الكوفية:غزة – عمرو طبش: عندما تنطق الجدران بآلام أصحابها قبل أن يرووها، لترسم صورة القهر والوجع قبل أن يصفها أهلها، مرضٌ وفقرٌ اجتمعا في بيت يشكو مرارة العيش وصعوبة الحياة.
داخل منزل متهالك مهدد بالسقوط وجدرانه متآكلة، يقطن تسعة أشخاص يحكي الفقر والجوع والعوز تفاصيل حياتهم.. يعيشون في بيت لا يصلح لمعيشة آدمية، لا يقيهم بردًا ولا حرًا.
في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة تعيش عائلة عاشور كغيرها من العائلات في فقر شديد، فعندما تدخل إلى بيتهم تصدمك المفاجأة، فلا يتصور أحد حجم المشاهد المأساوية الصعبة، التي تتحدث عن واقعهم المرير وعذاباتهم التي فرضتها ظروفهم القاسية.
يروي المواطن عادل عاشور "47 عاما"لـ'الكوفية، تفاصيل معاناة أسرته، قائلا، إن منزله مهدد بالسقوط في أي لحظة، إذ لا تكاد تمر ليلة دون إن تتساقط حجارة السقف المشروخ على أبنائه، لا سيما مع هطول الأمطار في البرد القارس، لتهرع العائلة من غرفة إلى أخرى حتى لا يصيبها أي ضرر أو أذى.
ويوضح، أنه يُعيل تسعة من أبنائه أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وأحد جرحى مسيرات العودة، إذ أنه يعاني من اضطرابات نفسية ويحتاج إلى العديد من العلاجات ولكن لا يستطيع توفير أي شيء لابنه بسبب وضعهم الاقتصادي الصعب.
ويضيف عاشور، أنه كان يعمل سابقا في التجارة ويستطيع إعالة أسرته، ولكن بسبب إعاقة في أكتافه، توقف عن العمل إذ لم يعد يتحمل الوقوف لساعات، منوهاً إلى أن الاعاقة في السابق لم تشكل له أي عائق في عمله، ولكن كلما تقدم بالسن لا يستطيع العمل، ويعاني من عدة أمراض.
ويشير عاشور إلى أنه بعد توقفه عن العمل لم يعد لأسرته أي مصدر دخل، ولا يستطيع إعالتهم في ظل ظروفهم الاقتصادية الصعبة.
وطالب عاشور، المسؤولين وأصحاب القرار وأهل الخير بضرورة مساعدته ببناء السقف المتآكل قبل سقوطه على أسرته.
من جانبها قالت زوجته جمالات عاشور، إنه في ظل توقف زوجها عن العمل بسبب إعاقته، لا يستطيعون توفير العلاجات اللازمة لنجلها المعاق والمصاب في مسيرات العودة.
وتوضح، "كل يوم عيشتنا خوف وخطر لأن منزلنا مهدد بالسقوط في أي لحظة علينا، وأشعر في أي لحظة ممكن أفقد أي فرد من أسرتي نتيجة الخطر الذي يشكله هذا السقف"، وتتابع أن الرعب ينتابهم في فصل الشتاء بسبب سقوط المطر عليهم وهم نائمين وغرق منزلهم بالمياه.
وتبين جمالات، أنها ذهبت إلى كل الجمعيات والمؤسسات الخيرية لمساعدتها في إعادة ترميم المنزل وبناء السقف المهدد بالسقوط على أسرتها في ظل عدم مقدرة زوجها على العمل ولكن "كل الوعود باتت كاذبة ولا حياة لمن تنادي".
وتؤكد أن وضعهم الاقتصادي كان جيدا ولكن بعد توقف زوجها عن العمل بسبب إعاقته، تدهورت حالتهم المادية ولا يوجد لهم معيل، حيث أصبح وضعهم الاقتصادي صعبا جدا في ظل عدم وجود أي مؤسسة أو جمعية ترعاهم.