.
وأكد، أن الشوارع في قطاع غزة خالية من المواطنين لعدم لقدرتهم على شراء احتياجاتهم بعد تاخر صرف الرواتب، متابعاً أن أصحاب البسطات خلال فترة كورونا تضرروا اقتصادياً ولكن بعد أزمة الرواتب انعدمت مقومات الحياة لديهم.
من جهتها قالت المواطنة سلوى ديب، إن أزمة الرواتب أثرت عليها وعلى جميع المواطنين في القطاع بشكل سيء، مشيرةً إلى انعدام الحركة بشكل كامل نتيجة عدم الصرف.
وتابعت، أن مصدر رزق أصحاب المحلات والبسطات من وراء راتب الموظف الذي يعمل على تفعيل حركة الأسواق بشكل جيد وتفعيل تعاملات البيع والشراء.
ونوهت إلى نتيجة عدم صرف الرواتب سيصبح القطاع في كارثة حقيقة، من خلال اتجاه المواطنين إلى السرقات من أجل توفير لقمة العيش، وستكثر جرائم القتل والمشاكل بينهم.
من جانبه قال حازم عدوان، صاحب محل للملابس، إن أزمة الرواتب تسببت في حالة من الشلل نهائياً، موضحاً أنها أثرت عليه بشكل سلبي لأنه كان سابقا يبيع بنسبة 100%، ولكن بعد أزمة الرواتب أصبح البيع 2%.
ويتساءل، أن الموظفين والموطنين ليس لديهم أموال، فكيف سيشترون من المحلات والبسطات، مشيرا إلى أن الوضع في غزة سيتدهور إلى الأسوأ خاصة أن القطاع في هذه اللحظات يمر بوضع سيء ولكن الأيام القادم ستكون أسوأ.
في السياق ذاته، أوضح محمد المصري، صاحب بسطة، أنه في الأيام السابقة عندما كانت ستصرف الرواتب بشكل مستمر، كان الوضع الاقتصادي جيدا ويساعد المواطن على تلبية احتياجات عائلته بشكل كامل، ولكن في ظل الأزمة أصبح الوضع صعبا جداً.
وأشار إلى أن القيادات فقط هم الذين يعيشون بكرامة، أما الشعب فيعاني الويلات في حياته، مضيفاً أنه تم إزالة بسطاتهم في منطقة الجندي بحجة الرصيف، مما زاد من معاناتهم بشكل كبير.
وأكد، أن التجار يطالبونه بتسديد الديون المتراكمة عليه، ولكن لا يستطيع تسديد أي نسبة بسبب وضعه الاقتصادي الذي يعاني منه في ظل عدم صرف رواتب الموظفين.
وطالب المواطنون وأصحاب المحلات والبسطات، السلطة الفلسطينية بضرورة صرف رواتب الموظفين بشكل عاجل لإنقاذ القطاع من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به.