القاهرة – أحمد زكي: شهد النصف الأول من العام الجاري 2020 رحيل عدد من نجوم الفن في مصر، ممن تركوا بصمة واضحة بأعمالهم التي ستبقى خالدة جيلًا بعد جيل، لعل أبرزهم إبراهيم نصر وحسن حسني وجورج سيدهم وماجدة الصباحي ونادية لطفي.
الطيب.. محمود مسعود
ودعت الساحة الفنية في مصر، في الـ11 من يونيو/حزيران، الفنان محمود مسعود بعد مسيرة فنية حافلة، رغم قلة أعماله إلّا أنّها كانت مؤثرة وتركت بصمة واضحة لدى المشاهدين، حيث اشتهر مسعود بتجسيد دور المواطن الطيب الذي يواجه الفساد دائمًا.
وانضم مسعود، المولود في ضاحية العباسية بالقاهرة يوم 3 سبتمبر/أيلول 1952 عقب تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية لفريق مسرح الطليعة ليقدم "أبوزيد الهلالي سلامة، حوش بديعة، ورد الجناين، المحظوظ، عباس في الباي باي" وغيرها، كما قدم أدوارًا للسينما، أبرزها "مجانينو، المتمرد، الشرسة، حكاية تو، الفاجومي، امرأة آيلة للسقوط"، وفي التلفزيون "اللقاء الثاني، مغامرات زكية هانم، جمهورية زفتى، أكتوبر الآخر، شمس الأنصاري"، وغيرها.
سامبو.. علي عبدالرحيم
في الثاني من يونيو/حزيران الجاري، غيّب الموت الفنان المصري علي عبدالرحيم، عن عمر يناهز 59 عامًا قدّم خلالها 60 عملًا للسينما والمسرح والتلفزيون.
كثيرون يعتقدون، أن عبد الرحيم ينحدر من أصول صعيدية، نظرًا للون بشرته إلّا أنه ولد عام 1961 في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، شمالي مصر، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية بفرقة الثقافة الجماهيرية قبل أن يتخرج في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
أرشيف الفنان علي عبدالرحيم في السينما لا يتخطى ثلاثة أعمال، "شمس الزناتي، العشق والدم، من خاف سلم"، لكنه يمتلك سجلًا حافلًا من الأعمال التلفزيونية، منها "الراية البيضا، فرقة ناجي عطا الله، كاريوكا، الصفعة، سقوط الخلافة، أبو ضحكة جنان، الخيول تنام واقفة، ظل المحارب، أدهم الشرقاوي، الملك فاروق، أمير الشرق، حدائق الشيطان، الناس في كفر عسكر، أوبرا عايدة، السيرة العاشورية، ضمير أبلة حكمت،عباس وحكايته مع الناس"، وغيرها.
وتعد شخصية "سامبو" التي جسّدها في فيلم "شمس الزناتي"، علامة فارقة في تاريخه، وتركت بصمة واضحة في الذاكرة الجمعية للمشاهد المصري والعربي.
القشاش حسن حسني
في الثلاثين من مايو/أيار، فجع الوسط الفني في مصر والوطن العربي برحيل واحد من أكثر الممثلين نشاطاً وحضوراً حيث قدم أكثر من 490 عملاً للسينما والتلفزيون والمسرح، ويعد صاحب أكبر أرشيف في تاريخ السينما المصرية.
ولد حسن حسني في 19 يونيو/حزيران 1936 بضاحية القلعة في العاصمة المصرية لأب يعمل في مجال المقاولات، وفي مدرسته الابتدائية انضم لفريق المسرح ليجسد شخصية أنطونيو في أول ظهور أمام جمهوره المحدود في إحدى الحفلات المدرسية، ليفوز بكأس التفوق وميدالية التقدير من وزارة التربية والتعليم.
وفي العام 1956 خلال دراسته بالمدرسة الخديوية الثانوية، تصادف أن شاهده الفنان حسين رياض، والذي كان محكّمًا بمسابقة للتمثيل في المدارس، فانبهر بأداء حسني وأكد له وقتها أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل، هي الكلمات التي لم ينسها حسني طيلة حياته، فانضم في مطلع الستينيات إلى فرقة المسرح العسكري التابعة للجيش، وبعد حلّها في أعقاب نكسة يونيو/حزيران 1967، راح يتنقل بين مسرح الحكيم والمسرح القومي والحديث، ثم انضم لفرقة جلال الشرقاوي وعمل فيها ما يقرب من 10 سنوات.
وجاءته الفرصة في العام 1979 للظهور تلفزيونيًا لأول مرة، وأسعده الحظ بالتمثيل أمام "بابا عبده" الراحل الكبير عبدالمنعم مدبولي، في المسلسل الشهير "أبنائي الأعزاء شكرًا"، لتتوالي بعدها أعماله التلفزيونية، "رأفت الهجان، بوابة الحلواني، بنت أفندينا، جحا المصري، أرابيسك، أم كلثوم، أميرة في عابدين، أين قلبي، أهالينا، ابن النظام، البحار، البشاير، الزنكلوني، الزوجة الرابعة، الصعلوك، العار، رحيم"، وغيرها.
بينما كانت بدايته في السينما، من خلال دور محدود جدًا في فيلم "الكرنك" عام 1975، ليلفت الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر في فيلم "سواق الأتوبيس" عام 1982، ثم "البريء"، "البدروم"، "الهروب"، "زوجة رجل مهم"، وعشرات الأفلام جاءت في مقدمتها سلسلة أفلام "اللمبي" الكوميدية مع الفنان محمد سعد.
ولأنه كان قادرًا على تجسيد كل الأدوار، الشرير والكوميديان والأرستقراطي والبسيط، فقد أطلق عليه الكاتب موسى صبري لقب "القشاش".
ملك المقالب.. إبراهيم نصر
في 12 مايو/ أيار، ودعت الساحة الفنية واحدًا من أعظم مقدمي البرامج الكوميدية هو الفنان إبراهيم نصر، المولود في 18 أغسطس/آب 1946 في حي شبرا الخيمة لأب جاء نازحًا للعمل كمقاول معماري من محافظة أسيوط.
في سن العاشرة بدأ إبراهيم نصر، في تقليد أقربائه لفظًا وحركة، وأصبح المقلد والكوميديان الذي يضحك العائلة، وفي المدرسة ترأس فريق التمثيل وكان أول عمل مدرسي كبير له هو مسرحية بمدرسة عثمان بن عفان بحي شبرا، وقدم أدوارًا ثانوية في المسرح وعندما حصل على ليسانس الآداب عام 1972 اتجه بشكلٍ كامل للعمل في الفن، فقدم أدوارًا عديدة للسينما منها "الصاغة، غراميات سايس، لهيب الانتقام، محطة الأنس، أولى ثانوي، الاحتياط واجب، جحيم امرأة، درب العوالم، قهوة المواردي، بيت بلا حنان، حد السيف، امرأة واحدة لا تكفي، زكية زكريا في البرلمان، إكس لارج، الكهف"، غير أن أبرز ادواره كانت مع النجم أحمد زكي في "مستر كاراتيه" و"حسن اللول"، ومع الزعيم عادل إمام في "شمس الزناتي".
وقدّم للمسرح، "أهلا يا دكتور، عطشان يا صبايا، إحنا جدعان أوي، مصر بلدنا، نوار الخير، بسمة، عائلة عصرية جدا، مطلوب مجرمين فوراً، زكية زكريا والعصابة المفترية"، ومن الشاشة الفضية أطلّ نصر على جمهوره بـ"حكاية لها العجب، قلوب خضراء، الزمن المر، على باب زويلة، مارد الجبل، كاميرا إبراهيم نصر، انسى الدنيا، رأفت الهجان، هيما غاوي سيما، غباشى بتاع، هيما شو، زوبه سات، طرقعة"، ورغم هذا التاريخ المشرّف في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، تبقى برامج المقالب والتي أشهرها "زكية زكريا" أبرز ما قدّم إبراهيم نصر، ولسنوات عديدة ظلت طقسًا رمضانيًا ينتظره المشاهدون مثلها مثل الفوازير وحكايات ألف ليلة.
&display=popup){kind=link}